في ذكرى انفجار مرفأ بيروت، أكّد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني "العمل على تخليد ذكرى شهداء التفجير والإستمرار بالسعي لتحقيق العدالة"، مشيرًا إلى أنّه "بإحياء ذكراهم، نشدّد تصميمنا على إبقاء الأحياء في أرضهم وبيوتهم، والحفاظ على هويتهم في مواجهة مخطط الشر الذي يواجههم والذي بدأ قبل ٤ آب/أغسطس ٢٠٢٠. للأسف السّنوات تمر وحجم الجريمة يكبر. من جريمة قتل، فتهجير، إلى تغيير في هوية المنطقة المحيطة بمرفأ بيروت".
وخلال اللقاء مع أهالي الشهداء والمصابين والمتضررين من التفجير، أشار حاصباني إلى "أهمية إستمرار العمل على ثلاثة أمور، وهي: إستقلالية القضاء واستمرار التحقيق بنزاهة حتى كشف الحقيقة، وحماية العدالة دوليًا عبر المقاربة بعرائض من أجل حضّ المجتمع الدولي على مؤازرة هذا القضاء والمساهمة بتحريره من القبضة التي تضغط عليه، بالإضافة إلى الإستمرار بالمحافظة على ما لدينا كي ننطلق منه، لنبني ونستمر بعد كشف الحقيقة وتحقيق العدالة".
كما سلّط الضوء على مخطط ممنهج لتهجير المنطقة من أهلها، قائلاً: "إضافة للشهداء والضحايا والجرحى في انفجار المرفأ، هناك منطقة بكاملها تدمرت ومجتمع ما زال متمسكًا ببقائه بالرغم من المحاولات المتكررة لاخراجه. إنّ تفجير المرفأ بحد ذاته حدث تهجيري بإمتياز لمناطق الرميل والصيفي والمدور ومحيطهم، امتداداً للأشرفية، ويهدف لتفريغ بيروت من اهلها. هناك من يعمل جاهداً لاستكمال مفاعيل التفجير بالتضييق على الأهالي. على سبيل المثال، تركوا القمح يتخمّر ويحترق، لخنق اهل المنطقة ودفعهم للخروج منها، فكنا لهم بالمرصاد وأمّنا التمويل وعملنا مع فوج الاطفاء لتعقيم القمح المحترق فتوقفت الحرائق وانتصرنا. ما زلنا نعمل للحفاظ على موقع الاهراءات، واوقفنا مشروع هدمها بالضغط على الحكومة مع الأهالي، للابقاء على شاهد على الجريمة الكبرى".
وأضاف: "هناك عائلات كثيرة ما زالت غير قادرة على العودة الى منازلها بالرغم من الترميم الخارجي، فالداخل ما زال غير قابل للاستعمال. كما هناك من يخطط لنسف مرفأ بيروت وبيعه "على القطعة"، ونسف المنطقة المجاورة له في المدور ومار مخايل والصيفي، وتغيير هويتها وديموغرافيتها وملكيتها بمخططات تفرغ المنطقة من سكانها وتحولها الى عقارات للبيع. كل يوم نكتشف مخططاً جديداً، حيناً تحت شعار تطوير المرفأ وآخر تحت شعار التطوير المدني وتجميل المنطقة وتفعيل السياحة. نحن من رفعنا لواء "نرد الروح لبيروت" وهذا كان شعار حملتنا الانتخابية، ولكن ليس على حساب ارواح الشهداء. روح بيروت تستعاد باعادة الحق لأصحابه وبتحقيق العدالة لروح الشهداء وبطرد المشاريع التهجيرية".
وختم حاصباني بدعوة كل لبناني أن يكون في 4 آب إلى جانب أهل الضحايا والشهداء ويشاركهم مسيرتهم، "فهي انتفاضة على الظلم ومسيرة تحقيق العدالة، ليس فقط لمن استشهد أو تضرّر، بل لكل لبناني في وجه الظلم الذي طاله".