كشفت صحيفة معاريف العبرية، نقلًا عن مراسلها العسكري آفي أشكنازي، أن الساحة السورية تشهد تحوّلًا لافتًا في طبيعة التعامل الإسرائيلي–الأمريكي، في ظل ما وصفه بـ«منحى جديد» للمعركة على سوريا، و«قرار دراماتيكي» اتخذته تل أبيب بشأن الرئيس السوري أحمد الشرع.
وبحسب التقرير، تسود حالة من القلق المشترك لدى إسرائيل والولايات المتحدة إزاء التطورات الداخلية في سوريا، في وقت يترقب فيه الجيش الإسرائيلي نتائج القمة المرتقبة في فلوريدا بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي يُتوقع أن يكون لها تأثير مباشر على ملفات سوريا ولبنان وإيران.
وأشار أشكنازي إلى أن الواقع الإقليمي بات «خياليًا تقريبًا»، لافتًا إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تصعيدًا أمريكيًا لافتًا ضد مواقع تنظيم داعش في محافظة إدلب شمال سوريا، في رد مباشر على كمين استهدف دورية أمريكية شرق البلاد وأسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم كان يرافق القوة.
وبالتوازي مع التحرك الأمريكي، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي التابعة لفرقة «الجولان» عمليات ميدانية في جنوب الجولان السوري، أسفرت عن اعتقال مشتبه به بتورطه في نشاط إرهابي مرتبط بتنظيم داعش، نُقل لاحقًا للتحقيق داخل الأراضي الإسرائيلية.
وأوضح التقرير أن نظام الرئيس الشرع يواجه في المرحلة الراهنة تحديات داخلية متزايدة، مع ظهور تصدعات في مراكز السيطرة داخل دمشق ومناطق أخرى، إلى جانب تململ بعض أنصاره من خطواته الأخيرة وتقاربه مع الغرب، وهو ما ترى فيه الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية بيئة ملائمة لمحاولات تنظيم داعش إعادة تنظيم صفوفه، خاصة في جنوب البلاد.
ورغم ذلك، تشير معاريف إلى وجود تفاهم أساسي بين واشنطن وتل أبيب، يقوم على ضرورة تعزيز موقف الرئيس الشرع ومنع انهيار حكمه، خشية أن يؤدي أي فراغ أمني إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وإعادة تمكين المحور الشيعي الذي تقوده إيران ويضم العراق وسوريا ولبنان.
وفي السياق نفسه، لفت التقرير إلى أن ملف غزة يشهد تطورًا قد يمهّد للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق القائم، مع تقديرات إسرائيلية تفيد بأن حركة حماس قد تتحرك قريبًا ضد حركة الجهاد الإسلامي لاستعادة جثمان الجندي الإسرائيلي المحتجز.
أما على الجبهات الأخرى، فيؤكد أشكنازي أن الجيش الإسرائيلي يواصل استعداداته المكثفة، خصوصًا على الجبهة الشمالية وفيما يتعلق بإيران، حيث يجري إعداد خطط عملياتية هجومية ودفاعية تهدف إلى منع طهران من تعزيز قدراتها الصاروخية وبناء ترسانة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وسط حديث عن سيناريوهات مواجهة واسعة قد تشمل استهداف منصات الإطلاق ومصانع الإنتاج والبنى التحتية العسكرية الإيرانية.


