السودان

قتال في الخرطوم... ومساع في جدّة لإنهاء الصراع

دار قتال في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم في الوقت الذي استضافت فيه السعودية ممثلين عن طرفي الحرب لإجراء محادثات يأمل وسطاء دوليون أن تضع حدا للصراع المستمر منذ ثلاثة أسابيع في السودان والذي تسبب في مقتل المئات وتشريد الآلاف.

قتال في الخرطوم... ومساع في جدّة لإنهاء الصراع

ويعلق السودانيون آمالهم على المحادثات لإنهاء قتال أودى بحياة المئات وتسبب في موجات فرار جماعي من البلاد، لكن ليس هناك مؤشرات على أن هذا المسعى سيفضي إلى تهدئة دائمة في أي وقت قريب.

ولم ترد أنباء عن مدى التقدم في المحادثات التي بدأت في جدة يوم السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وقال طرفا الصراع إنهما سيحاولان التطرق إلى الملفات الإنسانية فقط مثل فتح ممرات آمنة ولن يتفاوضا على وقف الحرب. 

وقال شهود إن أصوات الهجمات الجوية والاشتباكات دوت في أنحاء العاصمة الخرطوم، اليوم الاثنين.

وتخوفت تماضر إبراهيم (35 عاما)، وهي موظفة حكومية في مدينة بحري على الضفة المقابلة للخرطوم من النيل الأزرق، من أنه "إذا أخفقت مفاوضات جدة في وقف الحرب فهذا يعني أننا لن نتمكن من العودة لمنازلنا وحياتنا.. ننتظر ما سينتج عن تلك المفاوضات لأنها أملنا الوحيد".

وقال محجوب صلاح، وهو طبيب عمره 28 عاما، إن مناطق العاصمة التي تشهد أعمال عنف تتغير من يوم لآخر.

وكان صلاح شاهدا على قتال عنيف ورأى أحد جيرانه يصاب برصاصة في بطنه في حي العمارات بوسط الخرطوم الشهر الماضي قبل أن يستأجر شقة لأسرته في جنوبي شرقي العاصمة.

وأضاف أنهم ما زالوا ينتظرون إصدار جوازات سفرهم لكنهم لا يعرفون الوقت الذي سيستغرقه الأمر موضحا أنهم يخططون للسفر من بورتسودان إلى السعودية.

* الآلاف يسارعون إلى المغادرة

وتعد المبادرة الأميركية السعودية، أول محاولة جادة لإنهاء القتال الذي حول مناطق في العاصمة السودانية إلى ساحات حرب، وعرقل مسار خطة مدعومة دوليا للتحول إلى الحكم المدني بعد سنوات شهدت اضطرابا تسبب في أزمة إنسانية طاحنة.

ورحب تحالف قوى الحرية والتغيير السوداني بمحادثات جدة. والتحالف تجمع سياسي يقود خطة الانتقال إلى الحكم المدني بعد هيمنة الجيش على الحكم لعقود.

الأمم المتحدة

وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إن غريفيث أنه موجود في جدة من أجل المحادثات والاشتراك في المناقشات المتعلقة بالمشكلات الإنسانية في السودان.

ونشرت قوات الدعم السريع ما قالت إنه مقطع فيديو لجنود من الجيش السوداني سلموا أنفسهم. وعندما بدأ أحدهم في الحديث أمكن سماع دوي إطلاق نار في الخلفية.

وقال مصدر بالجيش إن الرجال الذين يظهرون في المقطع من وحدة للموسيقى العسكرية في القصر الرئاسي بالخرطوم، حيث احتجزتهم قوات الدعم السريع عند بداية القتال في الشهر الماضي.

بورتسودان

ويسعى الآلاف إلى مغادرة البلاد عبر بورتسودان على متن قوارب إلى السعودية أو بدفع المال للانطلاق في رحلات جوية تجارية باهظة التكلفة عبر المطار الوحيد العامل في السودان أو الفرار على طائرات الإجلاء.

ومنذ اندلاع القتال، سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبور أكثر من 30 ألفا إلى جنوب السودان، وأكثر من 90 في المئة منهم من مواطني جنوب السودان. وتقول المفوضية إن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير. وتخشى وكالات الإغاثة من أن يفاقم هذا التدفق للاجئين أزمة إنسانية حادة بالفعل في جنوب السودان. 

محادثات جدة

وتأتي المحادثات السودانية في جدة في إطار مبادرة أميركية - سعودية هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي حوّل قسما من العاصمة الخرطوم إلى مناطق حرب، وقوَّض خطة مدعومة دوليا، تهدف للانتقال إلى الحكم المدني بعد اضطرابات وانتفاضات استمرت لسنوات.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن محادثات "تمهيدية بدأت وستستمر خلال الأيام التالية على أمل الوصول إلى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها".

وذكرت قناة الإخبارية السعودية في وقت سابق أمس الأحد، أن "المملكة قررت تقديم مساعدات إنسانية للسودان حجمها 100 مليون دولار".

وتسببت المعارك منذ اندلاعها منتصف نيسان/ أبريل الماضي، في مقتل مئات الأشخاص وإصابة الآلاف، وعرقلت إمدادات المساعدات، وفرّ 100 ألف لاجئ إلى خارج البلاد.

ويسعى الآلاف للمغادرة عبر بورتسودان على متن قوارب متجهة إلى السعودية أو الدفع مقابل رحلات جوية تجارية باهظة الثمن للرحيل من المطار الوحيد الذي يعمل في البلاد أو من خلال رحلات الإجلاء.

يقرأون الآن