الخرطوم بحري، وتُعرف اختصاراً لدى السكان المحليين باسم "بحري"، مدينة تقع في الناحية الشمالية لمدينة الخرطوم، ضمن المثلث الحضري الذي تتكون منه العاصمة المثلثة السودانية، إلى جانب كل من مدينة الخرطوم التي تقع جنوبها، ومدينة أم درمان التي تقع من الناحية الغربية لها. وهي أصغر منهما من ناحية المساحة والسكان وأحدثهما تاريخياً، ولكنها لا تقل منهما أهمية، فهي واحدة من أكبر المناطق الصناعية في السودان. كما أنها نقطة وصل مهمة تربط العاصمة بشمال السودان عبر السكك الحديدية وجنوبه حتى منطقة كوستي ودولة جنوب السودان بالبواخر النيلية، وتمثل الوجه السياحي الهادئ للعاصمة، وذلك لما تتميز به عن باقي مدن العاصمة من جو هاديء وجميل، فضلاً عن دورها في تنشيط الحركة الصوفية من خللال أضرحة أقطاب المتصوفة في السودان وقبابهم.
تمتد الخرطوم بحري شمالاً حتى قري وشلال السبلوقة مع حدود ولاية نهر النيل. ومن أشهر احيائها الصبابي والشعبية وحلفاية الملوك والإزيرقاب والدروشاب والاملاك وحلة حمد وحلة خوجلي والدناقلة وشمبات والكدرو، وأبوحليمة، والسروجية، والخوجلاب، وحلة الفكى هاشم، إضافة إلي قرية الجعليين، والخليلة، والكباشي، والسقاي، والتمنيات، والجيلي، وأو سي، والوادي الأبيض، وود رملي.
ومنذ اندلاع الاشتباكات السبت الفائت، شهدت أحياء مدينة الخرطوم بحري حرب شوارع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولاسيما أنه يوجد فيها المقر الرئيسي لقوات الدعم.
وتركّزت الاشتباكات في المناطق القريبة من الجسر الرابط بين الخرطوم والخرطوم بحري، وهو الجسر الأقرب للقصر الرئاسي، ومقر عدد من الوزارات والمصالح الحكومية، ولا يبعد كثيراً عن المقار العسكرية، ومنها قيادة الجيش في مدينة بحري شمالي الخرطوم، وهي واحدة من المدن الثلاث المكونة للعاصمة، ويعيش فيها أكثر من مليوني نسمة، وفيها سجن كوبر القومي، أكبر وأشهر السجون السودانية، الذي يقبع فيه الرئيس المعزول عمر البشير، كما يوجد فيها مقر لجهاز المخابرات.