مقالات تكنولوجيا آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

مستقبل "ChatGPT" يقلق البشرية

يهدف مشروع روبوت "ChatGPT"، لمحاولة جعل التحدث بإستخدام الذكاء الإصطناعي، يبدو أكثر سلاسة وطبيعية، تماما مثلما تبدو المحادثات بين البشر، ويمكن للمستخدمين طرح أسئلتهم على الروبوت، وسيُجيبهم عن تلك الأسئلة بجمل كاملة، في محاولة لتقليد إيقاع المحادثة الطبيعية مع شخص حقيقي، ولكن السؤال هنا هل يمكن للذكاء الإصطناعي أن يحل مكان الأنسان؟

مستقبل

من غير المحتمل أن يكون نموذج "ChatGPT" قادراً على إستبدال البشر بالكامل في المستقبل القريب، لأنها تفتقر إلى القدرة على فهم العالم أو التفكير المنطقيّ. بالإضافة إلى ذلك، فإنّها تفتقر إلى القدرة على الإبداع أو إبتكار أفكار جديدة. 

ولتأكيد هذه النقطة، قام أحد الأشخاص بسؤال الذكاء الإصطناعي: "هل ستستبدل الإنسان فيما بعد؟، فأجابه الروبوت: "لست قادرًا على استبدال البشر تمامًا، يمكنني الآن أداء بعض المهام التي كان يقوم بها البشر حصريًا من قبل الآلات بدقة وكفاءة أكبر. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من المهام التي تتطلب مهارات وقدرات بشرية مثل التعاطف والإبداع والتفكير النقدي التي لم تتمكن نماذج الذكاء الاصطناعي مثلي من تكرارها بعد".

"ChatGPT": إيجابيات وسلبيات

يعتبر نموذج "ChatGPT" أكثر الموضوعات التكنولوجية رواجاً في وقتنا الحالي، في ظلّ ردود فعل متضاربة تجاه هذا النموذج، ابتداءً بالإيجابية المبسّطة، ووصولاً إلى السلبيّة المتطرّفة.

ويشير الخبير في التكنولوجيا والتحوّل الرّقمي بول سمعان في حديث لـ"وردنا"، إلى أن "الروبوت يساعد الأشخاص بعملهم، وخاصة بالعمل الصحافي (تقارير، مقالات..)، وفي تحسين اللغة الأجنبية، وبتفسير وتلخيص نصوص كبيرة، بالإضافة إلى ترجمة عدة لغات، ويمكن أن يجاوب على مختلف أنواع التمارين، وليس متخصص بشيئ معين".

ويقول إنه "يمكن للروبوت أن يجاوب على أي موضوع إن كان، مثلا: الطب، الفضاء، data base، البرمجة، إدارة الإعمال.. ويمكن أن يجاوب باللغة العربية، كما أن النسخة الجديدة منه تطورت ليجيب بلغة مواقع التواصل الإجتماعي".

بالمقابل، يوضح سمعان، أن "اليوم هناك خدع، تصل عبر البريد الإلكتروني، مضمونها بأنك ربحت مبلغ من المال، قم بالإتصال بنا على الرقم التالي..، ولكن هذه الحيل أصبحت قديمة، والذكاء الإصطناعي طورها، بحيث يصبح البريد مكتوب بطريقة متخصصة ومحترفة أي كبريد شركة عالمية"، وأضاف إن "هناك مواقع وتطبيقات مصادرها مفتوحة، وبالتالي يمكن للهاكر أن يستعمل الـ"ChatGPT"، ويحصل على الثغرات الأمنية بداخلها، بداعي التعليم".

قوانين لضبط الروبوت

دعا رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، ومجموعة من خبراء الذكاء الإصطناعي والمديرين التنفيذيين في الصناعة إلى التوقف 6 أشهر عن تطوير أنظمة التدريب لنموذج "جي بي تي-4/ GPT-4" الذي أطلق حديثاً من "أوبن إيه آي"، كما أشاروا في خطاب مفتوح إلى المخاطر المحتملة على المجتمع والإنسانية.

وجاء ذلك عقب إنضمام شرطة الإتحاد الأوروبي "يوروبول" إلى الجهات التي تحذر من المخاوف الأخلاقية والقانونية بشأن الذكاء الإصطناعي المتقدم مثل "تشات جي بي تي"، مشيرة إلى احتمال إساءة استخدام النظام في محاولات التصيد والمعلومات المضللة والجرائم الإلكترونية.

وعن الإشكالات حول القوانين، يعتبر الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم في حديث لـ"وردنا"، أن "المشكل الأساسي هو بمن يطرح القوانين، أي مثل النواب الذين لا يمتلكون الخبرة المطلوبة في البرمجة، ولكي يكسبوها عليهم القيام بعدة دورات تدريبية، مما يتطلب المزيد من الوقت لإصدار القوانين"، ويلفت إلى أن "هناك دعاوى بأميركا متعلقة بغوغل ويوتيوب، والقضاة لا يمكنهم أن يحكموا لأن المواضيع تقنية، وليس لديهم الوعي التقني المطلوب".

وينتقل أبي نجم، للتحدث عن آلية التطبيق، قائلاً: "كل دولة يجب أن ترى كيفية تطبيق القوانين لديها، ومن يريد الإلتزام بها، ومعظم الدول وخاصة الأوروبية، تطالب بوقف تطوير منصات الذكاء الإصطناعي على مدة 6 أشهر، لإيجاد آلية تنظيمية قانونية لها".

