قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم، إن إسرائيل تستعد لـتصعيد كبير في لبنان، في ظل ما تصفه بتعزيز "حزب الله" لقوته العسكرية داخل البلاد، محذّرة من أن استمرار هذا المسار سيقود إلى ردّ عسكري "لا مفر منه".
وأفادت الهيئة بأن إسرائيل قدّمت للمبعوثة الأميركية مورغان أورتيغاس أدلة تزعم أنها تظهر استمرار حزب الله في تعزيز قدراته، مؤكدة أن تل أبيب نقلت لواشنطن أنها ستردّ عسكريًا إذا استمرت هذه التحركات. وفي المقابل، تحاول الولايات المتحدة—وفق المصادر—تهدئة التوتر ومنع انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع.
وكانت "القناة 13" الإسرائيلية قد كشفت قبل أيام أن الجيش الإسرائيلي قدّم للقيادة السياسية خطة عملياتية لتصعيد الهجمات ضد حزب الله، وذلك خلال جلسة خاصة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وجاء في التقييم الذي عرضته المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية أن الحزب "لن يرد قريبًا" على عملية اغتيال هيثم الطبطبائي، الرجل الثاني في حزب الله، لكن تم رصد محاولات لتهريب أسلحة إلى لبنان.
تفاصيل عملية اغتيال الطبطبائي
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن السبت تفاصيل الغارة التي استهدفت الطبطبائي داخل شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، من دون أي تحذير مسبق، في عملية اعتبرها ذات طابع استخباراتي دقيق، جرى تنفيذها بعد التحقق من وجوده داخل الموقع.
وتتّهم إسرائيل الطبطبائي بأنه من أبرز القيادات العسكرية في الحزب منذ الثمانينيات، وتقول إنه تولى قيادة قوات الرضوان وإدارة عمليات حزب الله في سوريا. وكانت الولايات المتحدة قد خصّصت 5 ملايين دولار كمكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن اغتيال الطبطبائي جاء بعد رصد محاولاته إعادة بناء القوة العسكرية لحزب الله، معتبرًا العملية "ضربة قوية لقدرة الحزب على القيادة والسيطرة". وشدد على أن إسرائيل لن تسمح للحزب بإعادة التسلح، سواء عبر الالتزام بالاتفاقات أو باستخدام القوة.
وأضاف المتحدث أن أي محاولة من الحزب للمساس بأمن إسرائيل ستُواجَه بـ"قوة أشد"، معتبرًا أن التطورات الأخيرة تُظهر ضعف قدرة الجيش اللبناني على الحد من نشاط حزب الله.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد المخاوف الإقليمية والدولية من احتمال خروج الوضع في لبنان عن السيطرة، إذا ما مضت إسرائيل في خطتها للتصعيد، أو قرر حزب الله الرد بطريقة قد تفتح الباب أمام مواجهة أوسع.


