أكدت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو أن الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها الولايات المتحدة، بما في ذلك الاستيلاء على ناقلة نفط، أسهمت في وضع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في "أضعف حالاتها"، مشددة على عزمها العودة إلى بلادها لمواصلة “الكفاح من أجل الديمقراطية”.
وجاءت تصريحات ماتشادو اليوم الخميس خلال لقائها الصحفيين في العاصمة النرويجية أوسلو، وذلك في أول ظهور علني لها منذ نحو أحد عشر شهراً، بعد حضورها مراسم تسلّم جائزة نوبل للسلام التي نالتها في أكتوبر الماضي، عبر ابنتها آنا كورينا سوسا.
وقالت ماتشادو إن الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب “كانت حاسمة للوصول إلى اللحظة الحالية”، معتبرة أن تلك الخطوات أنهت شعور الحكومة الفنزويلية بـ"الحصانة". وأضافت: “النظام يدرك الآن أن العالم يتابعه، وأن الأمور أصبحت جدية”.
ودعت ماتشادو الحكومات الديمقراطية إلى توسيع دعمها للمعارضة الفنزويلية، وعدم الاكتفاء بالمواقف الكلامية، مضيفة: “نطالب الدول الديمقراطية بقطع الموارد التي تأتي من الأنشطة غير القانونية، والتي تغذي الأساليب القمعية للنظام… الأمر ليس بيانات، بل إجراءات”.
وتعيش ماتشادو منذ 9 يناير الماضي في حالة اختفاء قسري جزئي بعد إيقافها لفترة وجيزة خلال احتجاج في كاراكاس، الأمر الذي دفعها للبقاء متوارية عن الأنظار لما يقارب العام. ورغم التوقعات بحضورها المباشر مراسم تسلّم الجائزة في أوسلو، اضطرت إلى إرسال ابنتها بدلاً منها.
وبحسب التقارير الإعلامية، تمكنت ماتشادو من مغادرة فنزويلا عبر قارب إلى جزيرة كوراساو، قبل أن تنتقل جواً إلى الولايات المتحدة ثم إلى النرويج في طائرة خاصة. وأوضحت في تسجيل صوتي نُشر على موقع نوبل أنها لم تتمكن من الوصول إلى الحفل في الوقت المناسب، مؤكدة أن “الكثيرين خاطروا بحياتهم” لتأمين رحلتها إلى أوسلو.
وتُعد ماتشادو (58 عاماً) من أبرز الوجوه المعارضة في فنزويلا، وقد شكّل حصولها على نوبل للسلام تتويجاً لما وصفته الأوساط الدولية بأنه أقوى تحدٍ سلمي للحكومة الفنزويلية منذ سنوات.


