عربي السودان

إحتدام المعارك في السودان.. إنهيار الخدمات الطبية والإمدادات الغذائية

انتهت هدنة الـ24 ساعة، على وقع إطلاق نار شديد في مناطق مختلفة من السودان، حيث المواطنون يعدون العدة للنزوح الى أماكن أكثر أمنا، وتتهيأ القنوات الديبلوماسية لاعداد خطط آمنة لعمليات إجلاء الاجانب والديبلوماسيين في ظل أنباء عن تعرض منازل ومقرات البعثات للنهب. وهناك صعوبات كبرى في استقبال المساعدات من الخارج، في حين ارتفع عدد قتلى الاشتباكات الى أكثر من 600 شخص. وكانت حذرت وزارة الصحة من ارتفاع الأوبئة والأمراض في حال طالت الحرب. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى هدنة لثلاثة أيام بمناسبة عيد الفطر.


إحتدام المعارك في السودان.. إنهيار الخدمات الطبية والإمدادات الغذائية

دخان كثيف يتصاعد بعد سقوط قذائف

لا يوحي انخفاض العنف نسبيا في العاصمة السودانية ومناطق متفرقة، مقارنة مع الأيام السابقة، في ظل هدنة الـ24 ساعة، بالخير بحسب المعطيات الميدانية التي تشير الى إعادة تمركز طرفي النزاع الأمر الذي يمهد لمعارك شرسة مقبلة، ولاسيما أن اليوم السادس شهد مواجهات إعلامية واتهامات متصاعدة.

وعلى الرغم من محاولة طرفي النزاع كسب ود الشارع السوداني، تحكي مواقف حافلات السفر التي تعج بأبناء المدينة الذين اختاروا المغادرة الى أماكن أكثر أمنا، الأحوال المأساوية بغياب المواد الغذائية التي حلقت أسعارها كما المدافع والصواريخ، في ظل ندرة مياه الشرب وأعداد متضخمة من الجرحى في بلد خسر نحو 70 في المئة من إمكانياته الطبية.

الخارجية الأميركية

حثت وزارة الخارجية الأميركية طرفي الصراع في السودان على تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية عطلة عيد الفطر.

وقالت إن واشنطن ترى أن وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة الذي أُعلن أمس الأربعاء صمد إلى حد كبير على الرغم من تجدد إطلاق النار الكثيف اليوم الخميس.

الجامعة العربية

شارك الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابوالغيط بعد ظهر اليوم في اجتماع دولي عن بعد حول الاوضاع في السودان، بتنظيم من الاتحاد الافريقي، وبمشاركة كل من أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي والممثل الاعلي الاوروبي والسكرتير التنفيذي لإيغاد ووزراء خارجية وكبار مسؤولي دول جوار السودان، والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والدول الأفريقية الأعضاء في مجلس الأمن، وكل من الإمارات، والسعودية، وقطر.

وأكد في كلمته على مناشدة الاطراف في السودان، إعلان وقف اطلاق النار في ايام العيد الذي سيحل يوم غد بما يسمح للمدنيين بالتقاط الانفاس وقضاء احتياجاتهم الانسانية والتعامل مع الحالات الانسانية الحرجة والعاجلة.

وذكر الامين العام أن الجامعة سترسل وفداً رفيع المستوى فور التمكن من ذلك للتوفيق بين الاطراف والمساهمة في جهود تثبيت وقف اطلاق النار واستعادة المسار السلمي مؤيداً في الوقت ذاته تنسيق الجهود الاقليمية والدولية لتحقيق هذه الغايات.


قوات الدعم السريع

في حديث مع قناة الجزيرة التلفزيونية، قال قائد قوات الدعم السريع السودانية الفريق أول محمد حمدان دقلو، إنه مستعد للإلتزام بهدنة خلال عيد الفطر.

وأشار: "القوات المسلحة، هاجمت صباح اليوم قواتنا غرب أم درمان رغم الهدنة المعلنة، وبالتالي، أسقطنا مروحيتين للجيش خلال تصدينا لهجوم".

وأكد أن "قواتنا بقيت منذ إعلان الهدنة، ملتزمة في مواقعها وفي وقف إطلاق النار".


البرهان لا يرى شريكًا للتفاوض معه

ومن جهته، قال رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إنه لا يمكنه أن يرى شريكًا في الوقت الحالي في المفاوضات بشأن إنهاء الصراع في بلاده.

و في حديث لشبكة الجزيرة، صرح البرهان بأنه لا يوجد خيار آخر غير الحل العسكري، وإتهم عناصر في قوات الدعم السريع شبه العسكرية، بإغلاق الطرق ومنع الناس من حرية التنقل في العديد من المناطق.

وأضاف، أنه لا يمكن تنفيذ هدنة حقيقية في ظل هذه الظروف.


