وأدى القتال الدائر في الخرطوم حتى الآن، إلى انتشار قوات الدعم السريع في أنحاء المدينة في ظل محاولات الجيش لاستهدافها بضربات جوية، مستخدمًا الطائرات المسيّرة والمقاتلات.
ودفع الصراع عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان، وأثار تحذيرات من احتمال تفكك البلاد، ما يزعزع استقرار منطقة مضطربة بالفعل. كما دفع الصراع دولًا أجنبية إلى المسارعة في إجلاء مواطنيها، بحيث بلغ عدد الرعايا الأجانب الذين تمّ إجلاؤهم عبر ميناء بورتسودان حتى الآن 9170 شخصًا، بحسب غرفة طوارئ الميناء.
واشارت قوات الدعم السريع، إلى أن "الجيش السوداني، لم يلتزموا بالهدنة الإنسانية المعلنة، واتخذوا مستشفى السلاح الطبي بأم درمان منصة لقصف مقر الدائرة الطبية لقواتنا بشمبات"، واضافت إن "الطائرات لا تزال تحلق في سماء الخرطوم وتقصف المدنيين الأبرياء في الأحياء السكنية".
وأكدت في بيان، إلتزامها الكامل "بالهدنة الإنسانية المعلنة إحتراما لتعهداتها مع الأطراف الإقليمية والدولية"، وأكدت استمرارها في "عمليات فتح الممرات الآمنة للمواطنين وإجلاء الرعايا الأجانب".
بسم الله الرحمن الرحيم
— Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) May 1, 2023
قوات الدعم السريع
بيـان هـام
الأول من مايو 2023
في مسلك ليس بغريب عن نهج الانقلابيين وفلول النظام البائد الذين عرفوا بالجبن والخسة والخيانة، اتخذ الانقلابيين مستشفى السلاح الطبي بأمدرمان منصة للقصف المدفعي تجاه مقر الدائرة الطبية لقوات الدعم السريع في… pic.twitter.com/rwUy7uXYUx
وبالمقابل قال الجيش السوداني، إن "الأوضاع مستقرة في جميع ولايات السودان، ورصدنا لتحركات قوات الدعم السرع يؤكد استمرار محاولاته لتعزيز موقفه على الأرض ومستمرون في التصدي لها".
واشار في بيان، إلى أن "البلاد ورثت عبئا ثقيلا لخطأ النظام البائد الإستراتيجي بتكوين قوات الدعم السريع"، وأكد أننا "لن نسمح بأن تقوم في البلاد مجددا أي تشوهات في بنيتها العسكرية، وقواتنا تمكنت من خفض قدرات الدعم السريع القتالية بنسبة 45-55%".
أكثر من 800 ألف شخص قد يفرون من السودان
وقال مساعد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رؤوف مازو، اليوم الإثنين، إن "أكثر من 800 ألف شخص قد يفرون من السودان نتيجة الإشتباكات المستمرة هناك بين الفصيلين العسكريين المتناحرين".
وأضاف أن "التقدير يشمل نحو 580 ألف سوداني في حين أن الباقين لاجئون يعيشون بشكل مؤقت هناك".
وأشارت الخارجية السعودية الى أنه تم إجلاء 102 جنسية ينتمون الى السودان.
بدوره، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل، اليوم الاثنين، إن القوافل التي نظمتها الحكومة الأميركية ساعدت مجموعات من المواطنين الأميركيين وأسرهم وأشخاصاً من دول شريكة على الوصول بسلام إلى بورتسودان منذ يوم السبت، وأضاف: "أن القوافل ساعدت أكثر من 700 شخص".
"برنامج الأغذية" يستأنف عمله
من جهة ثانية، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، عن أنه "سيلغي فورًا، تعليق أنشطته في السودان بعد أن اضطر لذلك بسبب مقتل ثلاثة من موظفيه هناك".
وكتبت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية للبرنامج، على "تويتر": "يستأنف برنامج الأغذية العالمي برامجنا بسرعة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة التي يحتاجها الكثيرون بشدة في الوقت الحالي".
As the crisis in #Sudan pushes millions into hunger, @WFP is immediately lifting the temporary suspension put in place after the tragic deaths of our team members.
