تضم جامعة الدول العربية 22 دولة عربية في آسيا وأفريقيا. وترجع أهميتها الى كون مساحة الدول المنضوية تحت لوائها هي في حدود 13 مليون كم²، ونحو 340 مليون نسمة، بما يجعلها مجتمعة تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد روسيا من حيث المساحة، والرابعة عالميا من حيث الكثافة السكانية بعد الصين، والهند والاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي أعاد توحيد العرب من جديد على الرغم من الخلافات الأخيرة، في ظل أوضاع عالمية تفترض عدم الذوبان في موجة التآكل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الحاصل.
القاهرة
تأسست في القاهرة في عام 1945 من قبل مملكة مصر، ومملكة العراق، ولبنان، والانتداب على فلسطين، والسعودية، والجمهورية السورية، وشرق الأردن (الأردن من عام1946)، واليمن الشمالي (في وقت لاحق تحولت إلى اليمن). وكانت هناك زيادة مستمرة في العضوية خلال النصف الثاني من القرن العشرين مع قبول 15 دولة عربية و4 مراقبين.
وعقدت الدول السبع أول اجتماعاتها في القاهرة سنة 1946. وفي القمة الثانية ببيروت سنة 1956 بمشاركة ثماني دول عربية بعد انضمام ليبيا سنة 1953.
ميثاق
ينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات ووثائق وأذونات السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة. ويقع مقرها المقر الدائم في القاهرة، بعد أن كان في تونس من 1979 إلى 1990. وأمينها العام الحاليّ هو أحمد أبو الغيط.
منصة
مثلت الجامعة منصةً لصياغة وإبرام العديد من الوثائق التاريخية لتعزيز التكامل الاقتصادي بين بلدان الجامعة. وأحد أمثلة هذه الوثائق المهمة وثيقة العمل الاقتصادي العربي المشترك، والتي تحدد مبادئ الأنشطة الاقتصادية في المنطقة. ولكل دولةٍ عضو صوت واحد في مجلس الجامعة، ولكن القرارات تلزم الدول التي صوتت لهذه القرارات فقط.
الأهداف
تمثلت أهداف الجامعة بالآتي: "التعزيز والتنسيق في البرامج السياسية والبرامج الثقافية والاقتصادية والاجتماعية لأعضائها. التوسط في حل النزاعات التي تنشأ بين دولها، أو النزاعات بين دولها وأطرافٍ ثالثة. والدول التي وقعت على اتفاقِ الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي في 13 نيسان/أبريل 1950 ملزمةٌ على تنسيق تدابير الدفاع العسكري".
التسمية
اقترحت سوريا اسم "التحالف العربي"، أما العراق أراد اسم "الاتحاد العربي"، إلا أن الوفد المصري رأى أن اسم "الجامعة العربية" الذي تقدم به أكثر ملاءمة من الناحية اللغوية والسياسية ومتوافقا مع أهداف الدول العربية، وفي النهاية وافق الجميع على هذا الاسم بعد أن نقحوه من الجامعة العربية إلى جامعة الدول العربية. وأصدر المندوبون العرب الذين حضروا اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام بالإسكندرية بروتوكولا عرف باسم بروتوكول الإسكندرية ينص على موافقتهم على إنشاء جامعة للدول العربية.
فكرة نشأتها
في 29 أيار/مايو 1941 ألقى وزير خارجية بريطانيا أنتونى إيدن خطاباً ذكر فيه «إن العالم العربي قد خطا خطوات عظيمة منذ التسوية التي تمت عقب الحرب العالمية الماضية، ويرجو كثير من مفكري العرب للشعوب العربية درجة من درجات الوحدة أكبر مما تتمتع به الآن". وللمفارقة فإن الانتداب هو الذي طالب بها، إلا أنها أثبتت لاحقا استقلاليتها.
بعد عام تقريباً من خطاب إيدن، دعا رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس كلا من رئيس الوزراء السوري جميل مردم بك ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخوري للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة "إقامة جامعة عربية لتوثيق التعاون بين البلدان العربية المنضمة لها".
وعندما اجتمعت لجنة تحضيرية من ممثلين عن كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر واليمن في الفترة 25 أيلول/سبتمبر إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر 1944 رجحت الاتجاه الداعي إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها.
مهمة الجامعة
مهمة مجلس الجامعة هي: "مراعاة تنفيذ ما تبرمه الدول الأعضاء فيما بينها من اتفاقيات وعقد اجتماعات دورية لتوثيق الصلات بينها والتنسيق بين خططها السياسية تحقيقاً للتعاون فيما بينها والحفاظ على استقلالها وسيادتها من كل اعتداء بالوسائل السياسية الممكنة والنظر بصفة عامة في شئون البلاد العربية. ولا يجوز الالتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين من دول الجامعة كما لا يجوز إتباع سياسة خارجية تضر بسياسة جامعة الدول العربية أو أي دولة من دولها. ويجوز لكل دولة من الدول الأعضاء بالجامعة أن تعقد مع دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها اتفاقات خاصة لا تتعارض مع نصوص هذه الأحكام وروحها. وكذلك الاعتراف بسيادة واستقلال الدول المنظمة إلى الجامعة بحدودها القائمة فعلاً."
ولقد مثل هذا البروتوكول الوثيقة الرئيسية التي وضع على أساسها ميثاق جامعة الدول العربية، الذي أقر بقصر الزعفران بالقاهرة في 19 آذار/مارس 1945 وتألف ميثاق الجامعة من ديباجة، وعشرين مادة، وثلاث ملاحق خاصة، الملحق الأول خاص بفلسطين، والملحق الثاني خاص بالتعاون مع الدول العربية غير المستقلة وبالتالي غير المشتركة في مجلس الجامعة، أما الثالث فهو خاص بتعيين عبد الرحمن عزام الوزير المفوض بوزارة الخارجية المصرية كأول أمين عام للجامعة لمدة عامين.
تعليقات مؤقتة
تم تعليق عضوية مصر في عام 1979 بعد التوقيع على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس. وفي عام 1987، أعادت دول جامعة الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع مصر، وأعيد قبول هذا البلد في جامعة الدول العربية في عام 1989، وأعيد مقر الجامعة إلى القاهرة.
تم تعليق ليبيا من الجامعة العربية في 22 شباط/فبراير 2011. وفي 27 آب/أغسطس 2011، صوتت جامعة الدول العربية لصالح استعادة عضوية ليبيا من خلال اعتماد ممثل للمجلس الوطني الانتقالي، الذي تم الاعتراف به جزئيا بوصفه الحكومة المؤقتة للبلاد في أعقاب الإطاحة بالقذافي من العاصمة طرابلس.
في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، أصدرت الجامعة مرسوما من شأنه أن يوقف عضوية الجمهورية العربية السورية المحكومة من حزب البعث في حالة فشل الحكومة في وقف العنف ضد المتظاهرين المدنيين بحلول 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في خضم الانتفاضة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة لم تخضع لمطالب الجامعة، مما أدى إلى تعليقها لأجل غير مسمى. وفي وقت لاحق، صُرِّح انه يحق للمعارضة السورية أن تشغل مقعدها في الجامعة.