دولي

تهديدات متبادلة وتعبئة ضخمة… هل تقترب فنزويلا والولايات المتحدة من مواجهة مفتوحة؟

تهديدات متبادلة وتعبئة ضخمة… هل تقترب فنزويلا والولايات المتحدة من مواجهة مفتوحة؟

أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عزم بلاده تعزيز قدراتها الدفاعية خلال العام المقبل، في إطار رؤية جديدة أطلق عليها اسم "خطة 2026"، وذلك وسط تزايد حدة التوتر بين كاراكاس وواشنطن. وقال مادورو في تصريحات متلفزة على إحدى القنوات المحلية مساء الاثنين إن حكومته بصدد الكشف عن استراتيجيات جديدة تهدف إلى رفع مستوى الاستعدادات الدفاعية في العام الجديد، موضحًا أن القرارات جاءت عقب اجتماع موسّع مع كبار مسؤولي الحكومة.


وأشار الرئيس الفنزويلي إلى أن التحركات العسكرية الأميركية في منطقة البحر الكاريبي تشكل "تهديدًا مباشرًا" لبلاده، مؤكدًا أن هذه الأنشطة تشكل أحد أبرز الدوافع وراء تعزيز الاستثمارات الدفاعية. ووفق مادورو، تهدف "خطة 2026" إلى تطوير قدرات فنزويلا في مجالات الأمن والدفاع وسياسات الاتصال والتنظيم المجتمعي.


من جانبه، أعلن وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز أن التهديدات الأخيرة دفعت فنزويلا إلى إعادة هيكلة "قوة الميليشيا" الوطنية وتطوير استراتيجيات ردع جديدة. وأكد أن القوات البحرية ترفع من جاهزيتها وتأهبها "يوماً بعد يوم"، مشددًا على استعدادها للرد على أي هجوم محتمل.


وتشهد العلاقات الأميركية–الفنزويلية توترًا متصاعدًا منذ أشهر، خصوصًا بعد إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أغسطس الماضي أمرًا تنفيذيًا يقضي بتوسيع استخدام الجيش الأميركي في عمليات مكافحة ما وصفه بـ"عصابات المخدرات" في أميركا اللاتينية. وفي السياق ذاته، أعلنت واشنطن إرسال سفن حربية وغواصة إلى قبالة السواحل الفنزويلية، فيما صرّح وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث بأن الجيش "جاهز لعمليات متعددة، بما فيها تغيير النظام" في فنزويلا.


وردّت كاراكاس على هذه التحركات بإعلان حشد قوات يصل تعدادها إلى 4.5 ملايين فرد استعدادًا لصدّ أي هجوم محتمل، في خطوة وصفتها السلطات الفنزويلية بأنها دفاعية وضرورية لحماية السيادة. كما أثارت الهجمات الأميركية الأخيرة على قوارب في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ—بدعوى تهريب المخدرات—جدلاً دوليًا واسعًا بشأن "عمليات القتل خارج نطاق القانون".


وتعكس هذه التطورات تصاعدًا جديدًا في التوتر الجيوسياسي بين الولايات المتحدة وفنزويلا، وسط تحذيرات من أن استمرار التصعيد قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي في عموم أميركا اللاتينية.


يقرأون الآن