لليوم الثاني على التوالي، جددت قوات الدعم السريع هجماتها عبر طائرة مسيرة على مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، وسط السودان.
وأفادت مصادر ميدانية مراسل العربية /الحدث، اليوم الأحد بتركيز الضربات على الأنحاء الشرقية لمدينة كادوقلي، ما تسبب في حالة ذعر وهلع كبيرين بالمدينة.
علماً أن المدينة تعيش أوضاعاً صعبة نتيجة الحصار وانقطاع الاتصالات وانعدام السيولة النقدية بشكل كامل حيث وصلت بحسب المصادر إلى خصم 50 بالمئة من قيمة التحويل مقابل النقد.
شمال كردفان أيضاً
أما في محور شمال كردفان، فكثفت قوات الدعم السريع من استهداف التحركات على طريق أم روابة -الرهد -الأُبيض، وهو الطريق الذي يربط عاصمة ولاية شمال كردفان مدينة الأبيض بولاية النيل الأبيض. إذ استهدفت صباحاً شاحنة تجارية على مقربة من مدينة الرهد عبر غارة جوية في عمليات مستمرة على طول الطريق لليوم الخامس على التوالي.
ويسيطر الجيش السوداني على طريق أم روابة -الرهد- الأبيض بعدما تمكن من فك الحصار على مدينة الأبيض في فبراير الماضي بإحكام السيطرة على هذا الطريق وإرغام قوات الدعم على التراجع من المناطق التي كانت تتواجد بها جنوب شرق الولاية.
وتسعى قوات الدعم السريع من خلال عمليات الاستهداف المتواصلة إلى وقف الحركة التجارية وإعاقة حركة الشاحنات من وإلى مدينة الأبيض سعيا لوقف تدفق البضائع والسلع للمدينة.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في كادوقلي أجلت أمس السبت، عبر طائرة مروحية بمعاونة الجيش السوداني، ضحايا قصف المسيرة التي استهدفت أحد مقراتها، ما أدى إلى مقتل 6 من القوات البنغلاديشية. فيما شجب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بشدة" الهجوم الذي وصفه بـ"المروع"، مجددا في بيان دعوته أطراف النزاع في السودان إلى "وقف الأعمال الحربية فوراً".
يذكر أن قوات الدعم السريع كانت تمددت شرقا في إقليم كردفان الغني بالنفط، والمقسم إلى ثلاث ولايات، بعد سيطرتها أواخر أكتوبر الماضي على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور غرب السودان.
"استعادة الخرطوم "
ويشكّل إقليم كردفان الشاسع والمعروف بالزراعة وتربية الماشية، صلة وصل استراتيجية لحركة الوحدات العسكرية وعلى المستوى اللوجستي، إذ يقع بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش شمالاً وشرقاً ووسطاً ودارفور.
وتخوض الدعم السريع حربا مع الجيش منذ أبريل 2023، وقد نشرت مقاتلين وطائرات مسيّرة وميليشيات متحالفة معها في هذه المنطقة الخصبة.
في حين رأى محللون أن تركيز الدعم السريع على هذه المنطقة يرمي إلى كسر القوس الدفاعي الأخير للجيش حول وسط السودان، سعياً إلى استعادة العاصمة الخرطوم وسواها من المدن الكبرى.


