وقام العلماء بالبحث و مراجعة 150 دراسة لإنتاج "ورقة منظور" نشرت صباح اليوم الأربعاء، والتي تحدد الاتجاهات المستقبلية في ظل استمرار تدهور التنوع البيولوجي واحتمالية حدوث انقراض جماعي واضطراب المناخ والتسمم الكوكبي.
وأشاروا إلى أن كل هذه الأحداث مرتبطة بالاستهلاك البشري والنمو السكاني، وتثبت شبه اليقين القائل بأن هذه المشاكل ستزداد سوءاً خلال العقود المقبلة، وستترك آثاراً سلبية تدوم لقرون قادمة.
حيث يقول البروفيسور "بول إيرليش" من جامعة ستانفورد: "لا يوجد نظام سياسي أو اقتصادي أو قيادة مستعدة للتعامل مع هذه الكوارث المتوقعة، كما أن وقف فقدان التنوع البيولوجي ليس قريباً من صدارة أولويات أي دولة حول العالم، فهو يتخلف كثيراً عن المخاوف الأخرى مثل التوظيف والرعاية الصحية والنمو الاقتصادي أو استقرار العملة، حيث تدير البشرية مخطط بونزي البيئي، والذي يسرق فيه المجتمع الطبيعة ويترك الأجيال القادمة لدفع ثمن التعزيز الاقتصادي قصير المدى اليوم".
كما وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور "كوري برادشو" من جامعة فليندرز في أديلايد، أن البشرية تتسبب في خسارة سريعة للتنوع البيولوجي، وتدمر معها قدرة الأرض على دعم الحياة المعقدة، لكنه قال أن معظم الناس يجدون صعوبة في إدراك حجم الخسائر و المخاطر المقبلة التي ستواجهنا في المستقبل.
وأضاف البروفيسور أديلايد: " في الواقع، إن حجم التهديدات التي يتعرض لها المحيط الحيوي وجميع أشكال الحياة فيه كبيرة للغاية بحيث يصعب فهمها حتى بالنسبة للخبراء المطلعين، كما أن المشكلة تتفاقم بسبب الجهل والمصلحة الذاتية قصيرة المدى، مع السعي وراء الثروة والمصالح السياسية التي تعيق العمل الضروري للبقاء".
بالإضافة إلى ذلك، قال البروفيسور "دان بلومشتاين" من جامعة كاليفورنيا بولاية لوس أنجلوس، أن العلماء قد اختاروا التحدث بجرأة وبلا خوف لأن "الحياة تعتمد على هذه الخطوة حرفياً".
وأضاف: "ما نقوله قد لا يحظى بشعبية كبيرة، وهو أمر مخيف بالفعل، لكننا نحتاج إلى أن نكون صريحين ودقيقين وصادقين إذا ما أرادت الإنسانية أن تفهم ضخامة التحديات التي نواجهها في خلق مستقبل مستدام، وخاصة في ظل استمرار النمو السكاني والاستهلاك البشري، وأننا ما زلنا نركز على توسيع المشاريع البشرية أكثر من تركيزنا على ابتكار وتنفيذ حلول للقضايا الحرجة مثل فقدان التنوع البيولوجي على كوكب الأرض، فبحلول الوقت الذي يدرك فيه العالم تأثير التدهور البيئي، سيكون الأوان قد فات، وبدون التقدير الكامل وإيضاح حجم المشاكل وضخامة الحلول المطلوبة، سيفشل المجتمع في تحقيق أهداف استدامة متواضعة، وستتبعها كارثة عالمية بلا شك".
شبكة News 1