حذر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في مستهل كلمة ألقاها في الذكرى السنوية السابعة عشرة لحرب تموز/يوليو، والتي انتهت في 14 آب/أغسطس 2006، من عودة "داعش" الى الساحات، سواء في باكستان أو البادية السورية أو في شيراز، متخوفا :"يبدو أن هناك قرارا لعودة هذا التنظيم".
الحدود البحرية
ولفت نصر الله الى أن عملية ترسيم الحدود البحرية وبدء التنقيب ما كانت لتتحقق لولا البناء على نتائج "حرب تموز". وقال: "على مدى الأشهر الماضية توصلت اللجان النيابية المعنية الى اقتراح قانون الصندوق السيادي الموضوع على جدول أعمال الجلسة النيابية يوم الخميس. ونحن نأمل من السادة النواب مقاربة موضوع الصندوق السيادي مقاربة وطنية وسيادية باعتباره حاجة ملحّة للبنان كي تكون الثروة النفطية لكل اللبنانيين وتستفيد منه الأجيال الآتية ".
وتابع: "الضمانة الحقيقية للحفاظ على حقوق لبنان وثروته النفطية هو احتفاظ لبنان بكل عناصر القوة وفي مقدمها المقاومة. وما يمنع العدو من الانتقاص من حقوق لبنان في ثرواته الطبيعية هو قوة لبنان، وفهمه أن أيّ محاولة ستُقابل برد الفعل القوي الذي سيجعله نادمًا".
تفكك الجبهة الداخلية
وقال: "كانت وضعية الجبهة الداخلية لإسرائيل قبل 2006 غالبًا بمنأى عن كلّ الحروب لكن المقاومة في 2006 جعلتها جزءًا من الحرب. وبعد 2006 أضاف الصهاينة عنصرًا رابعًا للعقيدة الأمنية المتمثل بالدفاع والحماية. واضطر "الاسرائيلي" بعد حرب 2006 التفتيش عن منظومات اعتراض الصواريخ وعمل جهدًا كبيرًا وأنفق بشكل هائل. ومنذ العام 2006 يجري العدو مناورات للجبهة الداخلية للتحقق من جاهزيتها وكل التقارير تقول إنها ليست كذلك". وتساءل: " هل استطاعوا ترميم قوة الجيش الصهيوني بعد 17 سنة من الترميم والمناورات؟ بالتأكيد لا، فالكثير من جنرالات العدو المتقاعدين والفعليين ووزراء يتحدثون عن الحالة الصعبة التي وصل اليها الجيش "الاسرائيلي".
العصر الحجر
وهدد نصرالله إسرائيل: "إذا ذهبتهم الى الحرب مع لبنان، أنتم كذلك ستعودون الى العصر الحجري"، معددا أماكن الاستهداف المحتملة. وقال: "على قادة العدو أن يعرفوا أنه هنا في هذا الميدان وهذه الساحة أن يلعبوا لعبة وجود وفناء وليس لعبة نقاط".
الكحالة
ورأى أن ما جرى عند كوع الكحالة: "الحادثة الاخيرة عند كوع الكحالة هي حادثة طبيعية فشاحنات تمر من هناك وتحصل حوادث "، مثل أي مكان تحصل فيه حوادث، وبقيت الشاحنة لثلاث ساعات حيث أسعف السائق ونقل الى المستشفى، الى أن أعلنت إحدى المحطات المحلية أن الشاحنة تعود الى "حزب الله". ولفت الى أن الشاب الذي توفي من الحزب هو الذي أسعف السائق ونقله الى المستشفى واتصل بالرافعة وتواجد في الساحة لتسيير الامور. وأضاف: "التحقيق وحده سيثبت من اعتدى على من، وتصرفنا على قاعدة ضبط الأوضاع؟". وتابع: " بطبيعة الحال هناك نقليات اسلحة بوسائل متعددة ومنها مدنية تحضيرا لاي مواجهة ممكن أن تحصل في المستقبل".
وأكد: "أهل الكحالة أهلنا"، مقارنا: " عدد الذين كانوا في ميدان الحادث معروف وبعضهم جاء من خارج الكحالة وهم معروفون فالمشكل معهم وليس مع أهل الكحالة. وكانت صدرت مواقف مسؤولة وخصوصًا في الوسط المسيحي تدعو الى التهدئة ومنها موقف الرئيس".
وحمّل نصرالله المؤسسة الاعلامية التي كشفت هوية الشاحنة مسؤولية أخذ البلد الى ما لا تحمد عقباه لولا الاصوات المسيحية المسؤولة والتي دعت الى التهدئة، مناديا: "لنلم مشهد الكحالة بالتي هي أحسن".
وتابع: "الحادثة أكدت مجددًا أن مؤسسة الجيش هي الضامنة للامن والسلم والاستقرار في هذا البلد وإنْ كان البعض يريد أن يأخذ الجيش كما يريد هو".
وسأل: "هل من مصلحة الشعب اللبناني، أو المسيحيين تحديدا، بالذهاب الى الحرب الاهلية؟ فالهيكل يقع على رأس الكل، وحتى القوي خسران في هذه الحرب ولن يتدخل أحد في العالم لنجدتنا. الكل يتفرج اليوم على ما يجري من حروب سواء في السودان أو غيرها. وفي حال حصلت الحرب، بالعكس الدول سوف تصب الزيت على النار".وقال: "على من تراهنون في الحرب. إسرائيل؟ وكنا قلنا أنها أوهن من قبل".
وتابع: "هناك زعامات سياسية بمعزل عن خلفياتها من الواضح من سلوكها وبياناتها ومعها وسائل اعلام معينة تدفع البلد نحو الانفجار والحرب الاهلية".
وأكد: "المرحلة تقتضي الهدوء بدلا من اتباع الغرائز. والتقسيم لن يحصل".
التيار الوطني
ورأى أن المسار مع التيار الوطني في الآونة الاخيرة جدي وايجابي ولكنه يحتاج الى بعض الوقت.
وقال: "بطبيعة الحال منذ الاعلان عن تواصلنا مع التيار، فتحت جبهة سياسية النار علينا لانها تريد التخندق والتعبئة".
وتابع : "ليس من طائفة قائدة في لبنان لان هذا البلد يقوم على الشراكة".