تواجه حفيظة غاية أركان، المحافظة الجديدة للبنك المركزي التركي، مهمة صعبة تتمثل في التخفيف من أزمة تكاليف المعيشة المؤلمة، وتأمل في استعادة ثقة المستثمرين في الداخل والخارج بعد سنوات من تطبيق سياسات غير تقليدية.
وأصبحت السيدة البالغة من العمر 43 عاما، اليوم الجمعة، أول امرأة تتولى رئاسة البنك المركزي للبلاد، خلفا لشهاب قافجي أوغلو الذي قاد حملة الرئيس رجب طيب أردوغان لخفض أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع التضخم.
ويجعلها دورها الجديد واحدة من نحو اثنتي عشرة امرأة فقط يشغلن حاليا منصب محافظ البنك المركزي في جميع أنحاء العالم، ومن بينهن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، ورئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا، ويورغوفانكا تاباكوفيتش محافظة بنك صربيا المركزي.
جامعة هارفارد
وحصلت أركان على درجات علمية من جامعة بوغازجي في إسطنبول، وتخرجت في كلية الأعمال بجامعة هارفارد بعد حصولها على برنامج الإدارة المتقدمة فيها، ونالت درجة الدكتوراة في بحوث العمليات والهندسة المالية من جامعة برينستون.
وانضمت إلى غولدمان ساكس عام 2005 وعينت عضوا منتدبا في عام 2011، مما يجعلها واحدة من بين كثيرين عملوا بالبنك قبل أن يشغلوا مناصب بارزة في عالم السياسة النقدية، من مارك كارني، المحافظ السابق لبنكي كندا (المركزي الكندي) وانكلترا (المركزي البريطاني) إلى ماريو دراغي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ووليام دادلي، الرئيس السابق للاحتياطي الاتحادي في نيويورك.
مصرفية
وانتقلت أركان من "بنك غولدمان" إلى بنك "فيرست ريبابليك"، حيث تولت في نهاية المطاف منصب الرئيس التنفيذي المشارك في حزيران/يونيو2021. وفاجأت استقالتها هناك في كانون الأول/ديسمبر2021 المستثمرين الذين توقعوا أن تتولى في نهاية المطاف زمام الأمور في البنك الأميركي البارز الذي انهار في نيسان/ابريل من العام الجاري. وحصلت على عشرة ملايين دولار كمكافأة نهاية خدمة، بحسب وثائق البنك.
صناعة المال
ويُنظر إلى أركان على نطاق واسع على أنها شخصية تحظى بالاحترام في صناعة المال وأُدرج اسمها بقائمة كرين للنساء البارزات في مجال البنوك والتمويل، وهي عضو في مجلس إدارة شركة مارش مكلينان.
ونظرا لأنها أمضت كل حياتها المهنية خارج تركيا، لا تتمتع أركان بخبرة العمل في البنوك المركزية الرسمية، مما يجعل ميولها في السياسة النقدية غير واضحة.
لكن الذين عملوا معها لم يفاجأوا بقبولها الآن منصبا في مجال الخدمة العامة.
وتقول كاثرين وايلد، رئيسة وكبيرة المديرين التنفيذيين في "بارتنرشب فور نيويورك سيتي" وهي منظمة غير هادفة للربح عملت فيها أركان ذات يوم عضوا في مجلس الإدارة، وعُرفت بأنها "حازمة وذكية ومؤثرة".
وأضافت وايلد "كانت تظهر أيضا اهتماما شديدا بالسياسة العامة ورفاهية المجتمع، ولذا لا غرابة في أن تفكر في الخدمة العامة".
رويترز