وسط قتال بين فصيلين عسكريين متناحرين في العاصمة السودانية الخرطوم ومحاولة الناس الفرار من الفوضى، سارعت دول عربية وأجنبية في إنزال طائرات وتنظيم قوافل لنقل رعاياها إلى برّ الأمان. وتسببت جهود إجلاء الرعايا الأجانب من السودان في إحباط بعض السودانيين الذين شعروا أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم يبديا هذا القدر من الإهتمام بسلامتهم.
ولفتت قوات الدعم السريع، في بيان، إلى أنها تعمل على "توفير الخدمات الضرورية للمواطنين وتأمين مصادر هذه الخدمات والعمل مع الموظفين وتأمينهم لأداء عملهم، إلى جانب تأمين عمليات إجلاء البعثات الدبلوماسية ورعايا الدول الأجنبية، إضافة لتأمين الطرق وتسهيل عبور المواطنين إلى المناطق الآمنة".
ووصلت إلى برلين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، أول طائرة للقوات الجوية الألمانية على متنها 101 شخص تم إجلاؤهم من السودان. ونقلت الطائرة وهي من طراز إير باص إيه321 هؤلاء الأشخاص من قاعدة الأزرق الأردنية التي يستخدمها الجيش الألماني كمركز لعملية الإجلاء إلى برلين. وأفاد مصدر لـ"رويترز" بأن الجيش الألماني نقل 313 شخصًا من السودان حتى الآن.
وستنقل اليابان فريق إجلاء من جيبوتي إلى السودان فور استكمال الإستعدادات، بحسب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني.
إيطاليا تُجلي 96 شخصا جوا من السودان
أجلت طائرتان عسكريتان إيطاليتان، 96 شخصا من السودان الذي تسارع الدول الغربية والعربية والآسيوية لإخراج مواطنيها منه منذ اندلاع أحداث العنف.
حيث نقلت الطائرتان 83 إيطاليا و13 مواطنا من جنسيات مختلفة. وكان قد جرى إجلاؤهم جميعا من الخرطوم ونقلهم إلى جيبوتي التي أقلعت منها الطائرتان.
الخارجية المصرية: مقتل مساعد الملحق الإداري
أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان مساء اليوم الإثنين، مقتل مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم، نافية ما تردد عن أن القتيل هو مساعد الملحق العسكري كما ورد في بيان للجيش السوداني في وقت سابق.
وكان قد كشف الجيش السوداني في بيان، أن "مساعد الملحق العسكري المصري في السودان قتل بنيران قوات الدعم السريع أثناء قيادته لسيارته في العاصمة الخرطوم".
وبالمقابل، أصدرت قوات الدعم السريع، مساء الإثنين، بيانا ردت فيه على الجيش السوداني الذي اتهمها "بقتل مساعد الملحق العسكري المصري في الخرطوم"، قائلة: "لا تزال القوات الإنقلابية تكذب وتتحرى الكذب أمام جماهير شعبنا والعالم".
نقل أكثر من 300 شخص جوا من السودان
وأعلنت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، أنه "تسنى لنا نقل أكثر من 300 شخص جوا من السودان حتى صباح اليوم"، موضحة أن "هذا العدد يتضمن مواطنين من ألمانيا وبريطانيا والنمسا وبلجيكا وأميركا وغيرها".
وقالت إنها "تسعى لإيجاد طرق لإجلاء الألمان المتبقين الذين ما زالوا في السودان منها الإجلاء بحرا".
فرقاطة فرنسية تتجه إلى بورتسودان
وأفاد مصدران دبلوماسيان لرويترز، بأن "سفينة حربية فرنسية تتجه إلى ميناء بورتسودان المطل على البحر الأحمر للمساعدة في نقل من يجري إجلاؤهم من السودان، في تصعيد لجهود الإجلاء الغربية من الدولة الأفريقية".
وقال أحد المصدرين، إن "الفرقاطة الفرنسية لورين في طريقها إلى الميناء لكنها لم تصل بعد إلى المياه السودانية".
وأشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى أن "القوافل التي تحاول المغادرة تواجه مشاكل، منها السطو والنهب".
