أعلنت قيادة جيش النيجر اليوم الخميس دعمها لانقلاب نفذه جنود الحرس الرئاسي أمس قائلة إن أولويتها هي تجنب زعزعة استقرار البلاد.
وقال الجيش، في بيان وقعه رئيس الأركان، إنه "قرر الالتزام بالإعلان" الذي أدلى به جنود أعلنوا في خطاب بثه التلفزيون في وقت متأخر الليلة الماضية أنهم عزلوا الرئيس محمد بازوم من السلطة.
وأضاف "الجيش بحاجة إلى الحفاظ على السلامة الجسدية للرئيس وعائلته وتجنبمواجهة مميتة... يمكن أن تتسبب في حمام دم وتؤثر على أمن السكان".
ونهب مؤيدون للانقلاب مقر الحزب الحاكم في العاصمة نيامي وأضرموا النيران فيه، بعد أن أعلنت قيادة الجيش دعمها لعملية الاستيلاء على السلطة التي نفذها جنود من الحرس الرئاسي.
ورأى مراسل لـ"رويترز" أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد في السماء فوق المبنى، بعدما تحرك باتجاهه مئات من مؤيدي الانقلاب الذين كانوا متجمعين أمام الجمعية الوطنية. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وعزف الحشد الموسيقى للتعبير عن تأييدهم للجيش. ولوح البعض بالعلم الروسي ورددوا شعارات مناهضة لفرنسا، في تعبير عن موجة متنامية من الاستياء تجاه باريس، القوة الاستعمارية السابقة ونفوذها في منطقة الساحل.
بازوم
وتعهد رئيس النيجر محمد بازوم، الذي أطيح به في انقلاب عسكري، على منصة التواصل الإجتماعي "إكس" (تويتر سابقًا)، اليوم الخميس، بحماية "المكاسب التي تحققت بشق الأنفس سيتم صونها، وأن مواطني النيجر الذين يحبون الديمقراطية سيحمون تلك المكاسب".
.
Les acquis obtenus de haute lutte seront sauvegardés.
— Mohamed Bazoum (@mohamedbazoum) July 27, 2023
Tous les nigériens épris de démocratie et de liberté y veilleront.#MB
كما دعا وزير الخارجية حسومي مسعودو على منصة "إكس"، جميع الديمقراطيين والوطنيين إلى العمل على إفشال هذه "المجازفة الخطيرة".
وكان قد أعلن عسكريون في النيجر، في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، عبر التلفزيون الوطني، عن عزل الرئيس محمد بازوم وإغلاق الحدود، وذلك أعقاب احتجاز الحرس الرئاسي للرئيس المنتخب محمد بازوم.
وأشار العسكريّون الى أنّهم أطاحوا نظام الرئيس النيجري، في بيان تلاه أحدهم عبر التلفزيون الوطني في نيامي، باسم "المجلس الوطني لحماية الوطن".
الكولونيل ميجور
وقال الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن، محوطًا بتسعة جنود آخرين يرتدون الزيّ الرسمي: "نحن، قوّات الدفاع والأمن، المجتمعين في المجلس الوطني لحماية الوطن، قرّرنا وضع حدّ للنظام الذي تعرفونه".
وأضاف: "يأتي ذلك اثر استمرار تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصاديّة والاجتماعيّة".
وأكّد "تمسّك المجلس باحترام كلّ الالتزامات التي تعهّدتها النيجر"، مطمئنا أيضا "المجتمع الوطني والدولي في ما يتعلّق باحترام السلامة الجسديّة والمعنويّة للسلطات المخلوعة وفقا لمبادئ حقوق الإنسان".
العسكريون الإنقلابيون
وأشار بيان العسكريّين الإنقلابيّين أيضًا، إلى "تعليق كلّ المؤسّسات المنبثقة من الجمهوريّة السابعة. وسيكون الأمناء العامّون للوزارات مسؤولين عن تصريف الأعمال. قوّات الدفاع والأمن تُدير الوضع، ويُطلَب من جميع الشركاء الخارجيّين عدم التدخّل".
إضافة إلى ذلك، "يتمّ إغلاق الحدود البرّية والجية حتى استقرار الوضع" و"يُفرَض حظر تجوّل اعتبارا من هذا اليوم، من الساعة 21:00 إلى 04:00 بتوقيت غرينتش على كامل التراب حتى إشعار آخر"، حسبما جاء في البيان.
الأمم المتحدة
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذين يحتجزون رئيس النيجر محمد بازوم بالإفراج عنه "على الفور ودون شروط".
