دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

من هو الرئيس النيجيري المعتقل محمد بازوم؟

من هو الرئيس النيجيري المعتقل محمد بازوم؟

أضاف انقلاب النيجر مصدر قلق أمني جديد، حيث لا الأوضاع في السودان تبشر بخير قريب، ولا الجيران من تشاد وغيرها على ثقة بمستقبل المنطقة في حال خرجت الأمور عن السيطرة وتمددت الجماعات المتشددة مستغلة المرحلة الحرجة في القارة السمراء. فهل تنجو النيجر هي الأخرى من مصير السودان الأسود؟

في نيسان من العام 2021، أدى رئيس النيجر المنتخب محمد بازوم اليمين الدستورية، في حفل تنصيب بالعاصمة نيامي في حدث سياسي غير مسبوق في تاريخ البلاد منذ استقلالها عن فرنسا قبل 60 عاما، حيث تم انتقال السلطة سلميا من رئيس مدني منتخب إلى رئيس مدني منتخب في واحدة من أفقر دول العالم، في خطوة تحسب للرئيس المنتهية ولايته محمدو يوسوف، الذي لم يعدّل الدستور للترشح لولاية رئاسية ثالثة، على عادة عدة رؤساء أفارقة.

ويُعد فوز بازوم آنذاك في الانتخابات الرئاسية هزيمة للعصبية القبلية أمام التحالفات السياسية، ليصبح أول رئيس من الأقلية العربية في تاريخ البلاد.

ولد محمد بازوم -أو "أبو عزوم" كما يطلق عليه أصدقاؤه- في منطقة ديفا أقصى جنوبي شرقي النيجر، قرب الحدود مع نيجيريا عام 1960، وهو نفس العام الذي نالت فيه البلاد استقلالها عن فرنسا، وذلك بعد 8 أشهر من ميلاد بازوم.

قبيلة عربية

وينحدر بازوم من قبيلة أولاد سليمان العربية التي يقطن فرع منها النيجر، بينما تتركز غالبيتها في جنوب ووسط ليبيا، وقد حاول منافسوه استغلال هذا الانتماء القبلي ضده خلال الانتخابات الرئاسية، واتهموه أنه من أصول أجنبية.

وعن نشأته يقول بازوم خلال حملته الانتخابية: "لقد ولدت في الأدغال، إذا جاز التعبير.. سنقول في الريف. وارتباطي بالريف هو ارتباط طبيعي، حيث إنني ولدت في خيمة، ولم أر قط بناءً حتى من أكواخ أو من القش، لأننا نستخدم الخيام فقط في بيئتي الأصلية. وكانت المرة الأولى التي رأيت فيها منزلا من الطين أو منزلا من الخرسانة، عندما ذهبت لأخذ شهادة التخرج من المدرسة الابتدائية في جوري".

ويتابع: "نشأت في بيئة رعوية، حيث يعيش الشخص في علاقة اندماج تام مع الحيوانات، وكان طعامنا الأساسي هو حليب الإبل الذي لم نكن نتناول غيره في الإفطار والعشاء أبدا، وكانت وجبة منتصف النهار فقط هي التي تعد من شيء آخر غير الحليب".

ويعتبر بازوم أن هذه الحال كانت واقع مجتمع الرعي في الستينيات بالنيجر، "وكان هذا صحيحا بالنسبة لمجتمعي، وأعتقد أن أسلوب الحياة هذا يترك بصماته، وهذه الآثار للطفولة بالتحديد هي ارتباط بالطبيعة والحيوانات. فلقد عشت مع الإبل على وجه الخصوص، وثانيا مع البقرة في علاقة عائلية تقريبا، حيث نحب أبقارنا وجمالنا حبنا للبشر، وعندما يموت حيوان تنتابنا نفس مشاعر الحزن عندما يموت شخص ما. ولذلك فالعلاقة بين الإنسان والحيوان كانت أكثر من مجرد شغف".

ميول يسارية

دخل بازوم عالم السياسة مبكرا، فلم يكد يتجاوز الثلاثين من عمره حتى تولى منصب وزير الدولة للتعاون في الحكومة الانتقالية لرئيس الوزراء أمادو شيفو في الفترة من 1991 إلى 1993.

كان لبازوم علاقة تاريخية طويلة بالرئيس المنتهية ولايته محمد يوسوف، فقد شارك معه في تأسيس "الحزب الوطني الديمقراطي الاجتماعي" عام 1990، ثم تولى رئاسته عام 2011 بعد تولي يوسوف رئاسة الجمهورية، وفقا للشرط الذي يقضي بأن رئيس الدولة لا يشارك في السياسة الحزبية.

بداية الخلافات

وكانت بدأت الخلافات مع الحرس الرئاسي عندما سرت شائعات عن احتمال إقالة الرئيس لرئيس الحرس وعدد من معاونيه، فكان أن طوق رئيس الحرس القصر الرئاسي معلنا بداية انقلاب.

وبحسب قائد الحرس الرئاسي في النيجر الجنرال عمر تشياني الذي يحتجز الرئيس محمد بازوم، فإن ما جرى على تنسيق مع الرئيس السابق محمد إسوفو.

وقال: "الوضع معقد للغاية ومن الصعب التدخل عسكريا لتحرير رئيس النيجر محمد بازوم نظرا للتكلفة البشرية العالية المتوقعة. فالحرس الرئاسي يحاصر الدائرة المقربة من الرئيس المحتجز بازوم ويعتقل 5 على الأقل من الوزراء وكبار المسؤولين".

اضطرابات

وإذا وقعت النيجر في اضطرابات شديدة سينعكس هذا على زيادة نشاط الجماعات الإرهابية في النيجر ودول الساحل والصحراء المجاورة.

وسيعطي هذا أيضا مزيدا من الفرص لعصابات الهجرة غير الشرعية التي تمارس عمليات التهريب على الحدود بين النيجر وتشاد ومالي إلى شمال إفريقيا وشواطئ أوروبا.

والنيجر حليف رئيسي للقوى الغربية التي تسعى للمساعدة في محاربة التمرد لكنها تواجه عداء متزايدا من المجلس العسكري الجديد الحاكم في كل من مالي وبوركينا فاسو. كما أنها حليف رئيسي للاتحاد الأوروبي في الحرب على الهجرة غير النظامية من أفريقيا جنوب الصحراء.

فهل يتدخل الجيش لإنقاذ الرئيس المحتجز، ومن سيدفع الثمن؟ تبقى التطورات رهن مفاوضات تبدو معقدة وخطرة على حياة الرئيس نفسه.

يقرأون الآن