انقضت ثلاث سنوات من عمر "بيروت المنكوبة" بانفجار لا يستوعبه بشري، لكن كلمات من مثل "عدالة" و"محاسبة" و"قضاء" و"الحقيقة" تبقى مجرد ذكريات على واجهة جدران لملمت شظاياها ولكنها لم تنجح في أن تقلب صفحة سوداء لتبقى الصورة رمادية وقاتمة عن ذلك اليوم البشع جدا. هكذا استذكر سياسيو لبنان انفجار المرفأ، من دون أن تكون للسياسة يد نافذة في الوصول الى الحقيقة وأخذ حق طفلة وشاب ومسن وكثيرون ممن توقف الزمن عندهم مكللا فقط بالأبيض والأسود.
الراعي
رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي، في قداس عشية الذكرى، أن "لا أحد يستطيع إخفاء الحقيقة لأنها نور والحقيقة التي يحاولون إخفاءها تختص بهويّة المسؤول عن التفجير وعن تخزين نيترات الامونيوم".
وأضاف: "السياسيون يتظاهرون بالبراءة فإذا كنتم أبرياء لماذا تتهربون وتعيقون التحقيق؟ والحقيقة مدفونة كأنها ميتة بل تستصرخ ضمائر كل المسؤولين عن كارثة الرابع من آب".
وسأل : "كيف يمكن السكوت عن هذه الكارثة والمعنيون بشكل مباشر أو غير مباشر يتهربون من القضاء بتغطية سياسية؟ ولا ننسى ما جرى ساعة التفجير فهناك مَن سمع ورأى وهناك تصريحات قيلت بساعتها ثم رُفعت من التداول الاعلامي".
وحث الدول على تسليم لبنان ما لديها من معلومات وتحقيقات وصور التقطتها اقمارهم الاصطناعية ووضع حد للتدخلات السياسية في ملف التحقيقات.
جعجع
بدوره غرد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بعبارة أوجز بها الذكرى: "العدالة لبيروت بكل ما أوتينا من قوات".
الحريري
غرّد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عبر حسابه على "إكس"، عشية الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، قائلًا: "4 آب… بصمة سوداء على جبين مرحلة من تاريخ لبنان. جرح بيروت لن يندمل والعدالة آتية مهما طال الزمن".
فرنجية
وغرّد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، على حسابه عبر "إكس": “ثلاث سنوات على كارثة إنفجار مرفأ بيروت ومطلبنا واحد حقيقة كاملة غير منتقصة وبعيداً عن التسييس إنصافاً لأرواح الشهداء ولذويهم وللبنان".
الكتائب
وأبدى رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل أسفه لاستباحة البلد، وقال: "المطار ليس بمنأى عن كارثة جديدة طالما أن حزب الله وشبكته الأمنية والمصلحية تسيطر عليه. إن قيام تحقيق دولي ومن ثم محاكمة دولية أضحى هو السبيل الوحيد للانتصار لبيروت، العاصمة التي لا تموت، ولدماء الضحايا وجروح المصابين، والوسيلة الوحيدة لمحاسبة القتلة".
باسيل
وكتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في تغريدة: "من 20 شهرا توقّف التحقيق بانفجار العصر بمرفأ بيروت. كشف الجريمة واجب، واحقاق العدالة واجب لكي يحاكم المسؤولين وترتاح ارواح الضحايا ويتعزّوا الأهالي وتتبرّأ ذمّة الابرياء ويحفظ القضاء سمعته وتحمي الدولة كرامة شعبها وتسترجع ثقة الناس ودول العالم فيها".
تجدد
وأعلنت كتلة "تجدد" الوقوف الدائم إلى جانب أهالي الضحايا، والاستمرار بالنضال لكشف الحقيقة، وتحقيق العدالة، ومعاقبة المسؤولين، وتدعو للمشاركة الكثيفة في إحياء الذكرى، إلى جانب أهالي الضحايا.
وجاء في بيانها: "لن تمحى البصمات المسؤولة عن هذه الجريمة، مهما تم تعطيل عمل القضاء،وفي السياق تدعو الكتلة لعدم طمس التحقيق أيضاً في الجرائم التي يشتبه بارتباطها بتفجير المرفأ، كجريمة قتل العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبورجيلي،والمصور جو بجاني، كما تشدد على مواجهة مسار تعطيل العدالة، وتطويق المحقق العدلي القاضي طارق البيطار،هذا المسار الذي تسبب بافتعال أحداث الطيونة، بهدف وقف مهمة القضاء ودفن التحقيق".