مقتل 3 مدنيين على الأقل في إشتباكات السودان

إندلعت إشتباكات مسلحة عنيفة، اليوم السبت، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السودانية في الخرطوم، وأسفرت عن مقتل 3 مدنيين على الأقل، وفق ما أفادت به نقابة أطباء السودان.


وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية، سيطرتها على القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش ومطار الخرطوم الدولي، متهمةً الجيش بمهاجمتها أولًا، ومشيرةً إلى أنها سيطرت على مطاري مدينة مروي في الشمال ومدينة الأبيض في الغرب.


وأفادت وسائل إعلام سودانية، بأنّ إطلاق نار سمع في محيط القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم، بالقرب من المدينة الرياضية جنوبي العاصمة وشمالها أيضًا.


وخلال الإشتباكات، تعرضت إحدى طائرات الخطوط الجوية السعودية، لإطلاق نار في مطار العاصمة السودانية.


وأضافت الشركة المملوكة للدولة، أنها نقلت ركاب الطائرة وطاقمها، وموظفي الخطوط السعودية في المطار إلى السفارة السعودية في الخرطوم.

وأعلنت الشركة في بيان، تعليق رحلاتها من وإلى السودان حتى إشعار آخر.

كما أعلن الجيش السوداني، أن سلاح الجو ينفذ عمليات لمواجهة قوات الدعم السريع، وذلك بالتزامن مع طائرات حربية تحلق في سماء العاصمة الخرطوم.


ومن جهتها، أشارت قوات الدعم السريع إلى أن الجيش هاجم بشكل كاسح وبقوات كبيرة، مقرًا تابعًا لها في منطقة سوبا في الخرطوم، واصفة هذا العمل بالجبان.


ولفتت إلى، أنها "تواصلت مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة، وأطلعتهم على هذا الإعتداء الغاشم"، وفق وصفها.

وختمت داعية، "الشعب السوداني والرأي العام الدولي والإقليمي إلى إدانة هذا المسلك الجبان"، مشددةً في الوقت عينه على وجوب تماسك السودانيين في هذه اللحظة التاريخية الحرجة.

وفي السياق، وصف قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بإسم حميدتي، قائد الجيش الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، بأنه مجرم وإتهم الجيش بتنفيذ إنقلاب.

وفي مداخلة هاتفية مع شبكة الجزيرة القطرية، قال حميدتي إن قواته أجبرت على الدخول في مواجهة بعد إندلاع إشتباكات مع الجيش في أنحاء البلاد، بعد أيام شهدت توترًا بين القوتين.


وبدوره، أوضح رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، أن "قوات الدعم السريع هي من هاجمت مقراتنا في بيت الضيافة، بالإضافة إلى هجموهم على منزلي في التاسعة صباحًا".

وقال للجزيرة، إن "قوات الدعم السريع تسللت للمطار عبر صالة الحج والعمرة، وأحرقت بعض الطائرات وقواتنا تعاملت معها"، لافتًا إلى أن "المرافق الإستراتيجية من القيادة والقصر تحت السيطرة، ولدينا إحتياطات جيدة وقواعد عسكرية لم نقم بتحريكها حتى الآن".

وطالب البرهان، بإعادة "قوات الدعم السريع التي دخلت الخرطوم إلى أماكنها"، وهدد قائلاً: "إذا إستمرت حالة الحرب فسندخل قواتنا للخرطوم من مناطق مختلفة".


وأصدر الجيش السوداني بيانًا، إتهم فيه قوات الدعم بمهاجمة العديد من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى، بعد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها.


وقال الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية، نبيل عبد الله، "في مواصلة لمسيرتها في الغدر والخيانة، حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتنا في المدينة الرياضية ومواقع أخرى، وتتصدى لها قواتنا المسلحة".

وأضاف، "هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان.. والإشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد".


وفي مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر، قال نبيل عبد الله، إنّ الجيش سيرد على أي محاولات "غير مسؤولة" في وقت تشتبك فيه قواته مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية في عدة أجزاء من العاصمة الخرطوم والبلاد.

وتابع، إن بعض السياسيين يحاولون تسييس الجيش، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع موجودة بكثافة عند مقر التلفزيون الرسمي.

مناشدات لوقف القتال والتهدئة

 دعت القوى السياسية المدنية، التي وقعت على الإتفاق الإطاري لتقاسم السلطة مع الجيش وقوات الدعم السريع، الطرفين إلى وقف الأعمال القتالية.

وقالت في بيان، "نناشد الأسرة الدولية والإقليمية للمساعدة عاجلًا في وقف هذه المواجهات الدموية، والإمتناع عن أي فعل يؤجج الصراع ويزيد إشتعاله".


ومن جهته، غرد السفير الأميركي لدى السودان، جون غودفري، عبر حسابه الرسمي على تويتر، قائلًا "لقد وصلت في وقت متأخر من الليلة الماضية إلى الخرطوم، وإستيقظت على أصوات إطلاق النار والقتال"، لافتًا إلى أنه الآن يحتمي داخل السفارة مع فريقه، كما يفعل السودانيون في جميع أنحاء الخرطوم وأماكن أخرى.


كما دعا غودفري، كبار القادة العسكريين السودانيين إلى وقف القتال سريعًا.