وأصبحت إيطاليا أول دولة غربية تحظر برنامج شات جي بي تي، حيث أكدت هيئة مراقبة حماية البيانات، أنها فتحت تحقيقًا ضد شركة "أوبن أيه آي"، الشركة التي تقف وراء برنامج الدردشة الآلية، بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات بعد الحديث عن إنتهاك البرنامج لقواعد الخصوصية وجمع البيانات بصورة غير قانونية. ولكنها أعادت تشغيل خدمتها، بتحسين الشفافية وحقوق المستخدمين الأوروبيين.

ويقول سمعان، إن "الصين منعت الذكاء الإصطناعي، لأنه مصنع ومطور من شركة أميركية، وإعتبرت أنه يمكن أن يكون منحاز لواشنطن، لذلك عملت بكين على تطوير محرك بحث خاص بها اسمه "Baidu".

"ChatGPT" في التعليم

يشير سمعان، كونه إستاذ جامعي أيضاً، إلى أن "الذكاء الإصطناعي يساعد الأساتذة والتلاميذ بالحصول على الأجوبة، ولكن بالمقابل، يعرض الإستاذ إلى صعوبة التعرف على مصدر التمرين، إن كان من الطالب أو من الروبوت، وبهذه الحالة نلجأ للإمتحانات الشفهية في الصف للتأكد".

ويطلب، من بقية الأساتذة، أن يطوروا من أنفسهم بما يتناسب مع التكنولوجيا، لمعرفة كيفية التعاطي مع الروبوت، ما يسهل عليهم معرفة مصدر الفروض المنزلية لطلابهم"، ويلفت إلى أن "هناك عدد من المدارس والجامعات منعت الـ"ChatGPT" فيها، وللأسف هذا يعتبر قرار خاطئ، لأننا أصبحنا اليوم في زمن التكنولوجيا".

ومن جهة ثانية، للأهل دور كبير في الحفاظ على أولادهم، قبل أن يصبحوا عبد للذكاء الإصطناعي، حيث يرى سمعان، أنه "يمكن للروبوت أن يستخرج من الأطفال معلومات شخصية عنهم، ولتجنب حصول ذلك على الأهل مراقبة أولادهم، لأنهم يتماشون مع التكنولوجيا من دون حذر".

نسخة "ChatGPT" المدفوعة

أدخلت شركة "Open AI"، نسخة مدفوعة من برنامجها الشهير "ChatGPT"، وهي اشتراك تجريبية لبرنامج CHATBOT الخاص بها، ويقدم بعض الإمتيازات مقابل 20 دولارا في الشهر.

إطلاق "ChatGPT PLUS" هكذا يسميه البعض، مخصص لمن يبحثون عن مزايا إضافية، مثل أولوية الوصول خلال ساعات الذروة وأوقات الإستجابة الأسرع وما إلى ذلك.


"عرّاب الذكاء الاصطناعيّ" يغادر شركة "غوغل"

أعلن جيفري هينتون، الذي فاز جنباً إلى جنب مع إثنين آخرين من "عرّابي الذكاء الاصطناعيّ" بجائزة "تورينغ" لعام 2018 عن عملهم التأسيسيّ الذي أدّى إلى الازدهار الحاليّ في الذكاء الاصطناعيّ، أنّ جزءاً منه يأسف على عمله في حياته.

وإستقال هينتون مؤخّراً من وظيفته في "غوغل" من أجل التحدّث بحرّية عن مخاطر الذكاء الاصطناعيّ، وفقاً لمقابلة مع الرجل البالغ من العمر 75 عاماً في صحيفة "نيويورك تايمز". وقال هينتون، الذي كان يعمل لدى "غوغل" لأكثر من عقدٍ من الزمن: "أعزّي نفسي بالعذر العاديّ: لو لم أفعل ذلك، لكان شخص آخر فعله، من الصعب أن ترى كيف يمكنك منع الجهات الفاعلة السيّئة من استخدام هذه التقنية لأعمال سيّئة". 

وقد أنضمّ هينتون إلى "غوغل" بعد أن إستحوذت على شركة بدأها وإثنين من طلابه، حيث أصبح أحدهم كبير العلماء في شركة "أوبن أي آي"، وطوّر هو وطلابه شبكة عصبية علّمت نفسها التعرّف على الأشياء الشائعة مثل الكلاب والقطط والزهور بعد تحليل آلاف الصور، وأدّى هذا العمل في النهاية إلى إنشاء نموذج "شات جي بي تي" و"Google Bard".

وعبر هينتون بالمقابلة، عن سعادته بإشراف "غوغل" على التكنولوجيا حتى أطلقت "مايكروسوفت" برنامج "بينغ" الجديد الذي تمّ دمجه مع نموذج شركة "أوبن أي آي"، ما شكّّل تحدياً للأعمال الأساسيّة لشركة "غوغل".

وغرد على "تويتر"، للتعليق على المقابلة، معرباً أنّه "غادر شركة "غوغل" ليتمكّن من التحدّث عن مخاطر الذكاء الإصطناعيّ، دون التفكير في كيفية تأثير هذا الأمر على الشركة"، وأضاف أنّ "غوغل تصرّفت بمسؤوليّة كبيرة".


يقرأون الآن