كما يوضح الدكتور (برنت ريتشاردز)، كبير الباحثين في مركز ليدي ديفيس للأوبئة السريرية وأستاذ الطب وعلم الوراثة البشرية وعلم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة ماكجيل: " يظهر تحليلنا دليلا على أن بروتين OAS1 له تأثير وقائي ضد شدة أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وهذا يعتبر تطور مثير للغاية في سباق تحديد العلاجات المحتملة لعلاج المرضى، لأن هناك بالفعل علاجات في مرحلة ما قبل السريرية تعزز من مستويات بروتين OAS1 ، ويمكن استكشاف تأثيرها ضد فيروس كورونا.
كما أنه من المفهوم أن يتم استثمار قدر كبير من الجهد في تطوير اللقاح إذا ما نجحت هذه الآلية، مع وجود مئات الملايين من الأشخاص المصابين بالفعل في جميع أنحاء العالم، كما من المهم عدم إهمال البحث عن علاجات خاصة بالأمراض التي يتم التعرف على القليل من هذه علاجاتها يوميا.
علماء يكتشفون بروتين يخفف من أعراض فيروس كورونا
ونظرا لانتشار تردد الحصول على اللقاحات في المجتمع وعدم اليقين بشأن المدة التي سيثبت فيها أي لقاح أنه وقائي ضد الفيروس، فمن المرجح أن يكون فيروس كورونا مشكلة عالمية لسنوات قادمة.
وبالتالي، ستستمر الحاجة إلى العلاجات، وقد اكتشف الباحثين في مختبر الدكتور (ريتشاردز) البروتينات التي يمكن اكتشافها في الدم المحيطي كهدف محتمل، حيث يكمن العمل على تحديد البروتينات التي تلعب دورا سببيا في تطور المرض، وذلك نظرا لأن مستوياتها قد تتأثر أيضا بفيروس كورونا أو عوامل ممرضة أخرى.
كما و تجدر الإشارة إلى أنه قد تم تحديد بعض المحددات الجينية للإنسان القديم الذي تطورنا منه، والتي شملت ما يصل إلى 931 بروتينا شائعا، كما وجد الدكتور (سيروي تشو)، زميل ما بعد الدكتوراه و المؤلف المشارك في الدراسة، أن الزيادة في مستويات بروتين OAS1 ارتبطت بتقليل الوفاة أو الحاجة لاستخدام أجهزة التنفس الصناعي، وتقليل مدة الاستشفاء من المرض، وتقليل حدة الأعراض في ما يصل إلى 14134 إصابة بفيروس كورونا وما يصل إلى 1.2 مليون شخص سليم.
وقد كانت النتائج متسقة في تحليلات الأعراض والمبادئ المتعددة، حيث شرع الباحثين في قياس مستويات بروتين OAS1 في 504 مرضى لديهم نتائج مختلفة من أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وأن زيادة مستويات بروتين OAS1 في مرضى ما بعد الإصابة ارتبطت بالحماية من الأعراض الشديدة وتقليل مدة الاستشفاء.
وبحسب الباحثين، من المحتمل أن يكون هذا الشكل من بروتين OAS1 قد ظهر في الأشخاص من أصل أوروبي من خلال التهجين مع إنسان نياندرتال منذ عشرات الآلاف من السنين.
وقد زاد الضغط التطوري ببطء من انتشار هذا الشكل من البروتينات لدينا، بحيث أصبح الآن قابلا للاكتشاف في أكثر من 40% فقط من الأشخاص المنحدرين من أصل أوروبي، ومن المحتمل أن يكون شكل البروتين بمثابة حماية طبيعية ضد الأوبئة السابقة .