— Cindy McCain (@WFPChief) May 1, 2023
WFP is rapidly resuming our programs to provide the life-saving assistance that many so desperately need right now.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أوقف "مؤقتًا"، في 16 نيسان/ أبريل، جميع أنشطته في السودان بعد مقتل ثلاثة من موظفيه في الإشتباكات.
واعتبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، اليوم الإثنين، أن الوضع في السودان كارثي و"نحتاج لإيجاد طرق لتوصيل المساعدات"، وقال: "يجب حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية".
تمديد الهدنة الإنسانية
وأكدت قوات الدعم السريع والجيش السوداني، موافقتهما على تمديد الهدنة الإنسانية، التي كان من المقرر أن تنتهي عند منتصف ليل أمس الأحد (22:00 بتوقيت غرينتش)، لمدة 72 ساعة في خطوة، قالت قوات الدعم السريع إنها جاءت "استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية".
وقال الجيش إنه يأمل في "أن يلتزم المتمردون بمتطلبات تنفيذ الهدنة"، كاشفا إنه "دمر أرتالًا لقوات الدعم السريع أثناء تحركها من الغرب إلى الخرطوم".
وذكر مجلس السيادة السوداني، أن "رئيس الاتحاد الإفريقي فليكس تشيسكيدي يدعو خلال اتصال مع البرهان إلى ضرورة التهدئة ووقف التصعيد، ويؤكد أنه سيطلق مبادرة لمعالجة الوضع في السودان".
وأضاف المجلس، إن "تشيسكيدي يعرب عن أمله في قبول الأطراف في السودان لمبادرة الاتحاد المزمعة".
وسمع صباح اليوم، دوي إنفجارات في محيط القصر الجمهوري في الخرطوم.
لا مفاوضات مباشرة
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، للصحافيين في بورتسودان: "لا مفاوضات مباشرة بل تحضيرات لإجراء محادثات"، مشيرا إلى أن "دولًا في المنطقة والعالم تتواصل مع الجانبين".
ولفت قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى أنه "لن يجلس أبدًا مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي".
مساعدات طبية.. وأعداد الوفيات ترتفع
وأعلنت نقابة أطباء السودان، إرتفاع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الإشتباكات إلى 436 والمصابين إلى 2175، موضحة أن "جميع المستشفيات والمرافق الصحية في مدينة الجنينة ما زالت متوقفة حتى اللحظة".
وأطلقت مفوضية اللاجئين، نداء عاجلا لإغاثة اللاجئين من السودان إلى تشاد هربا من النزاع المتصاعد، وقالت: "مابين 10 آلاف شخص و20 ألفا أجبروا على الفرار ولجأوا إلى تشاد بحثا عن الأمان".
ومع إعلان الأمم المتحدة أن "16 في المئة فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم تعمل بشكل طبيعي، قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثمانية أطنان من المساعدات الطبية".
وأشار المدير الإقليمي لمنطقة أفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، باتريك يوسف، إلى أن "العاملين في مجال الرعاية الصحية في السودان يفعلون المستحيل إذ يعتنون بالجرحى في ظل عدم وجود المياه والكهرباء والإمدادات الطبية الأساسية"، مشيرا إلى أنه "في الوقت الذي جرت فيه الموافقة على وصول الإمدادات إلى الخرطوم، فإن مفاوضات تجري مع الجانبين لتسهيل توصيلها داخل المدينة حيث تتعرض المستشفيات والقوافل وسيارات الإسعاف للهجوم".
وسيسافر منسق الأمم المتحدة للمساعدات، مارتن غريفيث، إلى المنطقة "لاستكشاف كيف يمكن تقديم الإغاثة الفورية لملايين الأشخاص الذين انقلبت حياتهم رأسًا على عقب بين عشية وضحاها".
وطالب غريفيث أن "يكون هناك ممر آمن للمدنيين الفارين من القتال، وحثّ المقاتلين على الكف عن استخدام الطواقم الطبية ووسائل النقل والمرافق الطبية، دروعًا".
وقُتل ما لا يقل عن خمسة من موظفي الإغاثة خلال القتال.
وقالت وزارة الصحة إن "528 شخصًا على الأقل، قُتلوا، وأصيب 4599 آخرون". وأعلنت الأمم المتحدة عن عدد مماثل من القتلى، لكنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.