يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا مع تعزيز الضغط العسكري الأميركي في منطقة الكاريبي، وسط مخاوف من هجوم محتمل، فيما يدافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حملة عسكرية ضد تجار المخدرات ويؤكد إمكانية الحل الدبلوماسي.
وعقد ترامب اجتماعاً في البيت الأبيض مع فريق الأمن القومي لمناقشة "الخطوات التالية" بشأن فنزويلا، بينما تواصل إدارته الدفاع عن ضربات جوية أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصاً على متن قوارب مشتبه بها في تهريب المخدرات في الكاريبي.
وأكد ترامب سابقاً أنه تحدث هاتفياً مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في 21 نوفمبر، رافضاً الكشف عن تفاصيل المكالمة.
تصعيد وتهديدات متبادلة
ويأتي الاجتماع وسط مخاوف من تصعيد عسكري بعد إعلان ترامب أن الولايات المتحدة ستبدأ "عمليات برية" قريباً ضد شبكات تهريب المخدرات داخل فنزويلا، في تحول عن الضربات البحرية. كما أعلن إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها "بالكامل"، ما دفع شركات طيران أوروبية إلى تعليق رحلاتها إلى كاراكاس.
ووصف مادورو الإجراءات الأميركية بأنها "عدوان إمبريالي" يهدد سيادة بلاده، داعياً إلى حوار دولي لتجنب "الكارثة". وأكد خلال تجمع في كاراكاس استعداد الشعب "للدفاع عن البلاد". واتهم واشنطن بشن "إرهاب نفسي" طوال 22 أسبوعاً بهدف الإطاحة به والسيطرة على النفط الفنزويلي.
جدل حول الضربات والتحقيقات البرلمانية
وأثارت ضربة أميركية مزدوجة على قارب مشتبه به في سبتمبر جدلاً واسعاً، بعد تقارير عن استهداف الناجين من الضربة الأولى. ودافع البيت الأبيض عن العملية معتبراً أنها "قانونية تماماً"، فيما طالب مشرّعون من الحزبين بتحقيقات فورية، محذرين من احتمال وقوع "قتل خارج نطاق القانون".
وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ روجر ويكر إنه سيطلب تسجيلات كاملة للعملية، مشيراً إلى أن أي انتهاك للقانون الدولي يعرض الجنود الأميركيين للمساءلة.
وفي موازاة ذلك، أعلن ترامب تصنيف "كارتل الشموس" كمنظمة إرهابية أجنبية، ما يسمح بتنفيذ ضربات مباشرة ضد أصوله داخل فنزويلا، بما في ذلك البنية التحتية النفطية.
عزلة متزايدة ومواقف دبلوماسية
ويواجه مادورو عزلة إقليمية بعد خسارته حلفاء في أسبوع واحد عقب فوز مرشحين يمينيين في هندوراس وسانت فينسنت والغرينادينز، متعهدين بقطع العلاقات مع كاراكاس. في المقابل، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إعادة الرحلات المدنية مع فنزويلا، مؤكداً أن "الوقت حان للحوار".
ورغم التهديدات، ألمح ترامب إلى إمكانية التوصل لاتفاق دبلوماسي، مشدداً على أن "التهريب يجب أن يتوقف، سواء بحراً أو براً أو جواً".