الإتحاد الأوروبي: علينا مواصلة الدفع من أجل تسوية سياسية
وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن سفير الإتحاد الأوروبي لا يزال في السودان ولكن ليس في الخرطوم، وقال: "القبطان هو آخر من يغادر السفينة"، معتبرًا أنه "علينا مواصلة الدفع من أجل تسوية سياسية في السودان ولا يمكننا السماح للوضع هناك بالإنفجار لأن هذا سيرسل موجات من الصدمات في أفريقيا بأسرها".
فرنسا تواصل عمليات الإجلاء
ولفتت الحكومة الفرنسية إلى أنها تواصل إجلاء الأفراد من السودان وأن عملية إجلاء أخرى تجري صباح اليوم الاثنين، وأضافت: "فرنسا تظل على إتصال وثيق مع الشركاء الأوروبيين بشأن الوضع في السودان". وأسفرت عملياتها حتى الآن عن إجلاء 388 شخصًا.
وفي هذا الإطار، أعلنت الخارجية الدنمركية عن إجلاء 15 مواطنًا من السودان الليلة الماضية ضمن عملية قادتها فرنسا، مشيرةً أن "ستة دنمركيين آخرين رفضوا عرضًا لإجلائهم".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البولندية، اليوم الإثنين، إن فرنسا وإسبانيا تمكنتا من إجلاء 11 مواطنًا بولنديًا بينهم السفير البولندي.
وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الإتهامات بمهاجمة قافلة فرنسية، وقال الجانبان إن فرنسيًا أصيب. ولم تعلق وزارة الخارجية الفرنسية على تلك التقارير.
طائرة عسكرية هولندية
أمّا وزارة الخارجية الهولندية، فكشفت أن "طائرة عسكرية هولندية تقل أفرادًا جرى إجلاؤهم أقلعت من السودان إلى الأردن في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين"، موضحةً أن "أشخاصًا من جنسيات مختلفة بينهم هولنديون كانوا على متن الطائرة"، مضيفةً أنها "ستواصل العمل على إجلاء الهولنديين وغيرهم من مواطني الاتحاد الأوروبي من السودان".
قوة مهمات صينية إلى السودان
وأشارت الخارجية الصينية إلى أنها أرسلت "قوة مهمات إلى السودان وأجلينا مجموعة من الأفراد بأمان إلى إحدى دول الجوار".
السويد تعلن إجلاء موظفي سفارتها
وأكدت السويد، اليوم الإثنين، أنه جرى إجلاء جميع موظفي سفارتها في الخرطوم وعائلاتهم وعدد غير محدّد من السويديين الآخرين إلى جيبوتي، مشيرةً إلى أن "طائرات الجيش وأفراده سيواصلون المساعدة في إجلاء الرعايا الأجانب طالما سمح الوضع الأمني بذلك".
سويسرا تغلق سفارتها
وأغلقت وزارة الخارجية السويسرية سفارتها في العاصمة السودانية الخرطوم وأجلت موظفيها وعائلاتهم بسبب الوضع الأمني الحالي هناك.
وأشارت الوزارة على "تويتر"، مساء أمس الأحد، أنه "لقد تحقق ذلك بفضل التعاون مع شركائنا وخاصة فرنسا". ولم تذكر عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم.
#Sudan: For security reasons, we are closing our embassy in Khartoum. Our staff and their families have been evacuated & are safe. This was made possible thanks to a collaboration with our partners, in particular France ??. Thanks for their support. pic.twitter.com/srO2tt98np
— Swiss MFA (@SwissMFA) April 23, 2023
إجلاء 52 لبنانيًّا إلى جدة السعودية
وصرحت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية عن تبلغها من سفيرة لبنان في السودان "إجلاء الـ52 شخصًا الذين قدموا بالأمس من الخرطوم على متن باص، فجر اليوم الإثنين، من مدينة بورسودان على متن سفينة للبحرية الملكية السعودية وهم في طريقهم الآن الى مدينة جدة السعودية".
