دولي

الهند تحذر من معركة "قاتمة" ضد كورونا في ظل ارتفاع قياسي للإصابات

الهند تحذر من معركة

سجلت نيودلهي السبت رقما قياسيا جديدا من الإصابات اليومية بفيروس كورونا بلغ 24 ألفا، في وقت حذر رئيس وزرائها من معركة "قاتمة" ضد كوفيد-19، مع إعلان مدن هندية رئيسة إغلاقا عاما خلال نهاية الأسبوع لكبح تفشي الفيروس.

وتتصدر الهند الآن دول العالم من حيث عدد الإصابات، إذ سجلت أكثر من مليوني إصابة الشهر الماضي، بينما قال الصليب الأحمر الدولي إن سرعة تفشي الفيروس في جنوب آسيا "مخيفة بحق".

واعتبر رئيس وزراء نيودلهي أرفيند كجريوال أن من المستحيل معرفة متى سيصل هذا الارتفاع الجديد الخبيث الى ذروته.

وأضاف "الوضع قاتم ومقلق" منبها من نقص الاوكسجين والأسرّة في المستشفيات.

ودعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في وقت متأخر السبت الى اجتماع مخصص لبحث أزمة كورونا بعد تسجيل الهند 234 ألف اصابة يومية جديدة، في رقم قياسي أكثر بثلاث مرات من عدد الإصابات اليومية في الولايات المتحدة، ولتتخطى البلاد عتبة 14,5 مليون إصابة بالاجمال بالإضافة الى 1,341 وفاة ترفع العدد الاجمالي للوفيات الى 175,649.

وأمر مودي باستحداث اجراءات جديدة لزيادة الأسرّة في المستشفيات وتسريع تسليم الأوكسجين والأدوية مثل "ريميديسفير" المضاد للفيروسات.

وبعدما أدى إغلاق وطني فرض قبل عام إلى هبوط اقتصادي، سعت الحكومة الهندية إلى تجنّب إغلاق آخر. لكن نيودلهي انضمت إلى بومباي في إصدارها أوامر بإغلاق جميع الأعمال غير الأساسية.

وبدت معالم المدينة مهجورة مثل الحصن الأحمر حيث يحتشد عشرات الآلاف عادة. وقال الحارس أنيل دايان "لم يأت شخص واحد".

وعمدت الشرطة الى تفتيش السيارات القليلة في شوارع المدينة التي يقطنها أكثر من 20 مليون نسمة، حيث تم إغلاق جميع المطاعم ومراكز التسوق والصالات الرياضية.

وقال كيجريوال "لا داعي للذعر. جميع الخدمات الأساسية ستكون متاحة خلال عطلة نهاية الأسبوع".

وأضاف "في حال ازداد الوضع سوءا، سنتّخذ أي خطوات لازمة خلال الأيام القليلة المقبلة لإنقاذ حياتكم"، ملمّحا إلى احتمال تمديد الإغلاق.

كما فرضت منطقة ماهاراشترا التي تضم بومباي وغوجارات وولاية كارناتاكا قيودا على الحركة.

وأمرت ولاية أوتار براديش التي يقطنها نحو 240 مليون نسمة بإغلاق أبوابها الأحد.

- مخاوف من المهرجانات -

وفرضت ولاية أوتاراخند الشمالية حظرا على التجمّعات لأكثر من مئتي شخص، باستثناء المشاركين في مهرجان كومبه ميلا الهندوسي في هاريدوار.

لكن الضغط بدأ يتصاعد لوقف طقوس الاستحمام التي اجتذبت نحو 25 مليون شخص منذ كانون الثاني/يناير، بينهم 4,6 ملايين هذا الأسبوع وحده.

وثبتت إصابة أكثر من 1,600 شخص بفيروس كورونا في غضون ثلاثة أيام فقط هذا الأسبوع، ما دفع بإحدى الطوائف الهندوسية الأساسية الى إعلان انتهاء المهرجان.

كما أجرت ولاية البنغال الغربية الجولة الأخيرة من انتخاباتها، حيث اصطف الناخبون في طوابير أمام مراكز الاقتراع ونظمت الأحزاب المتنافسة تجمعات حاشدة ضخمة في الأسابيع الأخيرة، ما أثار مخاوف كبيرة من تفشي الفيروس.

وأبلغت المستشفيات في جميع أنحاء الهند عن نقص متزايد في الأوكسجين والأدوية على نطاق واسع، فاضطر البعض الى دفع أسعار باهظة لشرائها من السوق السوداء.

وتمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بقصص مؤثرة لاشخاص يطلبون المساعدة لأقاربهم الذين يحتاجون الى علاج في المستشفيات.

وقالت احدى الرسائل على مجموعة لأحد أحياء نيودلهي على تطبيق واتساب "فقدت ابن عمي السبت. لم يتم ادخاله الى المستشفى بعد إصابته بجلطة. حاولت في أربعة مستشفيات".

كما تواجه حملة الهند لتطعيم سكانها البالغ عددهم 1,3 مليار شخص عقبات إذ تم إعطاء 117 مليون لقاح حتى الآن بينما بدأت المخزونات تنفد، وفقا للسلطات المحلية.

قال أودايا ريغمي من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر "هذه دعوة كي يتنبه العالم. يجب أن تكون اللقاحات متوفرة للجميع وفي كل مكان للأغنياء والفقراء للتغلب على هذا الوباء الرهيب"، واصفا هذه الموجة في جنوب آسيا بأنها "مخيفة حقا".

وأضاف "يجب أن نضاعف جهودنا لاحتواء هذا المرض لأن أرواحا كثيرة معرضة للخطر".

سويس إنفو/أ ف ب

يقرأون الآن