عربي السودان

إشتباكات السودان في يومها الخامس…معارك وهدنة وبيانات متضاربة

بعد موافقة الجيش السوداني على هدنة لمدة 24 ساعة، تبدأ تمام السادسة بالتوقيت المحلي، يبقى الترقب سيد الموقف في ظل فشل أكثر من هدنة سابقة، ولاسيما أن قوات الدعم السريع سبق أن وافقت بعد الظهر عليها. وبحسب المعطيات الميدانية، يسود اطلاق نار متقطع ومحدود وسط الخرطوم، مع تواصل الاشتباكات في محيط القيادة العامة والقصر الجمهوري.

وبين إعلان هدنة وخرقها، يعيش المواطن السوداني أوضاعا مأساوية لليوم الخامس، ولاسيما بعد صعوبة الوصول الى المواد الغذائية أو توافر المياه والخدمات الصحية. وفي حصيلة أولية لمنظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من 300 قتيل ونحو 2600 جريح. فهل تنجح الهدنة المسائية، والتي وافقت عليها قوات الدعم، وتستمر لـ24 ساعة في إفساح المجال لعمليات الاجلاء ومعاينة المصابين، علما أن مطار مروي الذي استعاده الجيش يظهر مدى احتدام المعارك في الايام الاخيرة، وقد تم قطع الاتصالات عن هواتف قوات الدعم. وكانت طمأنت الأخيرة أن الجنود المصريين بخير وسيتم تسليمهم حين تسمح الظروف. وعلى هذا المنوال، تشهد الخرطوم حركة نزوح، تفاقمها مشاهد الجثث المتفحمة والاضرار التي لحقت بالمباني، وانتقال المعارك من وسط العاصمة الى جنوبي شرقي الخرطوم.

إشتباكات السودان في يومها الخامس…معارك وهدنة وبيانات متضاربة

الجيش السوداني

أعلن الجيش السوداني، اليوم الاربعاء، موافقته على هدنة الـ24 ساعة بغرض:"تيسير النواحي الإنسانية على أن يلتزم الطرف الآخر بتحديدات الهدنة".

وأفادت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، أن "العناصر المتمردة هاجمت فجر اليوم، عددا من المواقع بمحيط القيادة وقد تم التصدي للهجوم وتكبيد العدو خسائر جسيمة".

وأشارت الى ان "قوات الدعم هاجمت قوات الحرس الجمهوري بعد الظهر، وتمكنت قواتنا من صدها وإلحاق خسائر كبيرة بالمتمردين، وتمت السيطرة على عدد من الرشاشات المتوسطة والخفيفة والأسلحة الشخصية و24 عربة لاندكروزر تركوها خلفهم".

واوضحت ان "قوات الدعم  قامت بنهب البنك المركزي فرع شارع البلدية، وأضرمت فيه النيران، وطاردتها قواتنا وتمكنت من استرداد بعض المسروقات وهي مبالغ مالية طائلة تم التحفظ عليها لتسلم لرئاسة البنك".

ولفتت الى ان "قوات الدعم وضعت يدها منذ اندلاع التمرد، على عدد من المقرات الحكومية، منها وزارة مجلس الوزراء، وزارة الداخلية - السجل المدني، ويتم استغلال هذه الأعيان المدنية في إدارة أنشطتها القتالية، كما قامت بالإستيلاء على مخزن السلاح من مراكز الشرطة، الى جانب التعدي على مقر البعثات الدبلوماسية".

قوات الدعم السريع

في المقابل، كشف إعلام الدعم السريع أن "قوات الجيش، تواصل الهجوم بالأسلحة الثقيلة على مواقع تمركز قواتنا، وتطلق القنابل عشوائيا".

وشهد اليوم الخامس انسحابا لقوات الدعم من مطار مروي مخلفا أضرارا كبرى في المباني والطائرات. وكانت أعلنت قوات الدعم السريع في فترة بعد الظهر موافقتها على هدنة لمدة 24 ساعة بدءا من الساعة السادسة مساء اليوم (1600 بتوقيت غرينتش).

وقالت في بيان: "نؤكد التزامنا التام بوقف كامل لإطلاق النار ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر بالهدنة حسب التوقيت المعلن".

