وجّه رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون، دعاه فيها إلى التدخّل العاجل لـ“إنقاذ الاستحقاق الانتخابي” وضمان حق اللبنانيين المغتربين في الاقتراع، معتبرًا أن الرئاسة هي “الملاذ الأخير” بعد استنفاد كل الحلول الأخرى.
وجاءت رسالة جعجع خلال مؤتمر صحافي عقده في معراب بحضور نواب تكتل “الجمهورية القوية”، حيث أكد أن الانتخابات النيابية باتت في “خطر جدّي” نتيجة ما وصفه بالتعطيل المتعمّد داخل مجلس النواب، مطالبًا الرئيس عون باستخدام صلاحياته الدستورية وتوجيه رسالة رسمية إلى المجلس النيابي لدعوته إلى الانعقاد والبت بتعديلات قانون الانتخاب.
وأشار جعجع إلى أن الحفاظ على وحدة المسار الدستوري وضمان المساواة بين المقيمين والمغتربين في حق الاقتراع يشكلان جوهر الاستحقاق الديمقراطي، محذرًا من أن حرمان المغتربين من التصويت من أماكن إقامتهم يُعد تقويضًا لحقوقهم الدستورية.
وانتقد جعجع طريقة إدارة مجلس النواب، معتبرًا أن المشكلة ليست في انعقاد الجلسات بحد ذاتها، بل في الأسس التي تُدار وفقها، وما وصفه بعودة ممارسات “الترويكا” وتجاوز الدستور والنظام الداخلي، الأمر الذي يهدد عمل المؤسسات ويعيد إنتاج الأزمات.
كما حمّل رئيس المجلس النيابي مسؤولية تعطيل مشاريع قوانين انتخابية معجلة، رغم انقضاء المهل القانونية، مؤكدًا أن رئيس المجلس “لا يملك صلاحية السماح أو المنع”، بل واجبه تطبيق النظام الداخلي والدستور.
وفي رسالة مباشرة إلى المغتربين، دعاهم جعجع إلى عدم الاكتفاء بالشعارات، والحكم على المواقف من خلال الأفعال، مؤكدًا أن “القوّات اللبنانيّة” ستواصل الضغط حتى آخر لحظة لضمان حقهم في الاقتراع من الخارج. وأضاف أنه في حال فشل الجهود، يتوجب على المغتربين القدوم إلى لبنان والمشاركة في الانتخابات “مهما كانت الكلفة”، لإثبات أن لا أحد قادر على إقصائهم عن الحياة السياسية.
وختم جعجع بالتأكيد أن إنقاذ الانتخابات بات مسؤولية وطنية كبرى، محذرًا من أن أي مساس بالاستحقاق أو بحقوق المغتربين يشكل ضربة لما تبقى من ديمقراطية وعدالة في لبنان.


