تتوالى دوامة العنف في فلسطين، من قطاع إلى آخر، مسجلة اليوم محطة جديدة من الإنتهاكات، حيث تعرض مخيم جنين لأوسع عملية عسكرية من قبل الجيش الاسرائيلي، منذ عام 2002. وكان برر الأخير العدوان بأنه "للقضاء على عش الدبابير"، والحصيلة 10 قتلى و50 جريحًا، بينهم 10 في حالة خطرة.
في الجهة المقابلة، كانت المروحيات العسكرية تقوم بنقل الجنود المصابين قرب معبر سالم في الضفة الغربية.
وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن الجيش الإسرائيلي يدفع بمزيد من تعزيزاته العسكرية إلى جنين ومخيمها، مع استمرار المواجهات. بينما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية معلومات عن أن المرحلة الثانية من العملية العسكرية ستبدأ في غضون ساعات.
فيما بدأ الهلال الأحمر الفلسطيني بإجلاء مئات العائلات من داخل مخيم جنين، بعدما أجبرتهم القوات الاسرائيلية على ذلك. وبحسب مصادر فلسطينية فإن أكثر من ثلاثة آلاف شخص غادروا المخيم.
#Palestinian media shows families leaving #Jenin refugee camp as Israeli military operation continues #جنين #فلسطين pic.twitter.com/P3vzrScjPo
— sebastian usher (@sebusher) July 3, 2023
بالتزامن، طالبت الخارجية الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لوقف تهجير المدنيين الفلسطينيين من منازلهم في مخيم جنين،
تهجير المهجّر !#جنين ?
— Ghada Oueiss غادة عويس (@ghadaoueiss) July 3, 2023
pic.twitter.com/OtHxO8h5HU
وعمدت القوات الإسرائيلية إلى منع الصحافيين من تغطية المواجهات، لاسيما المتواجدين داخل المدينة، إذ أنها أطلقت النار باتجاه كاميرات القنوات التلفزيونية.
جيش الاحتلال يستهدف فريق التلفزيون العربي بشكل مباشر أثناء تغطيته للعملية العسكرية الإسرائيلية في #مخيم_جنين.. تغطية متواصلة لآخر التطورات في #جنين#فلسطين pic.twitter.com/UAJEHw3wIL
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 4, 2023
وبإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "العملية مستمرة وفق الحاجة وحتى تحقيق أهدافها"، وأن المخيم "لن يكون ملجأ للإرهابيين لا في غزة، ولا في جنين، ولا في سوريا، ولا في إيران، وكل من يخطط لإيذائنا دمه مهدور"، قرر مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس "وقف جميع الإتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي، والإستمرار في وقف التنسيق الأمني".
وصدر القرار بعد عقد عباس اجتماعًا مع قيادات أخرى في السلطة الفلسطينية.
وسبق أن علق الرئيس الفلسطيني التنسيق الأمني مع إسرائيل، مؤقتًا، عدّة مرات بالتزامن مع موجات عنف سابقة.
بيت وحديقة
وأطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين، على العملية العسكرية المستمرة في مخيم جنين منذ فجر اليوم، اسم "البيت والحديقة".
جاءت تصريحات نتنياهو خلال كلمة ألقاها في السفارة الأميركية بالقدس والتي كانت تحتفل بذكرى الاستقلال.
وقال نتنياهو: "إن الجنود الإسرائيليين منذ الليلة الماضية حاولوا الوصول من دون أن يكشفوا إلى أهداف شرعية، حيث يوجد أناس كانوا سيقضون على بلدنا".
الخارجية الأميركية
وفي ظل الإنذار بتصاعد العنف وانتشار القناصة من الطرفين على أبواب المخيم، أعلنت الخارجية الأميركية أنه من الضروري، إتخاذ جميع الإجراءات الإحترازية لمنع إزهاق أرواح المدنيين في جنين.
وتابعت: "أحداث الضفة الغربية تسلط الضوء على أهمية التنسيق على الصعيد الأمني بين الطرفين".
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض قد أكد على "دعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها في مواجهة حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين وجماعات إرهابية أخرى"
غوتيريش قلق
وقال متحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "إن الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء التطورات الجارية في مدينة جنين بالضفة الغربية".
وأضاف نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في بيان، أن غوتيريش "يؤكد أن جميع العمليات العسكرية يجب أن تتم في ظل الإحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني".
الأونروا
ووجهت الأونروا نداءً عاجلًا للوصول الفوري إلى الجرحى داخل المخيم.
حماس
وأعلنت حركة "حماس" عن استعدادها للتدخل إذا "تمادت إسرائيل وواصلت عدوانها" في جنين. في وقت شهد فيه القطاع لتظاهرات دعما لمدينة جنين وتنديدًا بالهجوم الإسرائيلي.
إدانات
وفي حين دانت الامارات العملية في جنين بشدة، ولاسيما "الاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدينة الفلسطينية جنين ومخيمها من خلال الهجمات الجوية وإطلاق النار، والتي اسفرت عن قتلى وجرحى". وشددت على الحاجة للوقف "الفوري للحملات المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني". وطالبت السلطات الاسرائيلية "عدم اتخاذ خطوات تزيد من حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتؤدي الى تفاقم الأوضاع واتساع دائرة العنف" ودعت وزارة الخاجية الاماراتية إسرائيل الانصياع الى تعليمات القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي".
وعلى صعيد متصل أبلغ مسؤولون مصريون أن مصر عبرت أمام إسرائيل عن غضبها على العمليات الإسرائيلية في جنين "والتي تتعارض مع النتائج التي أسفرت عنها قمتي شرم الشيخ والعقبة"، وذكر التقرير أن "مصر أطلعت إسرائيل أن العملية تعرض الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية للخطر، وأن مصر هددت بوقف أنشطة الوساطة التي تقوم بها بين إسرائيل والفصائل الفسلطينية".
وأكدت الجامعة العربية في بيان أن "هذا العدوان يمثل تقويضا لمساعي ومحاولات إعادة إحياء مسار السلام"، محذرة من "تبعات هذا العدوان وتداعياته البالغة الخطورة على الأمن والاستقرار بفلسطين والمنطقة".
كما أعلنت أنها بصدد الاجتماع غدا للنظر في الانتهاكات الحاصلة بحق أبناء المخيم.
من جانبه أعرب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن “إدانته واستنكاره الشديدين لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية الصارخة والمستمرة على الشعب الفلسطيني التي كان آخرها الاعتداء على مخيم جنين بالضفة الغربية”.
كما دانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، اليوم الإثنين، بشدة "الجرائم التي اقترفتها قوات الإحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، ضدّ المواطنين المدنيين العزل، والطواقم الطبية والمراكز الصحية".
واعتبرت في بيان أن "هذه الجرائم النكراء تشكل امتدادًا لسجل الجرائم وإرهاب الدولة المنظم، الذي يمارسه الإحتلال الإسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني".
ودعت في الوقت نفسه "مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة، ووضع حدّ لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".