وفي الحقيقة، إن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المؤلم قد تحولوا إلى تدخين حشيشة الماريجوانا لتخفيف آلامهم في السنوات الأخيرة.
حيث وجدت دراسة جديدة أن استخدام الماريجوانا لعلاج الصداع النصفي قد يكون له في الواقع تأثير معاكس، وأن ذلك يمكن أن يسبب لهم ما يعرف باسم (الصداع الارتدادي).
كما تجدر الإشارة إلى أن مصطلح "الصداع الارتدادي" يشير إلى الصداع الناتج عن الإفراط في استخدام الأدوية، والذي يعاني منه المرضى الذين يستخدمون الكثير من مسكنات الألم أثناء محاولتهم علاج الصداع، ومن المفارقات العجيبة أنه عندما يحدث هذا، ينتهي الدواء بتكثيف الأعراض ذاتها بدلا من تهدئتها كما هو متوقع.
حيث يقول المؤلف الرئيسي للدراسة، الأستاذ (نيوشين زانغ) من كلية الطب بجامعة ستانفورد في بيان إعلامي صار عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب: "لقد وجدنا أن الأشخاص الذين كانوا يتعاطون حشيشة الماريجوانا كان لديهم احتمالات متزايدة بشكل كبير للإصابة بصداع الإفراط في تناول الأدوية، أو الصداع الارتدادي، مقارنة بالأشخاص الذين لا يستخدمون القنب على الإطلاق."
كما قام الباحثين بفحص 368 شخصا يعانون من الصداع النصفي المزمن، وقد كان من بينهم 150 شخصا استخدموا حشيشة الماريجوانا لتسكين الآلام، بينما لم يستخدمها 218 شخص آخرين، وعلى مدار أكثر من عام، لاحظ مؤلفو الدراسة أي المشاركين عانوا من الصداع الارتدادي، كما وتابعوا عوامل أخرى بما في ذلك تكرار نوبات الصداع النصفي، والأدوية الأخرى التي استخدمها المشاركون أو تناولوها بشكل مفرط، ومتوسط أطوال الصداع النصفي الذي عانى منه المرضى.
حيث قال الباحثين أن 212 من المتطوعين قد عانوا من الصداع الارتدادي، والجدير بالذكر أن الباحثين اكتشفوا أن أولئك الذين يتعاطون الماريجوانا كانوا أكثر عرضة بمعدل ستة أضعاف للإصابة بالصداع الارتدادي مقارنة بمن لا يستخدمون القنب.
كما تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر تقديم هذه الدراسة في الاجتماع السنوي الثالث والسبعين للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب.