تتولّى الإمارات إعتبارًا من اليوم، وللمرة الثانية خلال عضويتها، رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر حزيران/يونيو الجاري، حيث ستمنح الأولوية في عملها لقيم الأخوة الإنسانية في تعزيز السلام وإستدامته، والتغيّر المناخي والسلام والأمن، والتعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
ووضعت الإمارات بصفتها رئيسًا وبالتوافق مع الزملاء الأعضاء، برنامج مجلس الأمن لشهر حزيران/يونيو، كما ستترأس الدولة إجتماعات المجلس وتعمل على تيسير إتّخاذ القرارات والوثائق الأخرى، حيث يشمل ذلك ما مجموعه 17 إحاطة، وإجتماعين للدول المساهمة بالقوات، ومناقشة مفتوحة، و13 مشاورات مغلقة، وحوارًا تفاعليًا غير رسمي، بالإضافة إلى 7 إعتمادات لقرارات مجلس الأمن.
وقالت السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة: "يسعدنا أن نتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي للمرة الثانية خلال فترة عضويتنا، والوفاء بإلتزاماتنا التي تتضمن تأمين السلام وتعزيز الشمولية، وبناء القدرة على الصمود، والتحفيز على الإبتكار، مستخدمين كافة الأدوات والإمكانات المتاحة لتعزيز الحوار، وتقريب وجهات النظر بين أعضاء المجلس، بهدف إيجاد توافق في الآراء حول أكثر القضايا العالمية أهمية وإلحاحًا، وبالتالي التمكن من تنفيذ ولاية المجلس على أكمل وجه.
وأضافت:" تأتي رئاستنا لمجلس الأمن في الوقت الذي نشهد فيه تعدّد الأزمات المُدرجة على جدول الأعمال والتي بدورها تهدّد السلم والأمن الدوليين، ولذلك فإن المطلوب هو تكثيف التعاون للتوصل إلى حلولٍ مبتكرةٍ ومستدامةٍ".
ونوّهت إلى أنّ "المجتمع الدولي يحتاج في الوقت الراهن إلى إتّباع نهج متكامل، لبناء جسورٍ تُسهم في تحقيق السلام وتعزيز الأمن العالمي، من خلال دعم الحوار البنّاء وتشجيع العمل متعدّد الأطراف القائم على الإنتقال من مجرد الحديث عن الأهداف إلى إنجازها".
وأكّدت السفيرة نسيبة أنّه: "بوسعنا، بل يتحتم علينا العمل على تعزيز الحوار بين الأديان، ومعالجة آثار التغيّر المناخي على النزاعات حول العالم، وتقوية الروابط العملية بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية".
وأضافت:" ستركز الأحداث الرئيسية خلال رئاسة الدولة على هذه الأولويات الهامة بالنسبة لأعضاء المجلس وكافّة المجتمع الدولي وستهدف للبناء عليها".
وفي 8 حزيران/ يونيو، تستضيف دولة الإمارات إحاطة رفيعة المستوى بشأن التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، بهدف إعادة التأكيد على أهمية الحلول التي يقودها العرب في مواجهة التحديات الإقليمية، وإستعراض سبل تعزيز التعاون بين المنظمتين في مجموعة من قضايا المنطقة المحورية، بما يشمل مكافحة الإرهاب، ومشاركة النساء والشباب، والإستجابات الإنسانية للكوارث الطبيعية.
وستنظُم دولة الإمارات كذلك مناقشة مفتوحة على المستوى الوزاري حول التغير المناخي والسلام والأمن في 13 حزيران/يونيو، وسيطرح الحدث أمثلة من بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وحالات ما بعد النزاع، والسياقات الإقليمية، وذلك لإبراز تأثير تغيّر المناخ على ولاية مجلس الأمن لصون السلم والأمن الدوليين.
وفي 14 حزيران/يونيو، تعقد دولة الإمارات جلسة إحاطة على المستوى الوزاري، حول قيم الأخوة الإنسانية في تعزيز السلام وإستدامته، وستسعى من خلال هذا الحدث إلى معالجة الفجوة بين تركيز المجلس على النزاعات، والتعصّب وخطاب الكراهية والتطرف الذي غالبًا ما يغذيها.
وأوضحت نسيبة في هذا الصدد أنّ "التصاعد المقلق في موجات التعصب وخطاب الكراهية والعنصرية والتطرف من شأنه تغذية العنف، ونشر الفرقة بين المجتمعات"، مضيفةً أنّه "يواجه العالم أكبر عدد من النزاعات المسلحة منذ عام 1945، لذا فإن إقامة هذا الحدث يأتي في الوقت المناسب".
ويناقش أعضاء مجلس الأمن خلال الشهر الجاري أيضًا مجموعة واسعة من الموضوعات، تتراوح ما بين تجديد ولايات حفظ السلام، وتحديات واسعة ومعقدة تشمل سياقات إقليمية مختلفة.
وكالة أنباء الإمارات