فاجأت السعودية المضاربين بإعلانها خفض إنتاجها من النفط طوعا، بمقدار 500 ألف برميل يوميا يوم الأحد 2 نيسان/ أبريل، بدءا من شهر أيار/مايو وحتى نهاية العام الجاري، والذي حرك "الدومينو" ليتوالى خفض براميل الإنتاج من داخل الأوبك ومن خارجها طوعا، حيث خفضت 8 دول إنتاجها (روسيا، العراق، الكويت، الإمارات، عمان، الجزائر، كازاخستان، جابون)، وبهذا يكون إجمالي التخفيض 1.66 مليون برميل يوميا.
إنها فعلا صدمة تلقاها المضاربون وكبدتهم خسائر فادحة بالبيع على المكشوف، ولم يستطيعوا التنبؤ بارتفاع الأسعار أو بهبوطها لكسب الفروقات بعد دخول عنصر المفاجأة من قبل أوبك+.
إن هذا الخفض يتوافق مع مبدأ التحرك الاستباقي والاحترازي لأوبك+، دون خسارة كبيرة لحصصهم السوقية. فكما قررت أوبك+ خفض إنتاجها بمليوني برميل في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، فها هي تخفض إنتاجها 1.657 مليون برميل يوميا في ظل ضبابية الأسواق وتأخر انتعاش الطلب الصيني ومخاوف الركود الاقتصادي مع استمرار الفدرالي في رفع أسعار الفائدة وأزمة البنوك الحالية وتراجع البيت الأبيض عن إعادة ملء المخزون الاستراتيجي.
لهذا شهدت أسعار النفط تراجعا في الشهر الماضي وانخفاض برنت الى ما دون 80 دولارا وغرب تكساس دون 70 دولارا، وهو أدنى مستوى في 15 شهرا. وكان هذا اتجاه الهبوط واضحا في الأسواق الورقية وتداول العقود الآجلة قبل تخفيض أوبك+ لإنتاجها، حيث تفوق تغيير المضاربين لمراكزهم القصيرة على المراكز الطويلة، وسط مخاوف من الازمة المالية. وبدأت صناديق التحوط تخفيض ما تمتلكه من عقود النفط ومنتجاته، حيث تم بيع عقود بقيمة 142 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 21 آذار/ مارس، بينما أضافت 139 مليون برميل في الأسبوع السابق، وكان إجمالي المبيعات الأكبر في أي أسبوعين منذ أيار/مايو 2017، وفقًا لبيانات( آي سي إي و سي أف تي سي ).
وما أعلنت أوبك عن خفض إنتاجها، إلا وقفزت الأسعار عند افتتاح تداول الأسواق الآسيوية، وعند الإغلاق عاد برنت ليرتفع. ولكن على مستوى الأسبوع، استمرت الأسعار على ثبات وبقاء سعر برنت متوازنا، رغم تراجع مخزونات النفط الأمريكي. وهذا يشير إلى أهمية قرار أوبك+ بشأن خفض الإنتاج وإعادة التوازن إلى أسواق النفط.
إن مفاجأة أوبك+ بقيادة السعودية لأسواق النفط بخفض الإنتاج، والذي سبق اجتماع لجنة المراقبة الوزارية في اليوم التالي، كبد المضاربين خسارة كبيرة لن يتناسوها مستقبلا ولن يستطيعوا بعد اليوم التنبؤ بمستقبل الأسواق على المدى القصير ولا الطويل. لقد قالها وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز "من يعتقد أنه سيحصل مني على كلمة بشأن ما سنفعله فيما بعد واهم بالتأكيد... سأعمل على التأكد من أن كل من يقامر على هذه السوق سيندم". وقال "إن أوبك+ ستتخذ موقفا استباقيا ووقائيا في التعامل مع تحديات سوق النفط."
صحيفة الرياض