في تقرير أعدته "بي بي سي"، عقب القرار الروسي بتعليق المشاركة في اتفاق تصدير الحبوب، برز هاجس تأمين رغيف الخبز الى الواجهة في منطقة الشرق الأوسط على اعتبار أن روسيا وأوكرانيا أكبر مصدرين للقمح، ويعني ذلك انعكاسا كارثيا على منطقة تعتمد في غذائها اليومي بالدرجة الأولى على الخبز. ويبين التقرير: "روسيا تأتي في المركز الأول في تصدير القمح الى الشرق الأوسط، وتأتي أوكرانيا في المركز الثالث، ومجموعهما معا ربع المنتج العالمي من القمح".
وتعتبر مصر أكبر مستورد من القمح في العالم، وتغطي روسيا 60 في المئة من حاجات مصر للقمح، في حين تغطي أوكرانيا نحو 30 في المئة من حاجتها.
وفي سياق الاتفاق مع البنك الدولي لاستيراد القمح، بدأ لبنان يستورد من مصادر أخرى، خصوصاً وأنّ البنك الدولي ما عاد يتعامل مع روسيا، لكنّ الاستيراد من هذه المصادر قد يستغرق وقتاً أكثر من الاستيراد من أوكرانيا.
وأصبحت 8 دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مهددة بأزمة خبز جراء التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حسب خبراء الاقتصاد، فمع ارتفاع أسعار القمح عالميًّا أصبحت دول المغرب ومصر ولبنان واليمن وليبيا وماليزيا وإندونيسيا وبنغلادش، مهددة بارتفاع أسعار الخبز.
ويستورد اليمن وليبيا على التوالي 22% و43% من إجمالي استهلاكهما من القمح من أوكرانيا، بينما صدرت أوكرانيا أيضًا في عام 2020 أكثر من 20% من القمح لماليزيا وإندونيسيا وبنغلاديش.
وفي الآونة الأخيرة، توجّه أكثر من 40% من شحنات الذرة والقمح السنوية لأوكرانيا إلى الشرق الأوسط أو إفريقيا، كما أدّت موجات الجفاف التاريخية في تلك البلدان العام الماضي إلى تفاقم الاحتياجات من الحبوب مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية.
ودفعت التوترات المتصاعدة على حدود روسيا وأوكرانيا العقود الآجلة للقمح المتداولة في شيكاغو إلى الارتفاع بأكثر من 7% خلال شهر كانون الثاني/يناير الماضي إلى نحو 8 دولارات للبوشل (مكيال الحبوب).
وتعرف أوكرانيا بـ"سلة الخبز في أوروبا"، وهي مسؤولة عن 10% من صادرات القمح في العالم.