من المنتظر أن تستأنف الأمم المتحدة إيصال المساعدات إلى شمالي غربي سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة عبر معبر حدودي شكل طوق نجاة للمنطقة، وذلك بعدما قال عمال إغاثة إن دمشق خففت فيما يبدو شروطها التي أدت لوقف تسليم المساعدات لعدة أسابيع.
وبعد جهود دبلوماسية على مدى أسابيع، لم يتضمن خطاب أرسلته الحكومة السورية إلى الأمم المتحدة هذا الأسبوع واطلعت "رويترز" على نسخة منه أيا من الشروط المرفوضة. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أمس الثلاثاء إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يرحب "بالتفاهم" مع دمشق حول استخدام معبر باب الهوى لستة أشهر.
وشمالي غربي سوريا هو المعقل الرئيسي الأخير للمعارضة التي تقاوم حكم الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية المستمرة منذ 12 عاما ويعيش الملايين هناك على المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة.
ولطالما وجهت منظمات غير حكومية ودول قوافل مساعدات بمبادرات فردية إلى شمال غرب سوريا. لكن وكالات الأمم المتحدة لا يمكنها اجتياز المعبر من دون موافقة الحكومة أو مجلس الأمن الدولي.
وتستخدم الأمم المتحدة معبر باب الهوى منذ 2014 بتفويض من مجلس الأمن. ورفضت سوريا العملية باعتبارها انتهاكا لسيادتها.
وتضمنت الشروط التي حددتها دمشق منع الأمم المتحدة من التعاون مع ما وصفتها بأنها "منظمات إرهابية" في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة، وقصر الجهات التي يمكنها تسليم المساعدات على الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وجاء في رسالة بتاريخ الخامس من آب/أغسطس أرسلها مارتن غريفيث منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة إلى سفير سوريا لدى المنظمة الدولية بسام صباغ واطلعت عليها "رويترز" أن الأمم المتحدة "قد تحتاج إلى التعامل مع جهات فاعلة مختلفة في شمال غرب سوريا" أثناء قيامها بعمليات الإغاثة.
وأفادت الرسالة أيضا بأن الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري ليس لهما وجود كاف في شمال غربي سوريا يتيح لهما القيام بمثل هذه الأعمال الإنسانية.
وفي رسالة بتاريخ السادس من آب/أغسطس، شكر صباغ غريفيث على "التوضيح المتعلق ببعض الإجراءات التشغيلية الأساسية"، وقال إن سوريا "تتطلع إلى مشاركة" الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري "عندما تسمح الظروف بذلك"، من دون الإشارة إلى الشروط المسبقة.
ولم ترد الحكومة السورية بعد على أسئلة عما إذا كانت قد خففت الشروط المسبقة ولماذا.
*"الشيطان يكمن في التفاصيل"
قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في وقت متأخر من أمس الثلاثاء إن سوريا أكدت مجددا في الأيام القليلة الماضية "موافقتها" على استخدام المعبر وأن الاتفاقية ستسمح للأمم المتحدة وشركائها بتقديم مساعدات عبر الحدود "بطريقة منهجية تسمح بالتعامل مع جميع الأطراف".
ولم يكن لدى المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تفاصيل عن موعد استئناف عمليات توصيل المساعدات عبر باب الهوى.
وقالت شيرين إبراهيم رئيسة قسم تركيا بمؤسسة كير الدولية إن الرسائل "لم تذكر الشروط السابقة المتعلقة باللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري أو عدم العمل مع السلطات الفعلية".
لكن هذا لم يهدئ المخاوف إطلاقا.
وأضافت "عندما نقرأ هذه الرسائل، لا نرى التفاصيل، وكما نعلم أن الشيطان يكمن دائما في التفاصيل".
وقال عامل إغاثة مقيم في دمشق إن الرسالة السورية أشارت إلى أنها "تقبل مبادئ الأمم المتحدة" وإنه يمكن استئناف المساعدات الآن عبر باب الهوى بدون "الشروط الجديدة".
جاء هذا الإعلان في الوقت الذي مددت فيه سوريا العمل بتصريح أحادي الجانب لاستخدام معبرين حدوديين آخرين من تركيا في إدخال المساعدات. ومنحت سوريا التصريح في البداية عقب زلزال السادس من فبراير شباط.
رويترز