ففي عمليات احتراق الوقود، مثل حال محركات السيارات، يحدث تفاعل متسلسل يسمى الأكسدة التلقائية في درجات حرارة عالية، وفي الآونة الأخيرة، تم تحديد الأكسدة التلقائية كمصدر مهم للمواد الكيميائية عالية الأكسجين في الغلاف الجوي
والتي تؤدي إلى تلويث الهواء بالهباء الجوي العضوي، وتشير المعرفة الكيميائية التقليدية كذلك إلى أنه لكي يحدث تفاعل الأكسدة التلقائية في ظروف درجات الحرارة المنخفضة في الغلاف الجوي، يجب أن تكون السمات الهيكلية المناسبة مثل الروابط المزدوجة بين الكربون والكربون أو المجموعات المحتوية على الأوكسجين موجودة في المواد الكيميائية بشكل أساسي،
وبسبب عدم وجود أي من هذه الميزات، كان يُعتقد أن الألكانات طويلة السلسلة، وهي المكونات الكيميائية الأساسية في جميع أنواع الوقود الأساسي المستخدم في محركات الاحتراق وفئة مهمة من الغازات الحضرية المنبعثة، لديها حساسية طفيفة للأكسدة التلقائية، وقد استخدم الباحث زاندونغ وانج وزملاؤه مطياف الكتلة الذي تم تطويره مؤخراً والحساس للغاية لقياس كل من أصول ومنتجات الأكسدة للألكانات طويلة السلسلة، حيث وجدوا أن الألكانات، وخاصة C6-C10، التي تم دراستها في دراستهم تخضع للأكسدة التلقائية بكفاءة أكبر بكثير مما كان يعتقد في السابق، سواء في ظل عملية الاحتراق أو في الظروف الجوية، كما ووجدوا أنه حتى في ظل التركيزات العالية من أكاسيد النيتروجين، والتي عادة ما تنهي تفاعلات الأكسدة التلقائية في المناطق الحضرية، فإن هذه الألكانات يمكنها أن تنتج كميات كبيرة من المنتجات عالية الأوكسجين التي يمكن أن تسهم في تلوث الهباء الجوي العضوي في المناطق الحضرية، تجدر الإشارة إلى أن نتائج هذه الدراسة يجب أن تكون لها آثار مباشرة على تحسين كل من كفاءة المحركات وجودة الهواء في المناطق الحضرية.
المصدر: مجلة Nature Asia