عربي السودان

إحتدام القتال في السودان…والجيش يعد بانفراج قريب

تتواصل الإشتباكات في السودان، بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في مناطق عديدة لا سيما العاصمة الخرطوم رغم أن الجيش أشار في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء إلى أن قائده الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أعطى موافقته المبدئية على خطة لتمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى، وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات. في حين، لفتت قوات الدعم السريع إلى أن "الجيش هاجم منذ الصباح معسكرهم في منطقة كافوري، بالطيران والمدفعية". وقال شهود إنهم سمعوا دوي غارات جوية ودفاعات مضادة للطائرات في العاصمة الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين.

إحتدام القتال في السودان…والجيش يعد بانفراج قريب

وبرز اليوم الخميس، بيان الجيش السوداني الذي أكد فيه موافقته على تمديد الهدنة 72 ساعة بناء على المساعي التي يبذلها الجانبين السعودي والأميركي للمساهمة في تهدئة الأوضاع في السودان.

وأضاف:"الموقف العسكري داخل وخارج الخرطوم مستقر جدا باستثناء ولاية غرب دارفور"، كاشفا أن "قوات الدعم السريع ما زالت تستخدم أسلوب القصف العشوائي لمناطق وسط الخرطوم"، معلنا عن أن "الأيام المقبلة، ستشهد انفراجا كبيرا في الأوضاع على الأرض".

وكان الجيش قد أوضح سابقا ، أن "رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي، عملوا على اقتراح، يتضمن تمديدا للهدنة، وإجراء محادثات بين الطرفين"، مشيرا إلى أن "البرهان أبدى موافقته المبدئية على ذلك، وشكر ممثلي المنظمة على مساعيهم واهتمامهم بالأزمة الحالية".

ولم يصدر أي رد من قوات الدعم السريع على الاقتراح المقدم بتمديد الهدنة. 

في هذا الوقت، أكد رئيس المفوضية الإفريقية موسى فقي أحمد، أن "الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي، يبذلان جهودا كبيرة لإنهاء الحرب في الخرطوم".

هذا، ووافقت القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع في وقت سابق على وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام كان من المقرر أن ينتهي في وقت متأخر من مساء اليوم الخميس. 

مرور المساعدات الإنسانية نحو الحلحلة

من جهة أخرى، أعلنت نقابة الأطباء في السودان في بيان، عن "ارتفاع عدد القتلى المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 303 والجرحى إلى 1848"، مؤكدة "توقف 60 مستشفى من أصل 86 في مناطق الإشتباكات، في العاصمة والولايات".

وأشار مدير مكتب جمعيات الهلال والصليب الأحمر الدولي في السودان فريد عبد القادر، إلى أن "أطراف النزاع، ضمنت مرور المساعدات الإنسانية. هناك 6 ملايين شخص في الخرطوم وحدها في حاجة إلى المساعدة، بالإضافة إلى أكثر من 20 ألف لاجئ، نزحوا باتجاه تشاد".

وذكر في حديث لقناة الجزيرة، أن "الهلال الأحمر المصري، أطلق برنامجا لمن يودّ المغادرة إلى مصر"، مشددا على "أننا بحاجة لإيصال المعونات الغذائية الأساسية للسودانيين".

الإجلاء مستمر... والنهب والسلب أيضا

أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، عن "إجلاء897 شخصا من السودان على 8 رحلات بريطانية وهناك مزيد من الرحلات"

وأضاف: " الهدنة في السودان أسهمت في إجلاء الرعايا الأجانب".

وأكد وزير الدولة البريطاني للشوون الإفريقية أندرو ميتشل، أن "هناك كارثة إنسانية محتملة في السودان".

من جانبها، أفادت وزارة الخارجية الفرنسية، عن "إجلاء 936 شخصًا من السودان حتى الآن"، لافتةً إلى أن "أحدث عملية إجلاء من السودان، شملت فرنسيين ومواطنين من دول أخرى من بينها بريطانيا وأميركا"، مجددةً دعوتها إلى "وقف القتال".

أما الحكومة الأسترالية، فدعت مواطنيها في السودان إلى "المغادرة بشكل عاجل قبل إنتهاء الهدنة بين أطراف القتال".

وأعلن وزير الدفاع السويدي بال جونسون، عن إنتهاء "عمليات الإجلاء في السودان بعد نقل 160 شخصا بينهم 60 مواطنا سويديا".

وقالت وزارة الدفاع الصينية في بيان، إن "الجيش أرسل سفنا إلى السودان لإجلاء الرعايا الصينيين"، مشيرة إلى أن "الوضع الأمني في الخرطوم يستمر في التدهور".