وقال: "توقفوا عن عرقلة الحكم الديمقراطي بالبلاد واحترموا سيادة القانون".
بداية الأزمة
وقالت رئاسة الجمهورية في النيجر، في وقت سابق، أمس الأربعاء، إن الحرس الرئاسي، بدأ حركة "مناهضة للجمهورية"، وأعربت في بيان على "تويتر"، عن "استعداد الجيش لمهاجمة الحرس الرئاسي إذا لم يعد إلى صوابه"، مؤكدةً أن "رئيس الجمهورية وعائلته بخير".
وقطع الحرس الرئاسي، الطرق المؤدية إلى القصر في العاصمة نيامي، واحتجز بازوم بداخله، في سادس انقلاب تشهده غرب إفريقيا منذ عام 2020.
واعتبر المحلل السياسي من النيجر إدريس آيات، أن نجاح الانقلاب هو دليل على قوة الجناح الموالي للرئيس السابق محمدو إيسوفو، الذي فاز في الصراع الذي دار مع بازوم، وإشارة على مدى ولاء القيادات السابقة له.
ويرى آيات، أن البلاد شهدت حرب تكسير عظام بين بازوم وإيسوفو وصلت إلى مرحلة اللاعودة بعد رغبته في تغيير القيادات الموالية للرئيس السابق بأخرى تكون تابعة له.
إدانات
من جانبه، أدان الاتحاد الأفريقي "محاولة الانقلاب" في النيجر، حيث احتجز عناصر في الحرس الرئاسي الرئيس محمد بازوم، داعيا الى "العودة الفورية وغير المشروطة" للعسكريين إلى ثكناتهم.
وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد في بيان بعد ظهر الاربعاء عن "تنديده الشديد بهذه السلوكيات من جانب عسكريين يرتكبون خيانة كاملة لواجبهم الجمهوري"، مطالبا إياهم ب"وقف هذا العمل المرفوض فورا".
وتحدث فكي محمد إلى رئيس النيجر محمد بازوم، الذي قال جنود من الحرس الرئاسي إنهم أطاحوا به، قائلاً "إنه في وضع جيد للغاية. بل إنني تحدثت معه اليوم. إنه بخير".
وأبدت فرنسا "إدانتها الشديدة لأي محاولة لتولي الحكم بالقوة" في النيجر، حليفتها الرئيسية في منطقة الساحل والتي تشهد محاولة انقلاب بعدما عمد عناصر في الحرس الرئاسي الى احتجاز الرئيس محمد بازوم.
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى استعادة المؤسسات الديمقراطية في النيجر على الفور، والإفراج عن رئيسها بعد ما وصفته "بالاستيلاء على السلطة" في البلاد.
وأكدت فرنسا أنها تدعم الجهود الإقليمية لإيجاد طريقة للخروج من الأزمة تحترم الإطار الديمقراطي للنيجر وتمكن من الاستعادة الفورية للسلطة المدنية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "فرنسا قلقة للاحداث الراهنة في النيجر وتتابع بانتباه تطور الوضع".
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير الى أن الولايات المتحدة لا ترى أي مؤشرات يعتد بها على تورط روسيا أو قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في الانقلاب بدولة النيجر.
وأضافت أن واشنطن تحث المواطنين الأميركيين في النيجر على توخي الحذر.
كما نددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بـ"محاولة الانقلاب في النيجر"، داعية الى الافراج "فورا" عن الرئيس المنتخب.
وأدان الاتحاد الأوروبي على لسان مسؤول السياسة الخارجية فيه، "أي محاولة لزعزعة الديمقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر".
وأعرب جوزيب بوريل في رسالة عبر منصة "تويتر" التي باتت تحمل تسمية إكس عن "قلقه الكبير حيال الأحداث التي تجري في نيامي"، مؤكدا أن "الاتحاد الأوروبي ينضم إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في تنديدها بما يحصل".
وقالت وزارة الخارجية الألمانية: "برلين تتابع الأحداث في النيجر بقلق بالغ، وتدين محاولة فصائل من الجيش الإطاحة بالنظام الديمقراطي الدستوري للدولة الواقعة في غرب أفريقيا".
وأضافت الوزارة في بيان: "العنف ليس وسيلة لتنفيذ المصالح السياسية أو الشخصية"، كما دعت إلى "الإفراج الفوري عن رئيس النيجر محمد بازوم".
من جهته، إعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه يتعين عودة النظام الدستوري في النيجر بعد الانقلاب العسكري الذي وقع أمس الأربعاء، حسبما نقلت عنه وكالة تاس للأنباء.