خاص- إرباكات داخلية… وخسارة 8 ملايين دولار جراء تأجيل التوقيت الصيفي؟

بين تأخير الساعة وتقديمها تماشيًا مع التوقيت العالمي، كثُرَ الكلام واختلفت الآراء بين سلبيات وإيجابيات ممّا شكّل نزاعًا بين مختلف شرائح المجتمع اللبناني، وذلك بعد قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي.

لكن وفي معلومات خاصة بـ"وردنا" فإن الرئيس ميقاتي قد دعا لجلسة لمجلس الوزراء ظهر اليوم الأثنين لبحث موضوع الساعة.

ويتم إستخدام التوقيت الصيفي، بالمرتبة الأولى، لأسباب إقتصادية مثل توفير الطاقة من خلال الإستخدام الأفضل لضوء النهار (بنيامين فرانكلين 1748). ويجب التنسيق مع الدول الأخرى لمنع حدوث "فوضى" في المواعيد وتدفق حركة المرور الدولية خصوصًا في النقل الجوي.

ولكن هل مازالت أسباب إستخدام هذا التوقيت قائمة حتى اليوم؟ وكيف سيؤثر تأخير العمل به على الملاحة الجوية والإقتصاد اللبناني؟

التأخير أدى الى خسارة ثمانية ملايين دولار هذا الشهر؟

يمكن أن يؤدي هذا التغيير إلى إنخفاض إستهلاك الطاقة لأن تقديم الساعة حسب التوقيت الصيفي 60 دقيقة الى الأمام يعني ساعة إضافية من ضوء النهار.

وفي هذا الصدد، يكشف رئيس المركز اللبناني لحفظ الطاقة بيار الخوري لـ"وردنا" أن إعتماد التوقيت الصيفي يقلل إستهلاك الطاقة والحاجة إلى الإضاءة الكهربائية مما يعني توفير بعض التكاليف المادية.

وبحسب دراسة أجراها المركز اللبناني لحفظ الطاقة يكشف الخوري أن لبنان كان سيوفر ثمانية ملايين دولار من الإستهلاك المنزلي للطاقة في الشهر الواحد إن كان من كهرباء الدولة أو من المولدات الخاصة أو من الطاقة الشمسية، كاشفاً عن خسائر في الإقتصاد سيتسبب بها هذا القرار.

كما ويعتبر أن التوقيت الصيفي تمّ العمل به في الماضي وأصبح عادة متبعة من قبل العديد من الدول ومازالت إيجابيات العمل به قائمة حتى اليوم في مجال توفير الطاقة.

تداعيات سلبية... وإرباك في حركة الملاحة الجوية

ويشرح نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود لـ"وردنا" إنعكاس تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي على عمل الملاحة الجوية الذي وصفه بالسلبي، ويقول: "التوقيت مهم جدًّا بالنسبة للملاحة الجوية. فكل شركات الطيران تمتلك شبكة وتضع المواعيد بحسب التوقيت العالمي لتتفاعل هذه الشبكات مع بعضها البعض في مختلف البلدان لتبادل المواعيد والركاب"، معتبرًا أن هذه الشبكات العالمية هي رهن هذا التوقيت.

ويكشف عبود، في حال حدوث أي لغط في المواعيد، فإن شركات الطيران هي التي ستدفع تكاليف هذا "الخطأ" بحيث أن هناك 12-13 % في المئة من المسافرين يحجزون تذاكرهم "أونلاين" وقد صدرت تذاكرهم بتوقيت معيّن وببيانات معينّة معتبرًا أن هناك احتمالًا ألّا يتمكن بعض الركاب من معرفة هذا التحديث.

وكانت شركة طيران الشرق الأوسط قد أعلنت أنّ ساعاتها وأجهزتها الأخرى ستبقى على التوقيت الشتوي تماشيًا مع قرار نجيب ميقاتي لكنها ستعدل أوقات رحلاتها لتتماشى مع التوقيتات الدولية.

إقتصاديًّا: كيف سيؤثر القرار على "معنويات وسمعة" لبنان؟

وعن تداعيات تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي على الإقتصاد اللبناني، إعتبر الخبير الإقتصادي أنطوان فرح في حديث لـ"وردنا" أنه لو كان الإقتصاد اللبناني في حالته الطبيعية السابقة وليس في حالة ركود وإنهيار كانت التداعيات السلبية على عدم مواكبة التوقيت العالمي أكبر وأسوء.

واستطرد فرح كلامه قائلًا: "بحالة الإقتصاد اللبناني حاليًّا أصبحت التداعيات أقل شأنًا ولكنها تبقى موجودة".

واعتبر أن تأثيرات القرار الى حدٍ ما ليست كارثية بل سلبية وهي مرتبطة بتغيير توقيت رحلات الطيران ومواعيد عمل المواطنين ورجال الأعمال المرتبطين بها في الخارج.

ورأى فرح أن للقرار إنعكاسات سلبية على معنويات وسمعة لبنان وذلك من خلال:

أوّلًا: يبدو لبنان خارج إطار الزمن العالمي، فكما خرج من الأسواق العالمية يخرج اليوم من التوقيت العالمي أيضًا.

ثانيًا: الخفة في إتخاز القرارات في إدارة البلد.

وأضاف أن تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي سيحدث إرباكات داخلية فقسم من الشعب سيلتزم بالتوقيت القديم والقسم الآخر يرفض الإلتزام وسيتّبع التوقيت الصيفي.

الإعتراضات تزداد

ميقاتي الذي اعتبر، أمس السبت، في بيان، أن القرار "إداري بحت" وعبّر عن أسفه للمنحى الطائفي الذي اتخذته مسألة تأخير الوقت، لاقى إعتراضًا من المرجعيات الدينية المسيحية وبعض الأحزاب والمؤسسات الدينية.

فأعلن المكتب الإعلاميّ بالصرح البطريركيّ في بكركي التزامه بالتوقيت الصيفي معتبرًا أن القرار المفاجئ الصادر من ميقاتي "إرتجاليًا" لا يراعي المعايير الدولية.

أمّا وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري فدعا ميقاتي الى الرجوع عن قرار تأجيل التوقيت الصيفي "درءًا للمخاطر الكارثية التي قد تنجم عنه".

وبالنسبة للمؤسسات التربوية والمدارس، فأعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي الإلتزام بالتوقيت الصيفي. 

يقرأون الآن