وأشارت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إلى أن "الوزير أنتوني بلينكن بحث مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، التعاون من أجل وقف مستدام للقتال في السودان".

وأفاد مراسل لـ"رويترز" إن "أعنف المعارك أمس الأربعاء، دارت في أم درمان المتاخمة للخرطوم حيث تصدى الجيش لتعزيزات قوات الدعم السريع التي جاءت من مناطق أخرى في السودان. وسمع دوي إطلاق نار كثيف وغارات جوية".

وأعلنت الخارجية السعودية أن إجمالي من تم إجلاؤهم من السودان وصل لنحو 2744 شخصًا.

وفي الخرطوم، التي تمثل مع مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا، تفاقم الشعور بانعدام القانون مع انتشار عصابات السلب والنهب.

وأفادت الخارجية المصرية أن 16 ألف شخص عبروا الحدود من السودان إلى مصر منهم 14 ألف سوداني.

وأعلنت الخارجية العراقية أن طائرتي الاجلاء وصلتا من السودان الى بغداد بعد ظهر اليوم الخميس.

وتبلّغت وزارة الخارجية والمغتربين وصول الدفعة الثانية والأخيرة من اللبنانيين الى مدينة جدة الذين تم إجلاءهم من السودان على متن سفينة للبحرية الملكية السعودية، تمهيدا لعودتهم السريعة الى لبنان.

وأعلنت الوزارة عن قرب انتهاء عملية الاجلاء، علما أنه يمكن عند الضرورة التواصل مع سفيرة لبنان في السودان ديمه حداد على الرقم التالي لتقديم كل مساعدة ممكنة:( +249901748097).

50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية

أكدت منظمة الصحة العالمية إن "16 في المئة فقط من المرافق الصحية في المدينة لا يزال يعمل".

وجاء في بيانات جديدة للأمم المتحدة أن "ما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد قد تعطل علاجهم بسبب الصراع، وأن المستشفيات التي ما زالت تعمل تواجه نقصا في الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه.

ودفعت الأزمة بأعداد متزايدة من اللاجئين لعبور حدود السودان، وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 270 ألف شخص ربما فروا إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما.

ووصف أجانب تم إجلاؤهم من الخرطوم، الوضع هناك قائلين :" الجثث تتناثر في الشوارع والمباني تحترق وثمة مناطق سكنية تحولت إلى ساحات قتال بالإضافة إلى شبان يتجولون بأسلحة بيضاء كبيرة".

تخوف من إحياء نفوذ الموالين 

وتخشى الجماعات المدنية من أن يمكّن العنف، الجيش من إحكام قبضته، وإحياء نفوذ الموالين للبشير.

وأكد الجيش نقل البشير (79 عاما)، الذي تمت الإطاحة به عام 2019، من سجن كوبر في الخرطوم إلى مستشفى عسكري مع خمسة على الأقل من مسؤولي نظامه السابق، قبل اندلاع القتال في 15 نيسان/ أبريل.

وفي مطلع هذا الأسبوع، تم إطلاق سراح آلاف السجناء من السجن، بمن فيهم وزير سابق في حكومة البشير مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، لاتهامه بارتكاب جرائم حرب. 

على خط الوساطة 

وأعلن متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن السفير البريطاني في السودان يتحدث مع الطرفين المتناحرين في البلاد لحثهما على تمديد وقف إطلاق النار المستمر 72 ساعة والذي ينتهي الليلة.

وأضاف للصحفيين "السفير البريطاني يواصل التحدث مع الطرفين المتحاربين في السودان. وفي هذا الإطار، نؤيد بالطبع تمديد وقف إطلاق النار ونضغط لتحقيق ذلك".

* دارفور

أيقظ القتال صراعا عمره عقدان في إقليم دارفور مع وقوع قتال في عدة مدن خلال الأسبوعين المنصرمين.

وقال سكان في مدينة الجنينة بدارفور اليوم السبت إن القتال الرئيسي توقف على ما يبدو وإن بعض الأشخاص عادوا إلى ديارهم بعد أن أدى هجوم للميليشيات إلى تدمير سوق المدينة ومستشفى ومبان عامة أخرى.

وفرت زمزم آدم (23 عاما) من دارفور إلى مخيم في تشاد بعد أن تقطعت بها السبل بينما كانت تنتظر أن تضع مولودها عندما هاجمت ميليشيات مسلحة قريتها ونهبتها بالقرب من مدينة الجنينة.

وقالت زمزم "جاء مسلحون إلى قريتنا وأحرقوا ونهبوا المنازل واضطررنا للفرار".


رويترز

يقرأون الآن