كشف رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، اليوم الثلاثاء، أنّه أبلغ الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان أنّ "الكتائب لن تقدّم اسم أي مرشح جديد لرئاسة الجمهورية، وأنّ على حزب الله سحب مرشحه والتّوقف عن منطق الفرض الذي يتبعه"، رافضاً الغوص في عملية اختيار أسماء جديدة وطرحها فيما الفريق الآخر متمسك بخياره قائلاً:" هذا يكفي لقد قمنا بخطوة وعليه ان يقوم بأخرى".
واعتبر الجميّل أنّ "المعركة التّي نخوضها اليوم أبعد من رئاسية ومن الأسماء، بل هي لمنع سيطرة حزب الله على البلد اليوم عبر الرئاسة، وغداً عبر الحكومة والقوانين وقرار السّلم والحرب ونمط حياتنا ووجه البلد"، مشيراً إلى أنّ "الخضوع له في السّابق أدّى إلى دمار لبنان، وافلاسه واليوم نحن أمام فرصة حقيقية لوقف هذا المسار الإنحداري".
وأضاف: "إنّه بغرض الخروج من الإنسداد بعد أشهر على التّعطيل، بدأنا اتصالات في محاولة لاختيار مرشح قادر على خرق الإصطفافات، وتواصلنا مع كل الأطراف التّي ترفض وصول مرشح حزب الله إلى رئاسة الجمهورية إلى أنّ تقاطعنا على ترشيح جهاد أزعور الذي نال 59 صوتاً، بفارق بضعة أصوات عن النصف زائداً واحداً ما يعد انتصاراً كبيراً".
وتساءل: "هل أصبحنا في لبنان أهل ذمة ومواطنين درجة ثانية؟، وهل الفريق الذّي يرفض مشروع حزب الله في لبنان من مسيحيين وغير مسيحيين عليه أن يرضخ له ليسيطر على البلد؟، وهذا إذا ما انطبق اليوم على الرئاسة سينطبق غداً على الحكومة وعلى القوانين، ونمط عيشنا وكل القرارات التي تتعلق بحياتنا، فهل سنرضخ أم نقول لا ابتداءً من هذه المعركة؟"، مشيراً إلى أنّ "سبب وجودنا في هذا البلد يعود إلى أنّ هناك مجموعات قصدت هذه الأرض منذ آلاف السنين، بنيّة الحفاظ على حريتها وكرامتها وثقافتها ونمط حياتها، وهذا ما دفعنا إلى مواجهة كل محاولة، منذ الإستقلال، لفرض أي هيمنة تغير وجه هذا البلد".
ولفت الجميّل إلى أنّ "وجود حزب الله كحزب غير مسلّح أمر مقبول، ويمكن أن نلتقي معه في البرلمان وأن نختلف في التّصويت على القوانين أو نتفق، وأن يتمتع بالحقوق التّي نتمتع بها ويمارس ناسه الحياة التّي نمارسها فيدفعون الضرائب ويلتزمون بالقوانين، وهذا هو لبنان التنوع والعيش المشترك الذّي نرتضي به، ولكنّه اليوم يخالف كل ذلك ويتولى اتخاذ القرارات عنا، من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة إلى السّلم، والحرب وسن القوانين ويستعمل الضرائب التّي ندفعها لتنفيذ ما يريد".
وتابع: "في العام 2016 حذّرنا من هذا المسار، وربما البعض لم يكن يعلم ما ينتظر البلد إذا ما تم انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية"، معتبراً أنّ "من صوّت له لم يصوّت للرئيس المسيحي القوي، بل لوضع يد حزب الله على البلد، على الرغم من أنّنا حذرنا صراحة من أنّ الرضوخ لإرادته سيجعل منه صانع الرؤساء، والمعادلة التّي وضعها آنذاك، والتّي تقول: إما أن تنتخبوا مرشحي أو لا رئيس للبنان" ها هو يكررها اليوم".
كما شدّد الجميّل على أنّ "حزب الكتائب وقف في وجه هذا المشروع منفرداً، على الرغم من الحملات التّي خيضت ضدّه ولم يتنازل مرة واحدة عن مبادئه وقناعاته، وأنّ مواقفنا الثابتة نابعة من عدم ارتهاننا لأي جهة وعدم انخراطنا في الفساد، وهذا أمر يجب أن نفتخر به وبالزر الذي نضعه على صدرنا".
كلام الجميل جاء خلال عملية التسلّم والتسليم، التّي جرت في قسم عين الخروبة بين الرفيقين نعيم الجميّل وملحم الصياح بحضور رئيس الإقليم روجيه أبي راشد، ومستشار رئيس الحزب إميل السمرا ورئيس مكتب الطلاب في إقليم المتن أمين بيار الجميّل، وحشد من الرفاق والرفيقات ورؤساء الأقسام المجاورة.