وكان ساد صباحا هدوء حذر محاور الإقتتال في المخيم، بعدما أعلن عن التزام المتقاتلين بهدنة إنسانية منذ التاسعة من مساء أمس الاثنين مع تسجيل إطلاق نار وقذائف صاروخية بين الحين والآخر وبخاصة على محاور التعمير - الطوارىء - البركسات التي شهدت جولات عنيفة من الإقتتال أدّت الى تدمير حيي الطوارىء والتعمير في شكل شبه كامل، ونزوح معظم سكانهما، وسقوط 4 جرحى من الجيش اللبناني.
في حين اشتد القتال ظهرا حول جامع عبدالله رباح في حي "حطين"، قبل أن يتوسع لتطال القذائف منطقة سيروب وحسبة صيدا والسراي والأوتوستراد الشرقي. وسجل في فترة بعد الظهر، تحليق مروحيات عسكرية تابعة للجيش اللبناني فوق المخيم، علما أن احدى القذائف استهدفت برجا للجيش اللبناني.
هيئة العمل الفلسطيني
ودانت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، خلال اجتماع طارئ بحضور سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور، عملية الاغتيال التي استهدفت قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في صيدا اللواء ابو اشرف العرموشي وعدد من اخوانه. وطالبت برفع الغطاء عن مرتكبي عملية الاغتيال، وكذلك جريمة قتل عبد الرحمن فرهود".
ودعت الهيئة الى تثبيت وقف اطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع فوراً والعمل على توفير المناخ الامن لعودة كل العائلات التي نزحت من المخيم، وبناء عليه شكلت هيئة العمل لجنة ميدانية لتنفيذ ذلك.
كما كلفت لجنة التحقيق المباشرة الفورية بعملها للكشف عن المتورطين في ارتكاب الجريمة التي حصلت لتقديمهم للجهات القضائية والامنية اللبنانية وانجاز مهمتها باسرع وقت ممكن ورفع تقريرها لهيئة العمل الفلسطيني المشترك.
مولوي
أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، أن السلطات تتابع عن كثب الأحداث في مخيم عين الحلوة الذي يشهد اشتباكات فصائل فلسطينية مسلحة، نافيا وجود مخططات إرهابية تحاك للبلاد في الأفق.
وقال في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، تعليقا على أحداث مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا جنوبي لبنان، والتي تزامنت مع عيد الجيش اللبناني: "لا نخشى على الجيش اللبناني مما يحصل في مخيم عين الحلوة من اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية فيه".
كما نفى وجود "أي مخطط إرهابي يحاك في لبنان، كما يقول البعض".
الخارجية الأميركية
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّها تواصل متابعة التقارير المقلقة عن أعمال عنف في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
ودعت الخارجية الأميركية، في بيان، جميع الأطراف في المخيم لاحترام سلامة المدنيين وعدم استهداف المنشآت المدنية.
البزري
من جهته عبر النائب اللبناني عبدالرحمن البزري عن الغضب الكبير لدى سكان صيدا لما حصل وللأضرار التي أصابت مدينتهم، بجانب تدمير جزء كبير من المخيم الذي يجمع أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين.
وأشار الى أن الاجراءات جدية لوقف النار، متأملا بعودة الحياة يوم غد لطبيعتها.وقال: "هناك صيغة ذاتية لحفظ الامن الذاتي في المخيم لم تنجح دائما، ولذلك كان لابد من تشكيل لجنة. والمطلوب في المستقبل القريب أن تكون هناك صيغة مختلفة للتعاطي مع أوضاع المخيمات".
شبايطة
ورأى أمين سر حركة فتح في صيدا ماهر شبايطة، تعليقا على وقف إطلاق النار، أن الاجتماع في السفارة الفلسطينية أغضب فئات أعادت توتير المخيم. وقال: "نحن مع تثبيت وقف إطلاق النار لاستكمال الاتفاق الفلسطيني اللبناني لتسليم مطلقي النار المتورطين باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني ".
جند الشام
وأعلنت المجموعات التابعة لـ"جند الشام" عن الإلتزام بوقف اطلاق النار، كما أعلنت حركة "فتح" التزاماً مماثلاً مشروطاً بتسليم قتلة العميد أبو أشرف العرموشي، وهذا هو البند الاساسي الذي يعيق عملية وضع حد للمعركة الدائرة في المخيم.
وكان السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، أصدر قرارا بوقف اطلاق النار من جانب عناصر "فتح"، داعيا الى تنفيذه فورا ميدانيا . كذلك، أصدر اللقاء اللبناني - الفلسطيني الذي عقد بدعوة من النائب أسامة سعد، قرارا مماثلا إلا أن مفاعيله لم تأخذ مجرى التنفيذ أيضاً.
