وافقت الشرطة السويدية، اليوم الجمعة، على طلب مواطن سويدي بحرق "التوراة" غدًا أمام السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم، بعد أسبوعين ونصف على السماح لناشط آخر بإحراق مصحف أمام مسجد العاصمة.
ووفق قناة "INEWS24" العبرية، فإنه ليس من الواضح حتى الآن هوية الرجل الذي أراد إشعال النار في "التوراة"، ولكن يبدو أنه يريد أيضًا أن يفعل ذلك لتحدي التزام السويد بمبدأ حرية التعبير، وهو المبدأ الذي دفعها إلى الموافقة أيضًا على حرق نسخة من القرآن.
وبحسب القناة، فإن القادة المسلمين واليهود في السويد يمارسون خلف الكواليس ضغوطًا على ذلك الرجل، من أجل أن يمتنع عن حرق التوراة، لكنهم لم ينجحوا حتى الآن.
وكان وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلي، عميحاي شوكلي، بعث برسالة الأسبوع الفائت إلى رئيس الوزراء السويدي أولاف كريسترسون، طلب منه أن يأمر بمنع حرق الكتاب المقدس الخاص باليهود "التوراة"، لكن حكومته لم تتدخل في هذه القضية.
واليوم دان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، قرار السويد بالسماح بحرق كتاب التوراة، وقال: "إنني أدين بشكل قاطع الإذن الممنوح في السويد لحرق الكتب المقدسة. كرئيس لدولة إسرائيل، أدانت حرق القرآن، المقدس للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وأنا الآن حزين لأن المصير نفسه ينتظر الكتاب المقدس اليهودي، الكتاب الأبدي للشعب اليهودي".
ورأى أن السماح بتشويه النصوص المقدسة ليس ممارسة لحرية التعبير، "إنه تحريض صارخ وعمل من أعمال الكراهية الخالصة"، وأضاف: "يجب على العالم كلّه أن يتّحد في إدانة هذا العمل البغيض بوضوح".
وتبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأربعاء الفائت، قرارًا مثيرًا للجدل حول الكراهية الدينية، وذلك على خلفية جريمة إحراق القرآن الكريم مؤخرًا في السويد.
ويدعو القرار، الذي قدمته باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي (OIC) التي تضم 57 دولة، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إلى نشر تقرير عن الكراهية الدينية إلى الدول، لمراجعة قوانينها وسدّ الثغرات التي قدّ تعرقل المنع، ومقاضاة الأفعال والدعوة إلى الكراهية الدينية.
وعارضت القرار الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي بشدة، قائلين إنه يتعارض مع وجهة نظرهما بشأن حقوق الإنسان وحرية التعبير. وأثناء إدانتهم لحرق المصحف، قالوا إن مبادرة منظمة التعاون الإسلامي تهدف إلى حماية الرموز الدينية بدلًا من حقوق الإنسان.
وفي وقت سابق، أحرق مهاجر عراقي في السويد القرآن خارج مسجد في ستوكهولم، ممّا أثار غضبًا في جميع أنحاء العالم الإسلامي ومطالبة الدول الإسلامية بالتحرك.