عربي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

إسرائيل مستمرة بعملية جنين.. وفلسطين تعلق التعاون الأمني

إسرائيل مستمرة بعملية جنين.. وفلسطين تعلق التعاون الأمني

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة أكثر من 50، بينهم 10 في حالة خطرة في العملية العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، والتي يتوقع أن تستمر لـ24 ساعة أخرى على الأقل لاستكمالها، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي.

ويرفض الجيش حتى الآن تحديد الوقت الذي ستستغرقه العملية، واكتفى بالقول إنها "قد تستغرق أكثر من يوم وإن القوات ستبقى ما كان ذلك ضروريا".

في وقت دعا فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي لحماية الشعب الفلسطيني وفرض العقوبات على إسرائيل لانتهاكاتها، حث القيادة الفلسطينية وأمناء الفصائل للاجتماع لدراسة سبل مواجهة المخاطر التي تمر بها فلسطين، معلنا تعليق الاتصال والتواصل الامني مع إسرائيل .

وأفاد شهود عيان بأن الجيش الاسرائيلي يحاصر مسجدا في مدينة جنين بالضفة الغربية بذريعة اختباء مسلحين داخله، وتوجه تحذيرا بأنها ستقصف المسجد حال عدم تسليم المسلحين الفلسطينيين لأنفسهم.

الجامعة العربية

 وطلبت فلسطين عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية للبحث في مواجهة العملية العسكرية الإسرائيلية على جنين ومخيمها، بحسب وكالة الانباء الفلسطينية "وفا".

وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة السفير مهند العكلوك: "بناء على توجيهات القيادة الفلسطينية تم تقديم طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية يوم غد الثلاثاء، لبحث مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك العدوان المستمر منذ فجر اليوم على مدينة جنين ومخيمها".

وأضاف: "ان الاجتماع العاجل الذي سيعقد بناء على طلب دولة فلسطين، وبالتنسيق مع الأشقاء في مصر والأردن، سيبحث سبل التحرك الفعال على المستويين العربي والدولي لوقف هذا العدوان الإسرائيلي ومساءلة مرتكبيه، وطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".

نتنياهو 

وأكد رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو أن العملية مستمرة الى حين استيفاء المهمة، مؤكدا بأن كل من يهدد الأمن مسفوك دمه.

أعمال تجريف

وكانت أطلقت مروحيات عددا كبيرا من الصواريخ على منازل ومبان داخل المخيم، بينما شرعت جرافات عسكرية ضخمة بأعمال تجريف وتدمير مداخل المخيم.

وتعد هذه العملية واحدة من أكبر عمليات التوغل في الضفة الغربية منذ عشرين عاما، والتي شارك فيها مئات الجنود وأدت إلى اندلاع معركة بالأسلحة النارية استمرت حتى بعد ظهر اليوم.

وتردد دوي إطلاق النار والمتفجرات في أنحاء المدينة لعدة ساعات بعد الهجوم فيما حلقت طائرات مسيرة على ارتفاع منخفض، وقالت "كتيبة جنين"، التي تضم فصائل مسلحة مختلفة تتمركز في مخيم اللاجئين الكبير بالمدينة، إنها تخوض اشتباكات مع القوات الإسرائيلية وأسقطت طائرة مسيرة.

وخلال ساعات الصباح شوهدت ست طائرات مسيرة على الأقل تحلق فوق المدينة والمخيم المكتظ بالسكان الذي يضم حوالي 14000 نسمة في أقل من نصف كيلومتر مربع.

والمخيم في قلب دوامة العنف المتصاعدة في أنحاء الضفة الغربية. ومنذ أكثر من عام، ارتبطت مداهمات الجيش الإسرائيلي في مدن مثل جنين بسلسلة من الهجمات الدموية التي شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين واعتداءات لحشود من المستوطنين اليهود في القرى الفلسطينية.

وقال سائق سيارة إسعاف فلسطيني إن ما يجري في مخيم اللاجئين "حرب حقيقية". وأضاف أنه كانت هناك ضربات من الجو تستهدف المخيم وكانت تدخل من حوالي خمس إلى سبع عربات إسعاف في كل مرة وتعود محملة بالمصابين.

قصف مركز قيادة

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت مركز قيادة لمسلحين من كتيبة جنين في إطار ما وصفه بجهود مكثفة لمكافحة الإرهاب في الضفة الغربية تهدف إلى تدمير البنية التحتية ومنع المسلحين من استخدام مخيم اللاجئين كقاعدة لهم.

وقال متحدث إن العملية ستستمر طالما دعت الحاجة وأشار مسؤولون إلى أن القوات قد تبقى لأيام. وذكر وزير الطاقة يسرائيل كاتس عضو مجلس الوزراء المصغر لراديو الجيش الإسرائيلي "أي عملية لا تنتهي في يوم واحد".

كوهين

في حين أشار وزير الخارجية إيلي كوهين اليوم الاثنين إلى أن إسرائيل لا تعتزم توسيع نطاق العملية في جنين لتشمل الضفة الغربية بأكملها.

وقال كوهين للصحفيين في القدس "هدفنا هو التركيز على جنين وهدفنا هو التركيز فقط على الإرهابيين وخلاياهم".

ويتمركز مئات المسلحين المنتمين لفصائل منها "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"فتح" في مخيم اللاجئين الذي تعرض لسلسلة من الهجمات الكبيرة التي شنتها القوات الإسرائيلية منذ بداية العام.

طائرات مسيرة 

وقالت القوات الإسرائيلية إنها صادرت قاذفة صواريخ بدائية الصنع وأصابت منشأة لإنتاج الأسلحة وتخزين المتفجرات.