الهدنة

وكان الطرفان قد أعلنا التزامهما بوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة أمس الثلاثاء لكن مراسلا لرويترز في الخرطوم قال إنه سمع أصوات إطلاق النار من دبابات بعد موعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وتردد دوي إطلاق كثيف للنيران في خلفية بث مباشر لقنوات تلفزيونية عربية من الخرطوم، بعد دقائق من السادسة مساء في التوقيت المحلي (16:00 بتوقيت غرينتش)، وهو التوقيت المتفق عليه لبدء سريان وقف إطلاق النار.

وكانت الطائرات الحربية، تحلق في سماء الخرطوم، وسمع دوي قذائف الدبابات بعد وقت قصير من بدء الهدنة. وقال أحد السكان إنه سمع ضربة جوية في أم درمان، على الضفة الأخرى للنيل، المواجهة للخرطوم. وأفاد العديد من الشهود أن قوة برية كبيرة تابعة للجيش، دخلت المدينة من الشرق.

وأصدر الجيش وقوات الدعم السريع، بيانين تبادلا فيهما الإتهامات بعدم إحترام وقف إطلاق النار. وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة إنها ستواصل عملياتها لتأمين العاصمة والمناطق الأخرى.

وكشفت وكالة "رويترز" أن وفد الإتحاد الأوروبي مستمر في العمل بشكل كامل في السودان حتى الآن، وقالت: "لم يتم إجلاء وفد الإتحاد الأوروبي من السودان بعد".

الوضع الانساني

وعانى سكان الخرطوم المحتمون بمنازلهم من انقطاع الكهرباء ويساورهم القلق من نفاد الإمدادات الغذائية.

قالت هديل محمد، وهي مهندسة عبرت عن خوفها على شقيقها الذي خرج لجلب الغذاء، إن بعض الضروريات بدأت تنفد.

وفي ظل غياب أي بوادر على السلام في المدينة قبل عيد الفطر، تحدى بعض سكان الخرطوم القصف واتجهوا إلى ولاية الجزيرة القريبة في الجنوب حيث لم ترد أنباء عن نشوب قتال.

البعثات

من جهتها، أصدرت البعثات الديبلوماسية إلى السودان بيانًا مشتركًا، دعت فيه القوات المتحاربة إلى وقف إطلاق النار والوفاء بإلتزاماتها بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين والدبلوماسيين وموظفي الإغاثة الإنسانية.

كما حثت كل من الجيش وقوات الدعم السريع على تجنب المزيد من التصعيد، وبدء محادثات لحل القضايا العالقة.

وتشمل البعثات التي وجهت النداء، سفارات كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا والنرويج وبولندا وجمهورية كوريا وإسبانيا وسويسرا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ووفد الإتحاد الأوروبي.

نقابة الأطباء: مقتل 30 مدنيًا وإصابة 245

وأعلنت نقابة أطباء السودان، عن "مقتل 30 مدنيًا وإصابة 245 في اشتباكات أمس الثلاثاء، رغم الإعلان عن هدنة، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين منذ بداية الإشتباكات إلى 174، وعدد المصابين إلى 1041".

وتحدثت عن " خروج 39 مستشفى من الخدمة في الخرطوم، والولايات المتاخمة لمناطق الإشتباكات"، موضحة أن "9 من المستشفيات المتوقفة عن الخدمة، تعرضت للقصف و16 مستشفى تعرضت للإخلاء القسري".

وأعلنت أنها فتحت باب التطوع لدعم الكوادر الطبية لمواجهة تزايد ضحايا المواجهات العسكرية.

بدوره، كشف برنامج الأغذية العالمي، أن "ثلث سكان السودان كانوا يواجهون الجوع قبل هذا الصراع، والعنف يمكن أن يغرق ملايين آخرين".

وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في إفادة صحافية في نيويورك، أننا "لم نتلق أي مؤشرات هنا على توقف القتال".

وعرقل الصراع، الذي اندلع بين قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع قبل أيام، خطة مدعومة دولية للإنتقال نحو حكم مدني بعد أربعة أعوام من الإطاحة بنظام حكم عمر البشير في أعقاب الاحتجاجات.


