كشف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، أن العراق سيتبادل النفط الخام مقابل الغاز الإيراني لإنهاء مشكلة الموافقة الأميركية على المدفوعات لطهران.
وأشار في حديث تلفزيوني، الى أن "إيران وافقت على استئناف صادرات الغاز إلى العراق بعد توقف مرتبط بالمدفوعات المتأخرة"، موضحاً أن "إيران خفضت صادراتها من الغاز إلى العراق بأكثر من 50 في المئة اعتبارا من الأول من تموز/ يوليو بعد عدم تمكن بغداد من الحصول على موافقة الولايات المتحدة على صرف الأموال المستحقة عليها، قبل أن توافق طهران على استئناف صادرات الغاز مقابل النفط الخام العراقي".
وقال السوداني إن "الاتفاق جرى التوصل إليه خلال محادثات مع وفد إيراني موجود في بغداد منذ يوم السبت".
وكشف أن "العراق يدين لإيران بنحو 11 مليار يورو، ولكنه يواجه صعوبة في سداد هذه الديون بسبب العقوبات الأميركية التي لا تسمح لإيران سوى بالحصول على أموال لشراء سلع غير خاضعة للعقوبات، مثل الغذاء والدواء".
ونوه رئيس الوزراء العراقي، أنه بمقايضة النفط الخام العراقي بالغاز الإيراني سيتجنب العراق الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي التي أصبحت هي القاعدة في الصيف، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه البلاد لاستكمال مشروعات استخراج الغاز التي من شأنها أن تحقق اكتفاء ذاتيا لها.
وقال مستشار العلاقات الخارجية لرئيس مجلس الوزراء العراقي فرهاد علاء الدين في حديث لرويترز إن تلك الإجراءات معقدة "وتسهم في تأخير سداد المدفوعات على نحو لا نرغب فيه، وبالتالي لا تُدفع الأموال للإيرانيين".
ويستورد العراق الكهرباء والغاز من إيران وهما يشكلان إجمالا ما بين نحو 33 في المئة و40 في المئة من إمداداته من الطاقة، ولا سيما في أشهر الصيف الحارقة عندما تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية ويبلغ استهلاك الطاقة ذروته.
ومع ذلك، يواجه العراق مشكلة في دفع ثمن هذه الواردات.
وتضغط الولايات المتحدة على العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لخفض اعتماده على الغاز الإيراني.