عربي السودان

أكثر من 100 ألف لاجئ عبروا حدود السودان إلى دول مجاورة

القتال في السودان، الذي دخل أسبوعه الثالث يتسبب في أزمة إنسانية، فيما تردد دوي إطلاق النار والانفجارات في أنحاء العاصمة. ويخاطر الصراع بمواجهة كارثة أوسع، في وقت تتعامل فيه دول الجوار الفقيرة مع أزمة لاجئين، ويعيق القتال تسليم المساعدات في بلد يعتمد ثلث سكانه على بعض المساعدات الخارجية.

أكثر من 100 ألف لاجئ عبروا حدود السودان إلى دول مجاورة

نزوح داخل السودان

كشفت وزارة خارجية جنوبي السودان، اليوم الثلاثاء، أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية محمد حمدان دقلو اتفقا من حيث المبدأ على هدنة لسبعة أيام تبدأ في الرابع من أيار/ مايو. وأشارت، في بيان، إلى أن الجانبين اتفقا على تعيين ممثلين للمحادثات.

من جهته، شدد رئيس جنوبي السودان سلفا كير على أهمية وقف إطلاق النار لفترة أطول وتعيين ممثلين في محادثات سلام.

أكثر من 100 ألف لاجئ

وأعلن مسؤولون في الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن الحرب في السودان أجبرت 100 ألف على الفرار عبر الحدود.  

وكشف المتحدثة بإسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أولغا سارادو، في إفادة صحافية في جنيف، أن "عدد اللاجئين الذين عبروا الآن إلى الدول المجاورة، من ضمنهم اللاجئين السودانيين، يقدر بأكثر من 100 ألف لاجئ".

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة، في نفس الإفادة الصحافية، أن 334053 شخصًا نزحوا داخل السودان منذ 15 نيسان/ أبريل.

وأكد نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل، الى أن القنصلية الأميركية في مدينة جدة، إستقبلت أكثر من 350 من المواطنين الأميركيين والحاصلين على إقامة قانونية دائمة، حيث قدمت خدمات لهم بعد فرارهم من السودان. 

وبدوره، أشار المتحدث باسم المنظمة بول ديلون، إلى أنه "في حالات كثيرة، تواجه القوافل الصغيرة نوعًا ما التحدي القائم بين الفصائل المتحاربة، وهو وضع صعب وخطير للغاية بالنسبة لأولئك الذين يشرعون في القيام بهذه الرحلات".

 وأعلنت الحكومة البريطانية، اليوم الثلاثاء، في بيانها: "على الرعايا البريطانيين الذين ما زالوا يرغبون في مغادرة البلاد، التوجه إلى فندق كورال في بورتسودان بحلول 10:00 بتوقيت السودان في الثالث من أيار/ مايو"

وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي في تغريدة على "تويتر": "بعد النجاح في إجلاء 2341 شخصا على متن 28 رحلة، من المتوقع أن تغادر آخر رحلة بريطانية بورتسودان غدا".


وقالت المتحدثة بإسم البيت الأبيض كارين جان بيير إنه: "يتعين السماح للوكالات الإنسانية بالوصول لمساعدة الناس في السودان، وسط تجدد القتال على الرغم من الهدنة المفترضة".

ومن المتوقع، أن يزور منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، السودان، اليوم الثلاثاء. وقال المتحدث باسمه إن إحدى أولوياته هي "محاولة تحسين توصيل المساعدات الإنسانية، من خلال ضمانات المرور الآمن".

وأرسلت ست حاويات تحتوي على إمدادات إلى بورتسودان، ولديها مخزونات من المساعدات تزن 30 طنًا وتنتظر في دبي لإرسالها، بحسب مسؤول في منظمة الصحة العالمية.

أزمة إقليمية؟

وقال مايكل دانفورد، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق أفريقيا، "الخطر هو أن هذه لن تكون أزمة سودانية فحسب، بل ستكون أزمة إقليمية"، لافةً إلى أن "بورتسودان، التي فرّ إليها الآلاف من الخرطوم سعيًا للإجلاء من البلاد، هي نقطة دخول رئيسية للمساعدات بالنسبة للعديد من البلدان في المنطقة".

وأضاف "إذا لم نوقف القتال الآن، سيكون التأثير على مجال العمليات الإنسانية هائلًا".

وكشف وزير الخارجية الكيني ألفريد موتوا أن بلاده عرضت استخدام مطاراتها ومهابط الطائرات بالقرب من الحدود مع جنوب السودان كجزء من جهد إنساني دولي.

وأنهت معظم الدول الأوروبية جهود الإجلاء. وقالت روسيا اليوم الثلاثاء إنها أجلت 200 من مواطنيها.

جامعة الدول العربية

ودعت جامعة الدول العربية إلى وقف فوري لكلّ الأعمال القتالية في السودان دون قيد أو شرط والحفاظ على حرمة البعثات الدبلوماسية وسلامة موظفيها. كما أدانت استهداف المدنيين والمنشآت المدنية وخاصة الطبية منها.

القاهرة ستقدم الدعم للحوار

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القاهرة ستقدم الدعم للحوار في السودان بين طرفي الصراع لكنها أيضًا حريصة على "عدم التدخل في الشؤون الداخلية".

وحذر في مقابلة مع صحيفة يابانية، اليوم الثلاثاء، من أن المنطقة بأسرها "قد تتأثر". 

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على موقف بلاده "الداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها، لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وتضميد الجراح وبدء حوار جاد يستهدف حل الخلافات القائمة".

ونقل شكري، خلال لقاء جمعه بالسفير دفع الله الحاج علي، مبعوث قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، في القاهرة، اليوم الثلاثاء، "قلق مصر البالغ من استمرار الوضع الحالي في السودان".

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن المبعوث السوداني نقل إلى وزير الخارجية رسالة شفهية من البرهان إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول تطورات الأوضاع في السودان. كما وجه الشكر لمصر على استقبالها للسودانيين الفارين من الحرب.

وفي بيان منفصل، قالت الخارجية المصرية إن نحو 16 ألف شخص عبروا الحدود من السودان إلى مصر بينهم 14 ألف سوداني.

وتشير تقديرات وزارة الصحة السودانية والأمم المتحدة إلى مقتل ما لا يقل عن 500 شخص وإصابة آلاف آخرين جراء القتال في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى. وتعتقد المنظمة الدولية أن عدد القتلى الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

واندلع صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية يوم 15 نيسان/ أبريل. 

رويترز

يقرأون الآن