نداء لبناني من السودان: كلنا محاصَرون

وجّهت سفيرة لبنان لدى السودان ديما حداد نداءً، مشيرة الى أن "حدة الاشتباكات اشتدت وخصوصًا قرب مطار الخرطوم ويتم استخدام الأسلحة الثقيلة وحصل تدمير كبير للمطار وكلنا محاصَرون".

وبحسب مصادر الجالية اللبنانية في السودان، تعرض المبنى الذي تسكن فيه سفيرة لبنان في السودان للقصف.

الجامعة العربية

ودعا أمين عام ​جامعة الدول العربية​ ​أحمد أبو الغيط​، إلى "وقف القتال في ​السودان​ وتطبيق هدنة خلال ​عيد الفطر​ المبارك"، مناشدا "القوات المسلحة والدعم السريع أن يعلنوا وقفا لإطلاق النار في أيام العيد، بما يسمح للسكان بالتقاط الأنفاس وبالتعامل مع الحالات الإنسانية الحرجة والعاجلة"، لافتا إلى أن "لدي أمل كبير أن تلقى دعوتي للهدنة خلال العيد آذانا صاغية".

ليبيا تستعد لدور الوساطة

من جهة ثانية، أعربت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، في اتصال هاتفي مع نظيرها السوداني علي الصادق علي، عن استعداد "بلادها للتوسط بين أطراف الصراع في السودان من أجل استئناف العملية السياسية".

البيت الابيض

دان البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، العنف الذي أودى بحياة الكثيرين في السودان وقال إن جميع الموظفين الأميركيين هناك بخير.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين إن التقديرات تشير إلى أن عدد القتلى وصل إلى نحو 270 جراء الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أيام.

الخارجية الفرنسية

وحثت الخارجية الفرنسية طرفي النزاع في السودان على وقف القتال وقبول هدنة العيد.

الامم المتحدة

وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام سيشارك في اجتماع عن بعد بشأن السودان يوم غد الخميس مع قيادات الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وجهات معنية أخرى.

اليونيسيف: لوقف العنف

وطلبت ممثلة "يونيسيف" في السودان مانديب أوبرين، " وقف العنف"، داعية "جميع الجهات إلى حماية الأرواح".

تشاد

وأعلن زير الدفاع التشادي أن بلاده أوقفت فرقة تضم 320 جنديا سودانيا.

وقال:" نزعنا سلاحها بعدما دخلت أراضينا يوم الاثنين"

ألمانيا توقف مهمة إجلاء

وصف المستشار الألماني أولاف شولتس الوضع في السودان بأنه خطير على كل من السودانيين وغيرهم، وإن برلين يقع على عاتقها واجب المساعدة في خروج المواطنين الألمان ومواطني الدول الأخرى من البلاد.

وأضاف في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا "نشعر بالتزامنا بالتفكير في سبل المغادرة والمساعدة على إنجاز ذلك. إذا فعلنا شيئا فلن نفعله لأنفسنا فقط".

وأفادت مجلة "ديرشبيغل" الألمانية، أن "مهمّة الجيش الألماني في إجلاء نحو 150 مواطنًا من السودان، توقفت، اليوم الأربعاء، بسبب القتال الدائر في العاصمة الخرطوم".

وبدورها، قال متحدث بإسم وزارة الخارجية الألمانية، إن ألمانيا تدرس جميع الخيارات لحماية مواطنيها في السودان بعد إندلاع القتال هناك.

وأضاف، "نتخذ جميع الإجراءات اللازمة في هذا الوضع شديد الصعوبة"، لافتًا إلى أن برلين فوجئت بكثافة القتال الذي إندلع، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يوم السبت.

اليابان تجلي مواطنيها

وأشار كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو، الى إن "وزارة الدفاع، بدأت الإعداد لإجلاء مواطنيها من السودان، بالتعاون الوثيق مع مجموعة السبع ودول رئيسة أخرى".

وأوضح للصحافيين أن "نحو 60 يابانيا، متواجدون في السودان، والحكومة تواصلت معهم جميعا، وهم بخير".


الخارجية الإندونيسية

ودعت وزارة الخارجية الإندونيسية، إلى "تسوية سلمية للصراع في السودان"، مؤكدة  أن "الأولوية هي لسلامة وحياة المواطنين".

رويترز

يقرأون الآن