فريق من خبراء التعامل مع الكوارث لمساعدة السودان
وأعلنت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور، أمس الأحد، أن الوكالة نشرت فريقًا من خبراء التعامل مع الكوارث من أجل تنسيق المساعدات الإنسانية للسودان في ظل استمرار القتال هناك، مشيرةً إلى أن "الفريق سيعمل من كينيا في المرحلة الأولى والخبراء سيعملون مع المجتمع الدولي والشركاء لتحديد الإحتياجات ذات الأولوية وتقديم المساعدات الإنسانية بأمان".
وأوضحت أن "الولايات المتحدة تحشد الجهود لزيادة المساعدات للشعب السوداني المحاصر بين الجانبين المتحاربين".
وقالت باور إن "القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في السودان تسبب في حصد أرواح المئات وإصابة الآلاف وقضى مرة أخرى على التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني. لا يستطيع المدنيون المحاصرون في منازلهم الحصول على الأدوية التي هم بأمس الحاجة إليها ويواجهون إحتمال التعرض لنقص في خدمات الكهرباء والمياه والغذاء لفترات طويلة".
ومضت تقول "كل هذه المعاناة تفاقم الوضع المتدهور بالفعل إذ أن ثلث سكان السودان، ما يقرب من 16 مليون نسمة، كانوا يحتاجون بالفعل إلى مساعدات إنسانية لتلبية الإحتياجات الأساسية قبل تفجر العنف".
وجددت باور دعوتها للجانبين المتحاربين للالتزام بهدنة عيد الفطر وإنهاء القتال والإمتثال للقانون الإنساني الدولي بما يشمل تسهيل الوصول الآمن ودون عوائق للعاملين في المجالين الإنساني والطبي.
وقال الجيش السوداني إنه يعمل مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا على تنفيذ عمليات إجلاء من قاعدة وادي سيدنا الجوية شمالي الخرطوم. وأضاف الجيش أن عمليات إجلاء رعايا قطر والأردن تم تنفيذها برًا حتى بورتسودان.
وضمت قائمة الدول التي قالت إنها تعمل على إعادة رعاياها من السودان كلا من مصر والهند ونيجيريا وليبيا.
نهب قافلة قطرية
وتجلت المخاطر في إتهامات وجهها الجيش لقوات الدعم السريع بنهب قافلة قطرية كانت في طريقها إلى بورتسودان. وفي حادثتين منفصلتين، لقي مواطن عراقي حتفه في الإشتباكات وقالت مصر إن أحد دبلوماسييها أُصيب.
هدنة "هشة"
وقال البرهان، يوم الإثنين، إنه يتمركز في مقر الجيش بوسط الخرطوم على بعد كيلومترين تقريبا من القصر.
واندلع القتال في الخرطوم وأجزاء أخرى من البلاد في 15 نيسان/ أبريل أي بعد أربع سنوات من الإطاحة بعمر البشير خلال إنتفاضة شعبية.
واشترك طرفا الصراع في إنقلاب عام 2021 لكنهما اختلفا خلال مفاوضات حول خطة لتشكيل حكومة مدنية ودمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.
انتهاك وقف إطلاق النار قوض انزلاق السودان المفاجئ إلى أتون الصراع خطط العودة للحكم المدني، ودفع البلد الذي يعاني من الفقر إلى شفا كارثة إنسانية وهدد باندلاع حرب أشمل قد تستقطب قوى خارجية.
وخارج الخرطوم، وردت التقارير عن أعمال العنف الأسوأ من دارفور، الإقليم الغربي المتاخم لتشاد والذي عانى من صراع تصاعد منذ عام 2003 وأدى لمقتل 300 ألف شخص وتشريد 2.7 مليون شخص.
ولم يلتزم الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي بوقف لإطلاق النار يجري الاتفاق عليه يوميا تقريبا منذ اندلاع القتال بما في ذلك هدنة لثلاثة أيام في عطلة عيد الفطر التي بدأت الجمعة.
ولأول مرة منذ بدء القتال، ظهر حميدتي في مقطع فيديو قصير جرى نشره وكان يرتدي زيه العسكري ويجلس في مقعد الركاب في شاحنة صغيرة محاطا بقوات تهتف بالقرب من القصر الرئاسي بالخرطوم.
رويترز