قال المتحدث العسكري إن هجوم اليوم الاثنين، الذي شاركت فيه قوة وصفت بأنها "بحجم لواء"، أو حوالي 1000 إلى 2000 جندي كان يهدف إلى المساعدة في "كسر مفهوم الملاذ الآمن في هذا المخيم، الذي أصبح عشا للدبابير".

لكن لم يتضح ما إذا كانت العملية ستفجر ردا أوسع من الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك الجماعات المسلحة في قطاع غزة، الجيب الساحلي الذي تسيطر عليه حركة "المقاومة الإسلامية حماس".

المقاومة الفلسطينية

وقال بيان صادر عن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة في غزة "ندعو كل فصائل المقاومة في جنين ومخيمها للتكاتف وخوض المواجهة بشكل موحد" مضيفا أن "استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو ما سيحدد طبيعة رد المقاومة".

وحذر بيان من حركة "الجهاد الإسلامي"، التي تدعهما إيران، في غزة من أن "المقاومة ستواجه العدو وستدافع عن الشعب الفلسطيني، وكل الخيارات مفتوحة لضرب العدو ردا على عدوانه في جنين".

غالانت

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن القوات "تراقب عن كثب سلوك أعدائنا". وتابع "المؤسسة الدفاعية جاهزة لجميع السيناريوهات"، و عقب جلسة الحكومة لتقييم العملية العسكرية في جنين، قال غالانت  "منحنا لقواتنا في جنين الحرية في اتخاذ القرارات".

إلى ذلك، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن العملية ستستمر طالما دعت الحاجة وأشار مسؤولون إلى أن القوات قد تبقى لأيام.

بينما ذكر عضو مجلس الوزراء المصغر وزير الطاقة يسرائيل كاتس لراديو الجيش الإسرائيلي: "أي عملية لا تنتهي في يوم واحد".

وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن نشر القبة الحديدية تأهبًا لأيّ ردّ من غزة ولبنان.

وصف نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس العملية بأنها "جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل".

وقال الجيش الإسرائيلي، الذي دأب على اتهام الفصائل المسلحة بنشر مقاتليها في مناطق مدنية، إن المبنى المستهدف كان بمثابة "مركز مراقبة واستطلاع متقدم" وموقع للأسلحة والمتفجرات وكذلك مركز تنسيق واتصالات للمقاتلين الفلسطينيين.

ونشر صورة التقطت من الجو تظهر ما قال إنه الهدف وتشير إلى أن المبنى المستهدف كان يقع بالقرب من مدرستين ومركز طبي.

وأظهرت لقطات مصورة الجرافات الإسرائيلية وهي تحرث الطرق في المخيم الذي دمرته القوات الإسرائيلية إلى حد كبير خلال توغل سابق قبل عقدين، بينما استمر إطلاق النار وقصفت الطائرات هدفا آخر على الأقل في فترة ما بعد الظهر.

وقبل أيام فقط من هجوم الطائرات المسيرة الشهر الماضي، استخدم الجيش الإسرائيلي طائرات هليكوبتر عسكرية للمساعدة في إخراج قوات ومركبات كانت تشارك في مداهمة بجنين، بعد أن استخدم مسلحون متفجرات في مواجهة قوة كانت تستهدف اعتقال اثنين من المشتبه بهم.

وتسبب تصاعد العنف في الضفة الغربية على مدار الخمسة عشر شهرا الماضية في قلق دولي متزايد، وسط مداهمات دورية للجيش الإسرائيلي في مدن مثل جنين، وسلسلة من الهجمات الدامية التي يشنها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين وهجمات المستوطنين اليهود في القرى الفلسطينية.

سلسلة مواقف تدعو الى التهدئة وعدم التصعيد

وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية اليوم الاثنين إن القاهرة تدين "بأشد العبارات" الهجوم الإسرائيلي على مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة وتدعو لوضع حد لتلك الانتهاكات.

وحذر البيان من المخاطر الجسيمة للتصعيد الإسرائيلي المستمر ، مطالبا الأطراف الفاعلة والمؤثرة دوليا بالتدخل "لوضع حد لتلك الانتهاكات وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي تزداد معاناته يوما بعد يوم".

ومع هذه التطورات الميدانية، تحدثت معلومات عن الإعلان عن الإستنفار العام، وبدأت الإستعدادات داخل المدينة وفي مخيمها لمواجهات طويلة. ووجهت دعوات الى الأهالي للمشاركة في التصدي للهجوم في كلّ مناطق الضفة وقطاع غزة.

بيان حزب الله

ودان "حزب الله" العدوان الإسرائيلي المتجدّد على مخيم جنين، مؤكدا "استعداده الوقوف والدعم المطلق إلى جانب المخيم في كل الخيارات التي يرونها مناسبة لردع العدوان وحماية الشعب الفلسطيني ومقدساته".

الخارجية اللبنانية

ودانت الخارجية اللبنانية العدوان الإسرائيلي على جنين، والذي "استهدف جميع السكان من دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين أو بين الشياب والأطفال والشيوخ، ويُستَخدم فيه القصف بالطائرات الحربية والاسلحة الثقيلة، ويتعمد ايذاء المدنيين ومنع اسعافهم وضرب حصار حول المخيم".

ودعت المجتمع الدولي مرة جديدة لتحمل مسؤوليته في الضغط على الطرف المعتدي لوقف العدوان وحماية المدنيين العزل، وذلك لمنع التصعيد وحماية السلم والأمن الدوليين والاقليميين .

  "عش الدبابير"

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن عملية اليوم الاثنين، التي شاركت فيها قوة وصفت بأنها "بحجم لواء" أو ما يتراوح بين ألف وألفي جندي تقريبا، تهدف إلى المساعدة في "كسر مفهوم الملاذ الآمن في هذا المخيم، الذي أصبح عشا للدبابير".

يقرأون الآن