اختتمت "لجنة مهرجانات بعلبك الدولية" موسمها لهذا الصيف، بحفل Voodoo Cello، أحيته المغنية الفرنسية المولد، وذات الأصول الأفريقية Imany، برفقة ثمانية عازفين على آلة "تشيللو" الوترية ذات النغمات الدافئة، على أدراج معبد "باخوس" في قلعة بعلبك الأثرية.
وتقدم الحضور الرئيس تمام سلام، وزير السياحة وليد نصار، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، الوزير السابق ميشال فرعون وسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو.
وقدمت "ناديا ملاجاو"، التي تمتد جذور أسرتها العربية إلى "جزر القمر"، والمعروفة عالميًا باسمها الفني Imany، مختارات من أغانيها، بخاصة من ألبومها الصادر قبل حوالي السنتين، والذي حقق نجاحات كبرى زادت من رصيدها الفني في عالم موسيقى "البوب" الفرنسية، التي تحاكي الموسيقى الشعبية التي نشأت في أشكالها الحديثة في الولايات المتحدة الأميركية ومدينة الضباب "لندن"، منذ ما يزيد عن نصف قرن، والمتآلفة مع موسيقى الروح Soul music التي ميّزت المجتمع الأميركي الأفريقي، والموجهة بشكل خاص إلى الشباب، إلّا أن "أماني" استقطبت ذواقة موسيقى البوب من كلّ الفئات العمريّة.
وزاد التلاعب بالأضواء والليزر والألوان و"سور النور" الافتراضي على المسرح من جمالية الحفل، فحلقت "إيماني" بصوتها الشجي العميق في رحاب أمسية ساحرة وممتعة، حيث انسابت نبرات صوتها في شرايين النغم، فبدا وكأنه يتدفق من بين الأوتار، وتركت لجدائلها المصبوغة بليل بعلبك، ولأساور يديها الذهبية مهمّة التعبير عن اعتزازها بجذورها التي تغوص إلى أعماق المحيط الهندي في شواطئه الإفريقية الشرقية، فيهدر موج صوتها على المدرجات ليلهب أكف الجمهور.
وصفق لها عشاق فنها طويلًا، ووقفوا تحية لروعة الحفل، ولتأكيد إعجابهم بالفنانة المتعددة المواهب. كيف لا؟! وهي المغنية والموسيقية والعازفة باحتراف ورشاقة على آلتي الكمان والتشيلو، والشاعرة التي كتبت العديد من القصائد وغنتها، والتي كانت قبل احترافها الفن، عارضة أزياء ورياضية متألقة.
وأدت Imany أغانيها باللغتين الإنكليزية والفرنسية، ولا ضير لديها بالتحدث بلغة عائلتها الأم العربية القمرية أو "السواحلية".
وهذا المساء، أسدل الستار على مهرجان بعلبك بحفلاته الخماسية المتنوعة، ومهما كان التقييم لحفلات هذا الموسم سلبًا أم إيجابًا، ولكن الأمر الذي يسجل للجنة بأنها أبقت شعلة المهرجانات مضاءة في بعلبك، وبالتالي أثبتت قدرتها على نشر الفرح والثقافة والفن على مدرجات مدينة الشمس رغم كل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان.