دولي

تحالف يتصدّع وصمت حذر: أوروبا تترقب سياسات ترامب

تحالف يتصدّع وصمت حذر: أوروبا تترقب سياسات ترامب

كشفت صحيفة بوليتيكو عن أجواء غير مسبوقة من الفتور والقلق تسود أوساط البعثات الدبلوماسية الأوروبية في العاصمة الأميركية واشنطن، نتيجة تصرفات وتصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة، التي عكّرت المزاج الاحتفالي التقليدي لموسم أعياد الميلاد.


وأفادت الصحيفة بأن الدبلوماسيين الأوروبيين يحيون هذا العام حفلات الاستقبال وسط شعور متزايد بعدم اليقين، في ظل محاولاتهم تقييم مستقبل العلاقات عبر الأطلسي، التي باتت، بحسب وصفهم، غامضة ومبهمة.


ونقلت بوليتيكو عن ممثل لإحدى الدول الأوروبية متوسطة الحجم قوله:


> «يسود اليأس الجو العام. يبدو الأمر وكأن أحدًا قام بسلب عيد الميلاد من الدبلوماسيين الأوروبيين. التحالف الغربي ينهار، ولم يعد من الممكن إعادة الحيوية إلى العلاقة القديمة».




وبحسب الصحيفة، فإن هذا الشعور لا يقتصر على دبلوماسي واحد، إذ يعبّر العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين عن مخاوف مماثلة، لكنهم يفضّلون إخفاء قلقهم خلال المناسبات الرسمية على طول شارع السفارات الشهير، مع الالتزام بحذر شديد في التصريحات.


وترى بوليتيكو أن هذا التحفظ مفهوم، في ظل مراقبة إدارة ترامب الدقيقة لتصريحات الدبلوماسيين الأجانب. وذكّرت الصحيفة بحادثة وقعت في نوفمبر الماضي، عندما أُجبر الملحق العسكري البلجيكي، وهو برتبة عميد، على الاستقالة بعد إبداء وزير الدفاع الأميركي هيغسيث استياءه من تعليقاته التي وصف فيها إدارة ترامب بأنها «فوضوية وغير قابلة للتنبؤ».


ورغم هذا المناخ المشحون، تشير الصحيفة إلى أن ليس جميع الدبلوماسيين في واشنطن يلتزمون الصمت. فقد عبّر الملحق العسكري الألماني، الجنرال غونار بروجر، عن موقف بلاده بوضوح حيال الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا:


> «سنبذل قصارى جهدنا لضمان استمرار أوكرانيا في المقاومة».




ويعكس هذا التباين، بحسب مراقبين، مرحلة دقيقة تمر بها العلاقات الأميركية الأوروبية، تتأرجح بين الحذر الدبلوماسي والتمسك بالمواقف الاستراتيجية، في ظل سياسات أميركية تثير الكثير من التساؤلات داخل القارة العجوز.

يقرأون الآن