دولي

أبعد من تسجيل ظريف المسرب.. رسالة وزير أنهكته الضغوطات

أبعد من تسجيل ظريف المسرب.. رسالة وزير أنهكته الضغوطات

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف

تختلط هذه الأيام المفاوضات النووية بالانتخابات الرئاسية المقبلة كمحصلة للصراع على السلطة الذي لم يتوقف منذ تأسيس النظام الديني قبل أربعة عقود ونيف في إيران.

فيما يؤكد المرشد علي خامنئي مرة أخرى سلطاته المطلقة دائماً وأبدا من خلال إدارة الصراع لفائدة حكم ولاية الفقيه.

ولا شك أن تسريب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأخير، وحتى ما نشر عن رسالة وجهها مدير السياسة الخارجية ومهندس المفاوضات النووية في فيينا إلى خامنئي، تأتي في سياق الضغوطات التي تمارس على الدبلوماسي المنهك الذي أمضى 8 سنوات، في كنف نظام بدا واضح "غلبة الميدان" والتطورات العسكرية على الأرض على كافة مفاصل سياسته الخارجية.

ضغوطات على ظريف

وفي نفس سياق الضغوط هذه الممارسة على ظريف، لدفعه كما يرجح مراقبون لعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو، يتعرض ظريف إلى هجوم واسع من قبل المتشددين، فضلا عن وسائل الإعلام الرسمية في البلاد، والمعلوم أنها تدور في فلك المرشد أيضا.

لعل هذا ما اضطره أمس ليلوذ عبر "رسالته" بزعيم النظام الذي لا يمكن خوض المفاوضات دون الضوء الأخضر منه، مؤكدا بأنه لا يريد تحويل المحادثات في فيينا في حال نجاحها إلى ورقة لصالحه في الانتخابات الرئاسية في يونيو المقبل، بل يريد إنجاحها وأنه لن يترشح لها.

هجمات الإعلام

بدوره انتقد الرئيس حسن روحاني هيئة الإذاعة والتلفزيون لإعادة بثها مؤخرا الفيلم الوثائقي "نهاية اللعبة" حول الصفقة النووية، الذي سجل قبل عامين وينتقد الاتفاق.

يذكر أن هيئة الإذاعة والتلفزيون التي يضم عشرات القنوات والمحطات الإذاعية تخضع للمرشد الأعلى للنظام الذي يعين مديرها شخصيا ضمن صلاحياته الدستورية المطلقة، وعادة ما يختار خامنئي عنصرا متشدد من الأصوليين لإدارة هذه المؤسسة الإعلامية التي تعد الأكبر في البلاد.

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية، أصدرت في الأيام الأخيرة، بيانات وصفت التقارير الإذاعية الرسمية بالوهمية، واتهمتها بالتعمد في عرقلة إحياء الاتفاق النووي.

المتشددون وفيينا والانتخابات

ومن خلال متابعة الإعلام المتشدد يستشف المراقب جليا أن أطيافا واسعة من الأصوليين يعتقدون أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا من قبل حكومة روحاني، والتي تحظى بتأييد المعتدلين والإصلاحيين، ستضرهم في الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في يونيو المقبل.

كما يشعرون بأن طاولة فيينا في حال نجاحها قد تؤدي إلى زيادة الإقبال على التيار الآخر (المعتدل) في الانتخابات، خاصة وأن المتشددين يسيطرون على البرلمان ويخططون للفوز بكرسي الرئاسة حتى تصبح السلطة التنفيذية متجانسة مع السلطة التشريعية، والتخلص بالتالي من التيار الإصلاحي إلى الأبد وانتهاء الصراع على السلطة لفائدتهم.

معارضون إيرانيون أمام مقر المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني في فيينا (أرشيفية- أسوشييتد برس)

معارضون إيرانيون أمام مقر المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني في فيينا (أرشيفية- أسوشييتد برس)

استطلاعات الرأي

يذكر أنه بالرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى احتمال مقاطعة واسعة للانتخابات الرئاسية كما حصل للانتخابات التشريعية الأخيرة حيث فاز النواب بأقل الأصوات إلا أن بعض الإحصائيات تشير إلى أن شعبية ظريف مرتفعة مقارنة بغيره من المرشحين نسبيًا.

ففي استطلاع لمؤسسة (ISPA)، حصل ظريف على أكثر الأصوات المؤيدة بعد إبراهيم رئيسي وحسن خميني ومحمد باقر قاليباف في حال ترشحهم للرئاسة.

وبالرغم من ذلك فقد أظهر استطلاع رأي آخر نظمته مؤسسة (ISPA) القريبة من السلطات بأن 39 بالمائة فقط من الإيرانيين سيشاركون في الانتخابات الرئاسية وأن 68 بالمائة قالوا إنهم غير مهتمين.

في المقابل تعتقد مصادر المعارضة أن المقاطعة ستكون قياسية مقارنة بالانتخابات السابقة وسيفوز الرئيس الإيراني المقبل بأقل الأصوات منذ 1979.

العربية

يقرأون الآن