سجّل عند الثانية عشرة والنصف من ظهر اليوم الأربعاء، خرق للهدوء الذي شهده مخيم عين الحلوة منذ الفجر، إذ تسمع رشقات من الرصاص المتبادل بين المتقاتلين مع انفجار قنابل يدوية، ما دفع الجيش اللبناني لاستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة الى منطقة صيدا ومحيط مخيم عين الحلوة في مؤشر واضح الى مدى الخطورة الذي بلغه الانفجار الأمني في المخيم.
وتجددت الإشتباكات داخل مخيم عين الحلوة، مساء اليوم الإربعاء، بين حركة "فتح" والجماعات الاسلامية المتشددة، وشهدت الإشتباكات إستخدام القذائف الصاروخية و الاسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة، حيث طاول الرصاص الطائش والقذائف محيط مستشفى صيدا الحكومي مستديرة العربي سهل الصباغ ودوار الاميركان، والأوتوستراد الشرقي في صيدا.
ولم يتم الالتزام بوقف النار إلا لساعات معدودات "لأسباب انسانية"، مما أتاح للعائلات المحاصرة في حي الطوارىء والأطراف الشمالية للمخيم، للخروج الى أماكن آمنة في صيدا ومسجد الموصللي.
وفشلت كل الجهود والاتصالات اللبنانية - الفلسطينية في لجم الاشتباكات داخل المخيم التي تتواصل بين مسلحي حركة "فتح" ومسلحي العناصر الاسلامية المتشددة، حاصدة المزيد من القتلى والجرحى والتدمير والخراب ونزوح المدنيين، ولاسيما منهم النساء والاطفال.
ومدد محافظ الجنوب منصور ضو في بيان " قرار وقف العمل في الادارات الرسمية في سرايا صيدا الى يوم غد الخميس ، بسبب تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة ".
وبدعوة من مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، عقد اجتماع للمرجعيات السياسية في صيدا والجوار الذين طالبوا "حاسمين جازمين" بـ"وقف النار فوراً، ثم بعد ذلك، فليجلس المتخاصمون ويتفقوا. والطبيعي ان يكون هناك اختلاف في وجهات النظر، ولكن ليس من الطبيعي أن يترجم هذا الاختلاف بالرصاص والقنابل والقذائف التي تتساقط على البيوت وتقتل الناس". وأكدوا تكليف لجنة للتحقيق في قتل القائد اللواء "أبو أشرف" العرموشي، و"أن تباشر عملها منذ اليوم من دون تسويف وتردد، للكشف عن الذين ارتكبوا هذه الجريمة وتسليمهم الى القضاء والى الأمن اللبناني".
كذلك تمنوا "التعويض بالسرعة الممكنة على هؤلاء الذين ظلموا بهدم بيوتهم وبإصابة الأبناء والرجال والنساء من دون ذنب".
وعلّق الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على ما يجري في عين الحلوة، فقال: " ما يجري في مخيم عين الحلوة مؤلم، ونحن نوجه النداء للجميع في المخيم لوقف القتال، وكل من يستطيع الضغط من أجل وقف القتال يجب أن يفعل ذلك".
ومساء أمس، أعلنت الخارجية الأميركية في بيان "أنها تتابع التقارير المقلقة عن أعمال عنف في مخيم للاجئين في لبنان"، داعية "جميع الأطراف في مخيم عين الحلوة إلى احترام سلامة المدنيين وعدم استهداف المنشآت المدنية".