يتأرجح الوضع في مخيم عين الحلوة بين الهدوء الحذر واشتباكات متقطعة، بعد جولة عنف شهدها المخيم إثر هجوم تعرضت له مراكز تابعة لحركة "فتح".
وعلى خط المعالجات، عقد أمس الخميس في المخيم الاجتماع الاول للجنة التحقيق التي تألفت من: رئيسها اللواء معين كعوش عن "فتح" و"منظمة التحرير الفلسطينية" وقائد القوة المشتركة الفلسطينية اللواء محمود العجوري، وممثل تحالف القوى الفلسطينية ابوحسن كردية، وممثل القوى الاسلامية نصر المقدح، حيث سيوضع بتصرفها كل المعطيات المتوافرة عن جريمة اغتيال العميد ابو اشرف العرموشي ورفاقه، وكذلك جريمة اغتيال عبد الرحمن فرهود لتباشر عملها في كشف كل من تظهره التحقيقات متورطا وتسليمه للعدالة اللبنانية.
بالتوازي، عقد في مقر الاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية في صيدا اجتماع لهيئة العمل الفلسطيني، واكدت في بيان، "على القرارات التي اتخذتها في اجتماعها الذي عقد في سفارة دولة فلسطين في لبنان الثلاثاء الماضي، واولها تثبيت وقف اطلاق النار، وتوفير البيئة الامنة لعودة اهلنا النازحين الى بيوتهم في المخيم، وضرورة بدء عمل لجنة التحقيق التي شكلتها هيئة العمل والتي يرأسها اللواء معين كعوش، للتحقيق بعملية الاغتيال الاجرامية التي استهدفت قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني ابو اشرف العرموشي ورفاقه، وكذلك جريمة قتل عبد الرحمن فرهود".
وأفاد بيان وزعه المكتب الإعلامي لـ "حماس": أن هنية عرض الأوضاع في مخيم عين الحلوة، في ضوء الاشتباكات المؤسفة التي أودت بحياة عدد من أبنائه وجرح العشرات منهم وروّعت الآمنين، مؤكدا ضرورة بذل كل الجهود لثتبيت وقف إطلاق النار وعودة الأهالي إلى منازلهم.
وأكد هنية "حرص حركة حماس على الأمن والاستقرار في المخيم والجوار، وأن تبقى المخيمات عناوين عودة إلى فلسطين، وأن يبقى السلاح الفلسطيني موجها فقط ضد العدو الصهيوني".
وأشار البيان إلى أن "حماس عملت منذ اللحظات الأولى، بالتنسيق مع القوى والمرجعيات الفلسطينية واللبنانية، على وقف الاشتباكات وعودة الأمور إلى طبيعتها وسحب المسلحين من الشوارع".
الى ذلك، نفت حركة "فتح" الخبر المتداول عن مقتل الشيخ جمال خطاب، وقالت في بيان: انه بخير وهو على رأس عمله، واجرى مؤخرا الاتصالات المكثفة لوقف الاشتباكات التي يشهدها مخيم عين الحلوة حاليا.
نزوح 20 ألفًا
من جهة أخرى، كشفت "هيئة إنقاذ الطفولة" أنّ الاشتباكات في مخيّم عين الحلوة تسبّبت في نزوح 20 ألفاً من بينهم نحو 12 ألف طفل.
وقال مدير المنطقة في هيئة إنقاذ الطفولة جورج جريج لـ"رويترز": "نرى أعدادا كبيرة من الأطفال والأُسَر الذين يمرون بمحن ويشعرون بالارتباك بسبب استمرار الاشتباكات. فرّت العديد من العائلات من العنف ولم يكن لديها وقت لحزم الأمتعة أو الاستعداد للنزوح".
وأضاف جريج: "بعض الأطفال انفصلوا عن والديهم والقائمين على رعايتهم"، مشيراً إلى أنّ "عائلات أخرى تخشى مغادرة منازلها رغم محدودية ما لديها من الطعام والمياه".
الى ذلك، اعلنت مصادر أمنية في عين الحلوة لـ"رويترز" أنّ "ما لا يقل عن 13 شخصاً، معظمهم من المسلحين، قتلوا في المخيم منذ اندلاع القتال يوم السبت بين حركة “فتح” وإسلاميين متشددين".