انتهت أعمال اللجنة الخُماسية لأجل لبنان، اليوم الإثنين، في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة مُمثلي السعودية ومصر والولايات المُتحدة وقطر، والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي سبق أن زار لبنان ثم السعودية.
وأكدت البلدان الخمسة في بيانها الختامي على الإلتزام بسيادة لبنان واستقلاله، والتزام أعضاء البرلمان اللبناني بمسؤوليتهم الدستورية وأن يشرعوا في انتخاب رئيس للبلاد. وناقشت البلدان خيارات محددة فيما يتعلق باتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين يعرقلون إحراز تقدم في هذا المجال.
ورأت أنه لا بد أن ينتخب لبنان رئيسًا للبلاد يجسد النزاهة ويوحد الأمة ويضع مصالح البلاد في المقام الأول، ويعطي الأولوية لرفاه مواطنيه ويشكل إئتلافًا واسعًا وشاملًا لتنفيذ الإصلاحات الإقتصادية الأساسية، ولا سيما تلك التي يوصي بها صندوق النقد الدولي.
وشددت على أنها على إستعداد للعمل مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإجراءات الإصلاحية التي لا مفر منها لتحقيق إزدهار البلاد واستقرارها وأمنها في المستقبل.
كما شددت مصر وفرنسا وقطر والسعودية والولايات المتحدة الأميركية على الحاجة الماسة إلى الإصلاح القضائي وتطبيق سيادة القانون، لا سيما فيما يتعلق بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت عام 2020.
وحثت بقوة القادة والأطراف اللبنانية على إتخاذ إجراءات فورية للتغلب على المأزق السياسي الحالي.
وأكدت أهمية تنفيذ الحكومة اللبنانية لقرارات مجلس الأمن الدولي والإتفاقيات والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة عن جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى الإلتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي تضمن الحفاظ على الوحدة الوطنية والعدالة المدنية في لبنان.
الخارجية القطرية
ممثل دولة قطر في الاجتماع وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، أكد من ناحيته أن هذا اللقاء يعقد من أجل إيجاد آليات لمساعدة لبنان في "تجاوز حالة الشلل السياسي، وفي مواجهة أزمته الاقتصادية انطلاقا من واجبنا الإنساني، وإدراكا منا لأهمية لبنان في محيطه العربي والدولي"، مشددا في هذا السياق على أن الحلول لا يمكن أن تكون إلّا على أيدي اللبنانيين، بما يلبي تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في مسيرة التنمية والتقدم.
وقال الوزير الخليفي، إن وضع رؤية جامعة من أجل إعادة الانتعاش إلى الوضع الاقتصادي في لبنان هو أمر ملح، معربا عن أمله في الاستمرار في العمل ومتابعة الجهود التي بذلت في الاجتماع الأول في باريس، وإيجاد حلول وآليات إضافية تمكن لبنان من الخروج من هذه الأزمات مع الحفاظ على سيادته واستقلاله.
لودريان
لودريان كان التقى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرية محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني واستعرض معه علاقات التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى آخر المستجدات بالمنطقة، لا سيما في لبنان، وفق ما ذكرت وكالة الانباء القطرية"قنا".
تحذيرات أميركية
وكانت واشنطن قد حذرّت أيضا من أن الإدارة الأميركية تدرس فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين لاستمرارهم في عرقلة انتخاب رئيس جديد، مشيرة إلى أن الشلل في المؤسسات لن يؤدي إلّا إلى تفاقم الأزمة السياسية في لبنان.