ومن ناحيتها، لفتت وكالة الإعلام الروسية، أن السفارة الروسية لدى السودان، عبرت عن قلقها من "تصاعد العنف" في البلاد ودعت إلى وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات.


وكشفت روسيا، أن سفارتها في الخرطوم ما زالت تمارس عملها في ظل إجراءات أمنية مكثفة، لافتتًا إلى أن الإشتباكات لم تسفر عن إصابة أي مواطن روسي.


ودعت وزارة الخارجية الروسية إلى إجراء مفاوضات، وقالت في بيان "نحث أطراف الصراع على إظهار الإرادة السياسية والتحلي بضبط النفس وإتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار".


وبدورها، حثت السفارة البريطانية لدى السودان رعاياها بالبقاء في أماكن مغلقة، وأشارت إلى أنها تراقب عن كثب، الموقف في الخرطوم والمناطق الأخرى التي تدور فيها إشتباكات.


ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، جميع القوى في السودان إلى وقف العنف فورًا.

وأكّد عبر حسابه الرسمي على تويتر، أن جميع موظفي الإتحاد الأوروبي في السودان في أمان. 


كما ندّد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى السودان، فولكر بيرتس، بشدة بإندلاع القتال في الدولة.

وقال في بيان، "تواصلت مع الطرفين طالبًا منهما وقف القتال على الفور، لضمان سلامة الشعب السوداني وتجنب المزيد من العنف في البلاد".


ودعا وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، القيادة السودانية لكبح جماح قواتها ووقف التصعيد.

وعبر حسابه الرسمي على تويتر، قال كليفرلي "العنف الدائر في أنحاء السودان يجب أن يتوقف فورا... المملكة المتحدة تدعو القيادة السودانية لبذل قصارى جهدها لكبح جماح قواتها ووقف التصعيد لمنع سفك المزيد من الدماء".

وأضاف، "الإجراء العسكري لن يؤدي إلى حل هذا الموقف".


الوضع في الخرطوم "هش"

رأى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن الوضع في الخرطوم"هش"، لكنه أصر على أنه لا تزال هناك فرصة لإستكمال الإنتقال إلى حكومة يقودها المدنيون.

وخلال تصريحات من العاصمة الفيتنامية هانوي في فيتنام، قال بلينكن إن بعض اللاعبين "ربما يحاولون عرقلة التقدم" في السودان.

وأشار إلى، أن الأطراف الرئيسية في الخرطوم، توصلت إلى إتفاق إطاري مهم للغاية حول كيفية المضي قدمًا في الإنتقال إلى حكومة مدنية قبل بضعة أسابيع، لافتًا إلى أنه تم إحراز تقدم ولكن، لا تزال هناك بعض القضايا المهمة التي يتعين التعامل معها.

وأضاف، "لكنني أعتقد أن ثمة فرصة حقيقية للمضي قدمًا بشأن إطار العمل المتفق عليه، وهذا بالتأكيد ما ندعمه بقوة".


 وعبَّر بلينكن عن بالغ قلقه إزاء تقارير، عن تصاعد العنف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ودعا إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية.

وكتب عبر حسابه الرسمي على تويتر، قائلاً "نحن على إتصال بفريق السفارة في الخرطوم وجميعهم بخير... نحث جميع الأطراف على وقف العنف فورًا، وتجنب المزيد من التصعيد أو تعبئة القوات ومواصلة المحادثات لحل القضايا العالقة".


قلق عربي إزاء الإشتباكات..

 أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم، أن مصر تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان، مطالبةً جميع الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس.


وعلّقت شركة مصر للطيران، الرحلات الجوية من وإلى الخرطوم لمدة 72 ساعة، بعد الإشتباكات العسكرية السودانية.

وبدورها، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن المملكة تبدي قلقها البالغ إزاء التصعيد والإشتباكات في السودان، وتدعو جميع الأطراف المعنية إلى تغليب الحوار على الصراع.


كما دعت الإمارات جميع الأطراف في السودان، إلى التحلي بضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء الأزمة عن طريق الحوار، وفقًا لوكالة أنباء الإمارات.

وقالت الوكالة، "تتابع سفارة دولة الإمارات في الخرطوم بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان الشقيق، وتؤكد على موقف دولة الإمارات الثابت، المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية".


تشاد تغلق حدودها مع السودان

أغلقت حكومة تشاد، الواقعة في وسط القارة الأفريقية، حدودها مع السودان اليوم، ودعت إلى الهدوء وسط ما يبدو أنها محاولة إنقلاب في الخرطوم تنفذها قوات الدعم السريع.


وقالت الحكومة في بيان، "تناشد تشاد المجتمع الإقليمي والدولي وكذلك جميع الدول الصديقة منح الأولوية لعودة السلام".

وأضافت، أن حدودها مع السودان التي يبلغ طولها 1403 كيلومترات ستظل مغلقة حتى إشعار آخر.وكان قد أفاد شهود في مدينة مروي، شمالي السودان لرويترز "أنهم سمعوا أصوات تبادل إطلاق نار في المدينة". 

وكان قد أفاد شهود في مدينة مروي، شمالي السودان لرويترز "أنهم سمعوا أصوات تبادل إطلاق نار في المدينة".


يأتي ذلك، بعد أيام شهدت توترًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية تتمتع بنفوذ كبير، مما أثار المخاوف من حدوث مواجهة.


يقرأون الآن