يشكو العديد في إحدى المخيمات التركية المخصصة للناجين من الزلزال، من نقص الكهرباء والمياه والتوزيع غير العادل للمساعدات وإرتفاع تكاليف المعيشة. ولكن رغم ذلك، لا يزال العديد منهم من أشد المؤيدين للرئيس رجب طيب أردوغان قبل الإنتخابات العامة، بحيث إعتبر البعض أنّه: "إذا فاز أردوغان بالإنتخابات، فسيكون هناك حل لهذه القضايا. لكن إذا لم يفز، فويل لهؤلاء الناس".
وأظهرت المقابلات التي أجرتها "رويترز" مع عشرات الناخبين في أنطاكية، حالة من الغضب مما إعتبره البعض إستجابة أولية بطيئة من جانب الحكومة للكارثة. لكنهم لم يذكروا سوى أدلة قليلة على أن هذه المشكلة التي غيّرت رأي الناس في التصويت في الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ومع ذلك، تأتي هذه الآراء متوافقة مع النتائج التي توصل إليها بعض منظمي إستطلاعات الرأي والأكاديميين الذين يقولون إنّ "الكارثة زادت من وجهات النظر المستقطبة بالفعل ما بين المؤيدة لأردوغان وحزبه الحاكم حزب العدالة والتنمية وتلك المعارضة لهما".
وأفاد أوزير سنكار، مدير مركز "ميتروبول" لإستطلاعات الرأي، أنّ "مستويات التأييد لحزب العدالة والتنمية عادت إلى مستويات ما قبل الزلزال في نيسان/إبريل إلى نحو 40 % بعد إنخفاضها إلى أقل من 33% في شباط/فبراير. وقال إنّ" 4.3 % من الناخبين، يعبّرون عن قلقهم المتزايد على الإقتصاد الذي يعاني من التضخم المتفشي".
وتشير إستطلاعات للرأي إلى أنّ "الإنتخابات ستشهد منافسة محتدمة، بحيث من المحتمل أن تجري جولة إعادة بعد أسبوعين من الإنتخابات الرئاسية بين أردوغان ومنافسه أوغلو".
ومع تضاؤل الحماس للمشاركة في الإنتخابات، لا يوجد هناك صوت للحملات الإنتخابية على عكس الحملات في الماضي التي كانت تعج بالضوضاء، لكن الأحزاب لا تزال مستمرة في الحشد في مدينة أنطاكية وما حولها حيث يوجد 350 ألف ناخب.
ويقدم كل طرف من الأطراف المتنافسة في الإنتخابات روايات مختلفة للغاية عن أردوغان واستجابة حكومته للكارثة.
وفي السياق، أشار النائب عن حزب العدالة والتنمية عبد القادر أوزيل لـ"رويترز"، إلى أنّ "الناس يتجمعون للإستماع إليه خارج مسجد في قرية في شمالي أنطاكية، ويعتبرون أنّ "هناك أساس قوي من الثقة في أنّ رئيسهم يستطيع أن يفي بما وعد به".
وإختلف الأمر بالنسبة لكريم نالبانت، مرشح الحزب الموالي للأكراد، الذي كان يلقي خطابًا أمام عشرات الأشخاص. وقال: "وجهة النظر الأساسية هي أنّ حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تركتنا في حالة خراب. ولم يتحركوا في الوقت المناسب لإنقاذ الشعب. وقد أدى ذلك إلى تزايد حدة الغضب".
وعلى الجانب الشرقي من نهر العاصي في منطقة أنطاكية التاريخية، كان للشاعر حكمت جوزيل وجهة نظر مغايرة، معتبرًا أنّ "الناخبين سيحاسبون المسؤولين على فشلهم في الإستجابة للكارثة عبر صناديق الإقتراع". مؤكدًا أنّ "الحكومة ظلّت في السلطة لمدة 21 عامًا. وتركونا وحدنا. إذا كنا نعيش في زمنٍ يقول الناس فيه إنه لا يوجد من يمد يد العون، فهذا وقت التغيير وتجربة سياسيين جدد".
ونقطة الإتّفاق الوحيدة بين معظم الأفراد في أنطاكية هي أنّ الإنتخابات ليست على رأس قائمة إهتماماتهم، وأنّ البقاء على قيد الحياة هو القضية الأكثر إلحاحًا بالنسبة لهم.
رويترز