وقال البروفيسور (سيث رودمان)، المؤلف المشارك في الدراسة: " تظهر نتائجنا أن التفاعلات مع المنافسين البيئيين، بما في ذلك تطور الأنواع الغازية، يمكن أن تشكل استجابة للتغير المناخي ".
حيث ينظر إلى التطور في العادة على أنه عملية بطيئة تحدث عبر الأجيال، لكن أثبتت الدراسات في السنوات الأخيرة أن النباتات والحيوانات يمكنها إجراء تعديلات تطورية سريعة استجابة للتغيرات في بيئتها.
هذا ويعتبر التطور السريع أمر بالغ الأهمية لجميع الأنواع من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل الاحتباس الحراري المناخي وغزو الأنواع غير الأصلية للبيئات الأخرى.
فعلى سبيل المثال ذباب الفاكهة، يتكاثر بسرعة كبيرة جدا، مما يسمح للعلماء بمراقبة التغيرات الجينية عبر عدة أجيال منها في غضون أشهر.
هذا وركز الباحثون في الدراسة الحالية على نوعين من ذباب الفاكهة، هما (ذبابة الفاكهة السوداء)، وتعتبر أمريكا الشمالية موطنها الأصلي، و (ذبابة Zaprionus indianus)، والتي بدأت مؤخرا في غزو أمريكا الشمالية.
ذباب الفاكهة
كما درس الباحثون أولا ما إذا كان يمكن للذباب المحلي أن يتطور بسرعة استجابة للتعرض للذباب الغازي على مدار موسم الصيف.
كما درس الفريق كيف قد يؤثر التكيف في الصيف على قدرة الأنواع المحلية على التعامل مع ظروف الخريف الباردة.
حيث قال المؤلف الرئيسي للدراسة (تيس غرينغر): " الشيء الرائع في الطريقة التي أجرينا بها هذه الدراسة هو أنه في حين أن معظم التجارب التي تبحث في التطور السريع تستخدم أنظمة معملية خاضعة للرقابة، فقد استخدمنا بستانا تجريبيا في الهواء الطلق يحاكي الموائل الطبيعية للأنواع التي جرت عليها الدراسة، مما منح تجربتنا إحساسا بالواقعية وجعل نتائجنا أكثر قابلية للتطبيق لفهم الأنظمة الطبيعية ".
إضافة إلى ذلك، قد كشفت هذه الدراسة أن ذبابة الفاكهة المحلية تكيفت مع وجود الأنواع الغازية في غضون بضعة أشهر فقط، وقد أثر هذا التطور السريع في كيفية تطور الذباب عند وصول الطقس البارد.
ففي فصل الخريف، تطورت ذبابة الفاكهة التي تعرضت للأنواع الغازية لتصبح أكبر حجما، ولتضع بيضا أقل، ولتتطور بشكل أسرع من الذباب الذي لم يتعرض للذباب الغازي، وقد أرست هذه النتائج الأساس لدراسة الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض التي تكون بعيدة المنال.