الطواقم الطبية 

لفتت وزارة الصحة السودانية إلى أن القتال، "أدى إلى مقتل 270 شخصًا على الأقل وإصابة 2600 آخرين".


فيما أعلنت نقابة الأطباء، عن "إرتفاع عدد الضحايا المدنيين منذ بداية الإشتباكات إلى 198 وفاة وحوالي 1200 إصابة"، مشيرة إلى أن" مستشفيات تعرضت للقصف بالمدفعية، وكان لابد من إخلاء 16 مستشفى، ولم يعمل أي منها بشكل كامل داخل العاصمة".


وقال المتحدث بإسم الهلال الأحمر السوداني، أسامة عثمان، إن "المستشفيات منهارة تمامًا وخالية من كل الضروريات. هذا يتجاوز الكارثي".

وأعلنت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، مقتل "9 أطفال على الأقل، وجرح أكثر من 50 في الإشتباكات الجارية في الخرطوم ودارفور وشمال كردفان".

وبدوره، أعلن ممثل لمنظمة الصحة العالمية في السودان نعمة عابد، عن خروج 15 مستشفى من الخدمة في العاصمة الخرطوم، مشيرًا إلى أنه "سيجلب المزيد من التجهيزات الطبية إلى السودان بمجرد أن يسمح الوضع بذلك".

وأضاف، إن "الإجلاء الطبي للمصابين بجروح خطيرة في السودان، ليس خيارًا واقعيًا في الوقت الحالي".


كما حثت منظمة الصحة العالمية، على وقف القتال للسماح للمصابين بالحصول على الرعاية الطبية، وفتح ممر إنساني للعاملين في مجال الصحة والمرضى وسيارات.

وخلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أحمد المنظري، إننا "ندعو جميع الأطراف إلى تطبيق توقف إنساني مستدام في أقرب وقت ممكن، ليتسنى للمحاصرين بسبب القتال أن يحتموا".

وأضاف، أن هذا التوقف الإنساني ضروري ليحصل المدنيون على الأغذية والمياه والأدوية، وحتى يسعى المصابون إلى تلقي الرعاية الطبية.


فريق أميركي خاص بأحداث السودان

وذكرت شبكة "سي إن إن" نقلًا عن متحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية، أن "الوزارة أنشأت فريق عمل خاص للإشراف على تخطيط الوزارة، وإدارة اللوجستيات المتعلقة بالأحداث في السودان".

ونقلت الشبكة عن مصادر قولها "إن "إشعارًا بشأن فرقة العمل، أرسل إلى الموظفين في وزارة الخارجية الإثنين الماضي".

الامم المتحدة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف إطلاق النار لثلاثة أيام في السودان خلال عيد الفطر والسماح للمدنيين المحاصرين في مناطق الصراع بالخروج والحصول على العلاج والغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى.

ولم يحدد  موعدا لبدء وقف إطلاق النار. وتبدأ العطلة في السودان غدا الجمعة وتستمر لثلاثة أيام.

وقال إنه منذ اندلاع القتال بين القوات السودانية وقوات الدعم السريع يوم السبت الماضي، أصبحت العمليات الإنسانية "شبه مستحيلة" وتعرضت المخازن والمركبات وغيرها من أصول تقديم المساعدات الإنسانية للهجوم والنهب والمصادرة.

ولقي ثلاثة من العاملين في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حتفهم وأصيب اثنان في اشتباكات يوم السبت في كبكابية في شمال دارفور.

وللأمم المتحدة نحو أربعة آلاف موظف في السودان من بينهم 800 موظف دولي وقالت المنظمة الدولية إنه قبل اندلاع أعمال العنف، كان نحو 16 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد، أي ثلث السكان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

جيبوتي

قال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تستعد لإرسال عدد كبير من الجنود ضمن قوات إضافية إلى قاعدتها في جيبوتي في حالة الإجلاء من السودان في نهاية المطاف.

ورفض المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، الخوض في التفاصيل.

إحتدام المعارك

وفي وقت سابق، سمع دوي قصف متواصل في وسط الخرطوم حول المجمع الذي يضم مقر قيادة الجيش. وكان قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد قال سابقا أنه يشرف على العمليات من داخله. ولم يتضح إذا كان البرهان ما زال هناك.

ولفت الجيش في بيان إلى أن "القوات المسلحة، تتصدى لهجوم جديد على محيط القيادة العامة".

وأفيد ان "تبادلا كثيفا لإطلاق النار، وقع في حي جبرة غربي الخرطوم حيث توجد منازل لحميدتي وعائلته. ولم يتم الكشف عن مكان حميدتي منذ بدء القتال يوم السبت الماضي.

كما دوت إنفجارات في المطار الرئيسي الذي أغلق بعد اندلاع الاشتباكات بسبب صراع على السلطة بين البرهان وحميدتي. وتصاعد دخان كثيف في السماء، وخلت الشوارع من المارة إلى حد بعيد في العاصمة التي تعد واحدة من أكبر مدن أفريقيا، ويقطنها نحو 5.5 مليون نسمة.