صيدا
ولم تقتصر المعركة على سقوط القذائف والرصاص على جبهة المخيم بل اتسعت لتطال سلسلة منها سقوط إحداها فوق مطعم الماكدونالدز منطقة الحسبة، وأخرى بجانب مسجد الموصلي دوار العربي و3 قذائف سقطت في منطقة سيروب، ما تسبب باحتراق منزل أحد المواطنين، وأخرى قرب قرب حلويات غرمتي وقبلاوي على الأوتستراد الشرقي، كما وصل الرصاص الطائش الى مبنى السن في حي البراد في صيدا وبلدة القرية شرق المدينة.
المكاري
واستنكر وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري تعرض نقطة يوجد فيها صحافيون في مخيم عين الحلوة لعملية إطلاق نار، كما أن قذيفة "آر.بي. جي" انفجرت بقربهم، الأمر الذي عرض حياتهم للخطر.
ودعا الأطراف المتقاتلة الى وقف العنف، وعدم التعرض للصحافيين بشكل خاص، لأن حمايتهم حق يكفله القانون الإنساني الدولي، بصفتهم مدنيين غير مشاركين في القتال، كما أن عملهم في هكذا ظروف استثنائية هو محط تقدير.
نازحو المخيم.. الى أين؟
بعد حركة النزوح الكثيفة من مخيم عين الحلوة، كشفت معلومات صحافية بأن اللاجئين الفلسطينيين ينزحون الى مساجد ومدارس مدينة صيدا والمناطق المحيطة بها.
وأشارت المعلومات الى أن عدداً كبيراً من اللاجئين يمكثون في جامع الموصلي، ومدرسة الشهداء التابعة للانروا في حي الست نفيسة بصيدا.
وفي ضوء عدم حسم تثبيت قرار وقف إطلاق النار، أعلنت المدارس في صيدا لليوم الثاني على التوالي، استمرار توقف الدروس في المدرسة الصيفية.
كذلك، مدّد رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا، إقفال مدارس الجمعية على أن يفتح مكتب الجمعية كالمعتاد.
وانسحب الأمر على فروع الجامعة اللبنانية في صيدا التي مدّدت اقفالها.
وفي السياق نفسه، أعلن محافظ الجنوب منصور ضو عن استمرار توقف العمل في إدارات سرايا صيدا غدا، إضافة إلى توقف العمل في مكاتب مؤسسة كهرباء صيدا، وإقفال مركز نقابة المحامين قي قصر عدل صيدا بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في المخيم .
تشييع العرموشي
من ناحية أخرى، شيّعت حركة "فتح"، و"الأمن الوطني"، أبو أشرف العرموشي، ورفيقه موسى فندي، في مخيم الرشيدية، بعدما قضيا بكمين نصبته لهم "جند الشام" في مخيم عين الحلوة.
وشارك في مراسم التشييع أعضاء قيادة حركة "فتح" في الساحة والاقليم، والمناطق التنظيمية وقنصل دولة فلسطين في لبنان، وأمناء سر المناطق التنظيمية لحركة "فتح"، وضباط وكوادر الأمن الوطني، وأمناء سر الاتحادات والمكاتب الحركية، وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية، واللجان الشعبية والقوى والأحزاب اللبنانية، إضافة لشخصيات سياسية ووطنية ودينية واجتماعية، وحشود غفيرة من أبناء مخيمات وتجمعات منطقة صور.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى الهمشري في صيدا في اتجاه مخيم الرشيدية، واحتشد المئات من ابناء التجمعات الفلسطينية في تجمع القاسمية يحملون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح. وثم وضعت ثلة من عناصر الأمن الوطني اكليلا من الزهور على الجثمانين، وتابع موكب التشييع طريقه نحو مخيم الرشيدية يتقدمه شبّان زيّنوا دراجاتهم بصور الشهداء واعلام فلسطين ورايات حركة فتح.
وبعد الصلاة على الجثمانين في معسكر "أشبال الـ .ار.بي.جي"، حمل الجثمانان على أكتاف ثلة من قوات الامن الوطني الفلسطيني، وتقدم الموكب الجنائزي المهيب سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
ومن ثم، وضعت أكاليل من الزهور على الضريحين باسم سفير دولة فلسطين في لبنان السفير أشرف دبور، وقيادة حركة "فتح" في الساحة اللبنانية والاتحادات والنقابات والمكاتب الحركية والفصائل الفلسطينية.