نفى الأميرال الأميركي فرانك ميتش برادلي أن يكون وزير الدفاع بيت هيغسيث قد أصدر أي تعليمات تقضي بـ"قتل جميع الأحياء" على متن قوارب يُشتبه باستخدامها في تهريب المخدرات قرب السواحل الفنزويلية. وجاء تصريح برادلي خلال جلسة استماع في الكونغرس، حيث أكد بشكل قاطع أنه لم يتلقَّ أي توجيهات تدعو إلى عدم إظهار الرحمة أو تنفيذ عمليات قتل شاملة بحق المشتبه بهم في المياه الدولية.
وفي المقابل، قال السيناتور الجمهوري توم كوتون، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن الوزير كان قد تلقى "أمراً مكتوباً ومفصلاً" حول العملية الأخيرة، مشيراً إلى أن الإجراءات التي اتُّخذت كانت سليمة من وجهة نظره. إلا أن هذا الموقف لم يحظَ بإجماع داخل الكونغرس، إذ أعرب النائب الديمقراطي جيم هيمز عن قلق بالغ بعد مشاهدته مقطع الفيديو الخاص بالضربة، واصفاً المشاهد بأنها "من أكثر الأمور إزعاجاً" التي رآها في مسيرته. وأكد هيمز أن الشخصين اللذين قُتلا كانا في وضع يائس وغير قادرَين على الحركة، وعلى متن قارب مدمر بالفعل.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتهم فيه واشنطن—من دون تقديم أدلة—السلطات الفنزويلية بالتقصير في مكافحة تهريب المخدرات. وقد نشرت البحرية الأميركية مجموعة واسعة من القطع العسكرية في البحر الكاريبي، بقيادة حاملة الطائرات جيرالد آر فورد وغواصة نووية، إضافة إلى أكثر من 16 ألف جندي. ومنذ سبتمبر الماضي، أغرقت القوات الأميركية ما لا يقل عن 20 قاربا سريعاً في المنطقة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شخصاً.
ويعزز التوتر أيضاً إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29 نوفمبر الماضي إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا، وسط تقارير إعلامية متكررة تشير إلى احتمال بدء عمليات عسكرية داخل الأراضي الفنزويلية. وزاد ترامب من الغموض حين قال الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة "ستبدأ قريباً على الأرض" في مكافحة تهريب المخدرات من فنزويلا، من دون تقديم تفاصيل حول طبيعة الخطط أو مسارها المحتمل.