ويسيطر الجيش على مداخل الخرطوم، ويحاول قطع طرق الإمدادات على مقاتلي قوات الدعم السريع في العاصمة. وقال شهود وسكان إن "تعزيزات للجيش، وصلت إلى المدينة من مناطق شرقية قرب الحدود مع إثيوبيا".

وأشارت قوات الدعم السريع في بيان إلى إن "الجيش انتهك القانون الدولي، واستخدم المدفعية الثقيلة في قصف منازل العائلات والمواطنين في جبرة"، كاشفة انه" تم إنشاء مركز اتصال تابع لقوات الدعم السريع لمساعدة الناس في أجزاء من العاصمة التي تسيطر عليها".

عرقلة عمليات الإجلاء

وضغطت قوى أجنبية من أجل وقف إطلاق النار، للسماح بعمليات إجلاء للسكان، وتوصيل إمدادات. وعلى الرغم من إعلان الجانبين عن هدنة يومي الثلاثاء والأربعاء، لم يصمد أي منهما.

ومع إشتعال النيران في طائرات على المدرج في مطار الخرطوم الدولي، فإن عمليات الإجلاء تبدو صعبة في الوقت الحالي.

ومن جهتها، قالت متحدثة بإسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن فرنسا لن تجلي رعاياها من السودان "في المرحلة الحالية"، وإن تركيزها حاليًا ينصب على التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وإعتبرت وزارة الخارجية الأميركية إن "الوضع الأمني غير الواضح، وإغلاق المطار يحولان دون وضع خطة لعملية إخلاء بتنسيق من جانب الحكومة الأميركية".

 وقال مسؤول أميركي، إن الولايات المتحدة تستعد لإرسال عدد كبير من الجنود ضمن قوات إضافية إلى قاعدتها، في جيبوتي في حالة الإجلاء من السودان في نهاية المطاف.

كما سترسل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، تعزيزات عسكرية إلى المنطقة تحسباً لعمليات إجلاء للأميركيين في السودان.

وبدورها، قالت تركيا أيضًا، إنها لن تتمكن من القيام بعمليات إجلاء حاليًا.

تركيا: لإنهاء القتال 

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجانبين في السودان إلى إنهاء الصراع والعودة إلى المفاوضات.

وذكرت الرئاسة التركية في بيان، أن أردوغان أجرى مكالمتين هاتفيتين منفصلتين مع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ومع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.

وجاء في البيان، أن تركيا تتابع بقلق الأحداث في السودان، بأن أردوغان فد أبلغ الطرفين السودانيين، بأن تركيا مستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم، ومنها إطلاق مبادرات وساطة محتملة.


الخارجية البريطانية

أعلن مكتب وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أنه ألغى زيارة كانت مقررة لجمهورية ساموا، وذلك من أجل التركيز على تنسيق الجهود المتعلقة بحل أزمة السودان، وإنه يقوم بذلك حاليًا من نيوزيلندا.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان "الوضع في السودان جعله يقرر أن يأتي إلى هنا مباشرة، حيث للبريطانيين مفوضية سامية أكبر ومجهزة بشكل أفضل، وبها إتصالات يًعتمد عليها ومستقرة وآمنة، تسمح له بالتنسيق بشكل أيسر فيما يخص جهود بريطانيا بخصوص الأحداث في السودان".


ويواجه نحو ربع السكان في السودان، أزمة جوع حادة حتى من قبل نشوب الصراع. وأوقف برنامج الأغذية العالمي، واحدة من أكبر عملياته الخاصة بتقديم المساعدات على مستوى العالم في السودان يوم السبت الماضي بعد مقتل ثلاثة من موظفيه. 

تشاد

وعبر آلاف السودانيين الحدود إلى تشاد للفرار من القتال في منطقة دارفور الغربية وهرب آلاف آخرون من العاصمة الخرطوم إذ تجدد إطلاق النار بكثافة اليوم الخميس مع انهيار أحدث وقف لإطلاق النار.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي إن ما بين عشرة و20 ألف شخص فروا من القتال لجأوا إلى القرى الواقعة على طول الحدود داخل تشاد.

إثيوبيا

ونفى رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، صحة ما تردد عن دخول قوات بلاده إلى الأراضي السودانية، قائلا: "ندين هذه الادعاءات".

وأكد آبي أحمد، في بيان صادر عنه الخميس، إيمان أديس أبابا بأن قضية الحدود الإثيوبية السودانية ستحل عبر الحوار والمناقشات.

وحذر من "يعمل على التحريض والوقيعة بين بلادنا والسودان".

ومضى في حديثه: "لا نريد أن نفعل مثلما فعلت جهات بالاستيلاء على أراضينا عندما كانت الحكومة الإثيوبية تمر بحالة صعبة".


رويترز

يقرأون الآن