دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

فرنسا.. يوم غضب لنصرة "نائل" والشغب يتمدد

اشتعلت فرنسا اليوم الجمعة، تلبية لدعوة والدة الشاب الجزائري الذي قضى على يدي شرطي أطلق النار عليه نتيجة عدم امتثاله للوقوف على إحدى النقاط العسكرية، لتتحول الدعوة من تظاهرة سلمية لأخرى صاخبة خرقت المحظورات واستدعت نشر نحو 45 ألف شرطي في السوارع، ونتج عنها توقيف نحو ألف شخص متوسط أعمارهم 17 عاما، إضافة الى حرق المكتبات وأكثر من 500 مبنى حكوميا وسلب المتاجر الكبرى وإتلاف محتوياتها.

فرنسا.. يوم غضب لنصرة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

وكان طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إجتماعًا طارئًا جديدًا للحكومة، اليوم الجمعة، بعد إندلاع أعمال شغب لليلة الثالثة على التوالي في مختلف أنحاء البلاد، إحتجاجًا على مقتل الشاب نائل المرزوقي برصاص الشرطة في وقتٍ سابقٍ من الأسبوع.

وأعلن نشر تعزيزات إضافية للسيطرة على أعمال الشغب، مشيرا الى إلغاء الأنشطة الثقافية في استاد فرنسا شمالي باريس"، مناشدا الأهالي بالسيطرة على أولادهم من أجل عدم التهور في المسيرات، ومنتقدا الجانب السلبي لمواقع التواصل في تأجيجها أعمال العنف.

وطلبت فرنسا من جميع السلطات المحلية وقف حركة وسائل النقل العام في وقت مبكر من مساء اليوم الجمعة في محاولة يائسة لاستعادة النظام بعد أن أضرم مثيرو الشغب النار في عدد من المباني والسيارات.

وأشارت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن، إلى أنّ "الحكومة ستدرس "كل الخيارات لإستعادة النّظام"، ووصفت العنف بأنّه "غير مقبول ولا يمكن تبريره".


وقالت في وقت لاحق للصحافيين خلال زيارة لإحدى ضواحي باريس، "الأولوية هي ضمان الوحدة الوطنية، واستعادة النظام".

ومن جهة ثانية، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عن إعتقال "667 شخصًا خلال الليل في فرنسا، وذلك بعد اندلاع أعمال الشغب لليلة الثالثة في أنحاء البلاد".


سرقة ونهب

 وأعلن مسؤول محلي أن لصوصا نهبوا متاجر، أحدها لشركة "أبل"، في مدينة ستراسبورغ بشرق فرنسا وسط أعمال شغب في أنحاء البلاد اليوم الجمعة.

وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي مشهدًا لمثيري الشغب في فرنسا وهم يشعلون النار في أكبر مكتبة عامة في مدينة مرسيليا.

وأظهرت اللقطات ألسنة اللهب داخل المكتبة التي تضم نحو مليون وثيقة وكتاب ومخطوط نادر، في ضربة للتراث الثقافي للمدينة.

الإحتجاجات مستمرة

استمرت ‏المواجهات، ليل الخميس، في عدد من الضواحي حول باريس وعدد من المدن الكبرى مثل ليل وليون ومرسيليا ورانس وستراسبورغ ونانت، احتجاجًا على مقتل الفتى نائل برصاص شرطي فرنسي.

وأعلنت الداخلية الفرنسية عن توقيف 421 شخصًا خلال ساعات. 

وأسفرت المواجهات عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف الشرطة، إلى جانب وقوع عمليات حرق ونهب في عدد من أحياء وجادّات باريس الشهيرة، من بينها شارع ريفولي وساحة شاتليه.

وفي وقت سابق، وُجهت تهمة القتل العمد إلى شرطي أردى بالرصاص، يوم الثلاثاء، قرب باريس فتى في السابعة عشرة، ووُضع قيد التوقيف الاحتياطي، وفق ما أعلنته النيابة العامة.

وقالت النيابة في بيان: إن "الشرطي المشار إليه اليوم في إطار تحقيق قضائي حول جريمة قتل متعمدة وجِّهت إليه هذه التهمة ووضع قيد التوقيف الاحتياطي".

وبدأ عدد من المتظاهرين برشق الشرطة بمقذوفات أمام المبنى الرئيسي للإدارة المحلية في نانتير، قبل أن تبادر قوات الأمن لتفريقهم بالغاز المسيل للدموع. وشارك نحو 6200 شخص في التحرك.

وكانت قد أعلنت الحكومة الفرنسية نشر 40 ألف شرطي في أرجاء فرنسا، من بينهم خمسة آلاف في باريس وضواحيها القريبة، لمواجهة أعمال شغب مرتبطة بأحداث الثلاثاء الماضي.

الخارجية الفرنسية 

اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ اتهام المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة شرطتها بأنها تعاني مشاكل عنصرية وتمييزًا عنصريًا "لا أساس له من الصحة".

وشددت الوزارة على أن "الفحص الدوري الشامل الأخير الذي خضعت له بلادنا مكننا من إثبات ذلك"، موضحة أنّ "فرنسا وقوات إنفاذ القانون التابعة لها تكافح العنصرية وجميع أشكال التمييز بحزم. ولا مجال للتشكيك في هذا الالتزام".

* بؤرة نانتير الساخنة

أظهرت مقاطع مصورة ليلا انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اشتعال النيران في حدائق بالمدن في جميع أنحاء البلاد، وفي ترام بمدينة ليون بشرق البلاد، وفي 12 حافلة داخل مرأب في أوبيرفيلييه بشمال باريس.

وفي نانتير على مشارف العاصمة، أضرم محتجون النار في سيارات وأغلقوا الشوارع وألقوا مقذوفات على الشرطة بعد وقفة احتجاجية سلمية في وقت سابق لتأبين الشاب.

وقالت شرطة باريس إنه جرى اقتحام متجر لبيع الأحذية تابع لشركة نايكي في وسط باريس وإنها ألقت القبض على عدة أشخاص بعد تحطيم نوافذ متجر في شارع رو دي ريفولي.

وشدد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على أهمية أن تكون التجمعات سلمية. ودعا السلطات الفرنسية إلى ضمان أن يكون استخدام الشرطة للقوة وفقا لمبادئ الشرعية والضرورة والتناسب وعدم التمييز.

رويترز

يقرأون الآن